٢٩سبتمبر٢٠١٤
بدأ موسى سليمان اللواء تجهيزاته لاداء الصلاة بالوضوء ، وبجاوره شقيقه دانيال القسيس يجهز نفسه للذهاب الى الكنيسة لاداء الصلوات ، هما شقيقان والدهما مسلم وامهما مسيحية ، ويعيشون اخوة في بيت واحد يجمع المسلمين والمسيحيين في احدى المناطق بجبال النوبة ، في تجسيد حقيقي للتعايش الديني بعيداً عن ادعاءات السلطة .
يقول موسى سليمان لشبكة ( عاين ) بعد ان توضأ تجهيزاً للصلاة ، وارتدى جلبابه للتوجه الى المسجد ، انه وجد والده مسلماً يذهب الى المسجد يومياً ، ويضيف انه كان يذهب الى المسجد ومع اثنان من اشقاءه تبعوا والدهم ، ويشير الى ان لديه ثلاثة من اشقاءه بينهم فتاة اختاروا الديانة المسيحية على دين والدتهم ، فيما يقول شقيقه دانيال ان اخوته يذهبون الى صلاوتهم في المسجد وانه مع اشقاءه الاخرين يذهبون الى الكنيسة لكنهم جميعاً يعودون الى ذات المنزل ولا احد فيهم يتدخل في معتقدات الاخر ، ويضيف ” لا احد يقول للاخر ان دينك سيئ وانا ديني افضل منه …. لا هذا لا يحدث بيننا لاننا نحترم بعضنا ونجلس سوياً في منزل واحد ” .
يقول سليمان ان الكنيسة في كل مناسبة ترسل دعوتها الى المسلمين في المسجد للمشاركة في الاحتفالات المسيحية وانهم يذهبون للمشاركة في هذه الاحتفالات ومنها عيد الكرميس ، ويتابع ” نفرح معهم ونرقص معهم ثم نعود الى منازلنا ” ، ويضيف ” كما اننا نوجه الدعوة للكنائس في اعيادنا لكي يشاركوننا ” ، ويقول ” نحن في جبال النوبة عندنا حرية الاديان واي شخص يختار دينه دون تدخل من احد … وربنا هو واحد ” ، ويذكر ان شقيقه دانيال من اب وام يصغر عنه ، ويقول ” انا المسؤول عنه وعندما اراد الزواج انا من دفع له مال الزواج وكل مراسيم الزواج ” .
اما القسيس دانيال روى كيف انه واصل دراساته في كلية الدراسات المسيحية، التي امتدت لثلاث اعوام ، ويقول ” لقد وجدت تشجيعاً من شقيقي موسى حيث قام بدفع المصاريف ويتابع ما تحتاجه اسرتي الصغيرة ” ، وقد شارك الشقيق الاكبر في احتفال تنصيب شقيقه دانيال كقسيس في الكنيسة الذي يقول ” شقيقي موسى اعطاني فلوس عند صلاة الشكر بعد تنصيبي قسيساً وقال لي اذا كان لديك شئ تحتاجه خذ الاموال لتشتري ما تحتاجه ” ، ويضيف ” وقد اشتريت غنماية ” .
وينتقد سليمان مواقف الحكومة السودانية من حرية الاديان وتعدياتها المتكررة ، ويقول ” الحكومة تتعدى على الحريات سواء لانسان جبال النوبة او لكل السودانيين لانها لا تريد ان تكون هناك حريات في السودان ” ، ويضيف ” انا وشقيقي دانيال نقاتل الحكومة لاجل الحرية ” ، وشدد على ان جبال النوبة فيها مسلمين ومسيحيين باعداد كبيرة ، ويقول ” الحكومة تقول انه ليس هناك مسلمين في جبال النوبة وانها تقاتل الكفار ولكن هناك مسلمون كثر في جبال النوبة وكذلك المسيحيين ” ، ويضيف ” يجب الا يتم اقحام الدين في السياسة ” ، فيما يقول القسيس دانيال ” نعم يجب الا يتم اقحام الدين في الدولة والناس اذا كانت بينهم المحبة كما تقول تعاليم الدين فانه لن تكون هناك حرب بينهم ” .
وقد شهدت الخرطوم في ابريل الماضي قضية مريم يحى التي حكمت عليها محكمة جنائية بالاعدام شنقاً بتهمة الردة عن الدين الاسلامي واعتناق المسيحية ، غير ان محكمة الاستئناف راجعت الحكم واصدرت حكماً بالبراءة والافراج عنها فوراً ، وقد تداخلت القضية بين الدين والسياسة حيث احتاجت الحكومة وقتاً لتبرير ما اقترفته هي بتلك الاحكام التي وصفها المجتمع الدولي بالصادمة والمجحفة ، وقامت حملة تضامن واسعة مع مريم الى ان تم استضافتها في السفارة الامريكية في الخرطوم وغادرت بعدها مع اسرتها الصغيرة من زوجها من جنوب السودان وابنيها وضعت احدهم في سجن ام درمان حيث كانت تنتظر تنفيذ حكم الاعدام قبل الافراج عنها ، وتوجهت الى الولايات المتحدة عبر ايطاليا والفاتيكان .
وضمن حملة النظام الحاكم في السودان ضد حرية الاديان وبخاصة المسيحية ما ظل يقوم به تدمير الكنائس بحجة انها بنيت في اماكن عشوائية ، وكانت آخر حملة لهدم الكنائس ما حدث في محلية ( العزبة ) في بحري الى جانب عدم تصديق بناء كنائس جديدة بالرغم من الحوجة الماسة لمن يعتقدون في الديانة المسيحية .
– See more at: http://www.3ayin.com/detail.php?id=50#sthash.Mgw1cP0H.dpuf