قزقز فساد

حسن اسحق
هذه الايام الجميع يتكلم عن الفساد ومحاربته، ومعاقبة مرتكبيه، كأن الفساد ظهر فجأة ولم يكن موجودا من قبل. انصار النظام يتحدثون انتشار الفساد في البر والبحر بماكسبت ايديهم، وسخر احد كتاب الاعمدة المعروف بميوله للمؤتمر الوطني، من ساحات الفداء الي ساحات الفساد، ربما اصابته الهزة الاعلامية العنيفة ابتداء من شركة الاقطان وموظفي مكتب الوالي والي اخره، وابن نافع واحمد كرتي وشراء اراضي استثمارية في الخرطوم. اصبح الفساد وممارسته هواية اسلامية صرفة لتنظيم اسلامي يدعي انه يحمل مشروعا حضاريا من الناحية النظرية، وفاسد من الناحية العملية، واكد نجاحه في امتحان الفساد، الكل سقط في هذه التجربة، الا المؤتمر الوطني، محرزا مراتب متقدمة،من ديوان الزكاة وهيئة الاوقاف، والحج والعمرة،ومرتبات اساتذة في ولايات يتم استثمارها، وتصرف المرتبات بعد 3 شهور. ان النظام الاسلامي المؤتمر الوطني لايقبل عضوا مالم فاسدا او مؤهل لممارسة، ويكون قادرا علي الكذب والتضليل باسم الدين. ان النظام الفاسد لا ينتج الا وزراء وولاة ومعتمدين فاسدين، وموظفين يرثرون مهنة كبار الفسدة. ان الموظف الفاسد ، والمدير والوزير الفاسد يقابل بالترحاب والمديح، وكل عبارات الثناء من المجتمع الذي اصبح لا يستقبح مرتكبي جريمة
الفساد . وعبارات الزول ده مفتح،وقدر يشغل راسو،ومابخاف. لا يخشي ولا يخاف، هي مربط الفرس، والحكومة من خلال سياستها جعلت من المفسدين مفخرة، ولم تحاسبهم علي ارتكاب الاخطاء. اذا كانت دولة يطبق فيها القانون، كيف لموظف ان يتحول الي غني في فترة لاتتعدي نصف عقد؟. ان اقرباء الرئاسة واهله ،هم مستفيدون من انتشار الظاهرة،بامكانهم شراء جوائز المرأة العربية الاولي، والتضييق علي تجار اللبن، وفتح مزارع البان لاسرة الرئاسة، وتحرسها
قوات نظامية. ان المؤتمر الوطني الحزب الاسلامي انتقل نقلة نوعية من حرب جهادية كاذبة الي فساد مؤسسي علني، قد يفتح تحقيق ضدهم، ويطلق سراحهم اذا تحللوا،واعادوا المال  المسروق، وكل هذا يتم تحت راية (الله اكبر، والله هناي). ان اعضاء الحزب الحاكم يتسلون بنكهة الفساد، وبالدارجي بقولوا قزقز تسالي ، أشارة الي تمضية وقت الفراغ. واحتمال ان تكون زوبعة الفساد التي ظهرة كشبح من قبره، وقد تكون خطة لجر المهتمين الي صراع جانبي حول الفساد، والحكومة تمارسها فساد الاكبر في قتل الناس بقوات الدعم السريع في جبال النوبة. وتنسي الناس مايحدث هناك من جرائم انسانية، وينحصر الحديث والانتقاد حول محاكمتهم فقط.
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *