قطار إفريقي بمحطات عربية والكمساري تركي
قطار وسبع محطات دولية وكمساري.. أما القطار فهو خط سكة حديد دولي جديد، وأما المحطات السبع فهي عواصم 7 دول إفريقية إسلامية، وأما الكمساري فمن تركيا.
هذا ما كشف عنه أول من أمس الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو.. والحق أن هذا الخط إذا قدر له أن يرى النور فسيكون ربما أبرز أعمال المنظمة على الإطلاق.. وامتداداً للحلم أو المشروع أو “الحلم المشروع” سيربط القطار بين بورتسودان، وداكار أي بين السودان والسنغال مروراً ربما بليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا إن صح تخيلي للخريطة، ومن الجائز ألا يمر بالمغرب حيث يفصلها الماء عن السنغال وربما في هذه الحالة
الوطن السعودية
تكون الدولة السابعة المعنية هي تشاد والله أعلم.
ولقد كان يمكن التعامل مع الخبر على أنه مجرد حلم، لكن السيد أوغلو قال إن اجتماعات مهمة عقدت لتنفيذ الخط الذي يبلغ طوله 10 آلاف كيلومتر، وإن هذه الاجتماعات استهدفت وضع الفترة الزمنية للانتهاء من المشروع، ودعوة الشركات لتقديم تصوراتها له..
إذن فالموضوع جد حقيقة، والقطار سيشق طريقه من السودان إلى السنغال.. وطالما كان الأمر كذلك وطالما كانت بورتسودان أقرب نقطة لكل من مصر والسعودية فإن السؤال الملح يقول: ما هو دور القاهرة والرياض في المشروع؟!
إن دوراً إفريقياً كبيراً ما زال ينتظر كلاً من مصر والسعودية سواء على مستوى الاقتصاد أو على مستوى السياسة حيث تتغير الأمور وتتبدل الظروف ويحلو لكثيرين اللعب في الساحة الإفريقية كالصين وروسيا والدول الأوروبية.. فإذا أضفنا لذلك اللاعبين السلبيين من نوعية “القاعدة” وغيرها يصبح من الضرورة بمكان أن تحجز كل من القاهرة والرياض مقاعد معتبرة في هذا الشريان الجديد.. لقد كشف أوغلو كذلك عن أن تركيا تدعم المشروع بقوة.. قالها وهو يجلس بجوار فيلسوف تركيا الجديد ومهندس سياستها المحنك الدكتور أحمد داود أوغلي وزير الخارجية.
إن أحداً مسلماً لا يمكن أن يعترض على أن يكون كمساري قطار السودان – السنغال تركياً محنكاً، لكننا ننتظر أدواراً مماثلة تسمح بوجود كمساري مصري وآخر سعودي، ليس لمجرد تحصيل قيمة بطاقات الركوب، وإنما لأسباب أخرى عديدة تبدو في شقها الأوضح اقتصادية، لكنها في الحقيقة سياسية تماما.