تحالف جوبا.. يخوض الانتخابات ويُبقي على خيار المقاطعة.. حزب البعث يقرر مقاطعة الانتخابات في كافة مراحلها

قررت احزاب قوى الإجماع الوطني (تحالف جوبا) بعد إجتماع مارثوني تجاوز الثلاث ساعات المشاركة في الإنتخابات المقبلة، وأبقى في ذات الوقت على خيار المقاطعة اثناء العملية.
وشكل لذلك آلية لتقييم الموقف و”متى ما تجمعت كل الظروف للمقاطعة سيقاطع”، في وقت أعلن فيه حزب البعث العربي الإشتراكي مقاطعته للعملية الانتخابية في كافة مراحلها لعدم توفر الظروف الملائمة لنزاهتها.
ووصف الناطق باسم قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسي الاجتماع الذي عقد بدار حزب الأمة القومي بأم درمان بالمهم، وقال في تصريحات صحفية أمس ان الاجندة التي وضعت امام قادة الاحزاب تشتمل على قضايا اعلان جوبا، ومدى تنفيذ بنوده، بجانب ازالة ما أسماه بتجاوزات السجل الإنتخابي، وقالت عضو التحالف القيادية بحزب الأمة القومي إن الإجتماع أقر بعدم تنفيذ المستحقات التي وضعتها قوى جوبا لقيام انتخابات حرة ونزيهة، بجانب أن البيئة السياسية غير مهيأة لقيامها، والمتمثلة في عدم حل قضية دارفور واكمال التحول الديمقراطي وتنفيذ اتفاقيات السلام.
وجددت قوى جوبا من خلال البيان الذي تلته د.مريم المهدي انتقاداتها للمفوضية القومية للانتخابات ونعتتها بالضعف، وقالت إنها تجاوزت قانون الانتخابات ولم تستطع اثبات استقلاليتها، بجانب التجاوزات الواسعة التي صاحبت عملية السجل الانتخابي، ودعت لضرورة تصحيح ما أسمته بالعيوب التي صاحبت السجل الانتخابي وضرورة رفع حالة الطوارئ عن ولايات دارفور، بجانب تجميد البنود التي وصفتها بالقمعية في قانون جهاز الامن، وشددت على ضرورة تشكيل مجلس قومي للاشراف على وسائل الاعلام الرسمية لضمان إتاحة الفرصة بعدالة لجميع القوى السياسية لتوصيل رسالتها، وألمح البيان الى إمكانية تأجيل العملية الانتخابية حتى نوفمبر القادم بغرض إتاحة الفرصة لتنفيذ تلك المطلوبات، مع العمل للاتصال بالفصائل المسلحة في بدارفور والتشاور معها في قضايا الانتخابات لضمان مشاركتها في الانتخابات.
وشدد البيان على دعم القوى غير المشاركة في الانتخابات للحملات الانتخابية للقوى المشاركة والإجماع على تغليب خيار الوحدة والالتزام بميثاق شرف انتخابي لضمان قيام انتخابات حرة ونزيهة، ودعا البيان المشاركين والمقاطعين لضرورة دعم السلام الشامل والعمل على جعل الوحدة خيارا افضل للجنوبيين. فيما أعلن الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الإشتراكي محمد ضياء الدين عن مقاطعة حزبه لجميع مراحل العملية الانتخابية، وقال إن حزبه انتظر كثيرا قوى الاجماع الوطني في البت في قضية الانتخابات وان موقف حزبه جاء لعدم تنفيذ الاشتراطات التي وضعتها قوى جوبا في مقدمتها التحول الديمقراطي وازالة العيوب التي حدثت في السجل الانتخابي وحل قضية دارفور. وشدد على ان حزبه لن يكتفي بالمقاطعة وإنما سيسعى لإنشاء جبهة شعبية للضغط على الحكومة حتى تنفذ الاشتراطات.
ومن جانبه اقر القيادي بالحزب الشيوعي د.الشفيع خضر بأن الاجتماع شهد تباينا في آراء القوى السياسية المشاركة فيه، واكد ان المناخ غير ملائم وغير ديمقراطي ولا يفضي الى أن تأتي انتخابات حرة ونزيهه، واعتبر خوض الانتخابات قبل تنفيذ مجموعة من المتطلبات مسألة غير مجدية، مشيراً الى ان المتطلبات تتمثل فى الغاء القوانين المقيدة للحريات خاصة المواد الموجودة فى قانون الامن الوطني ومراجعة السجل الانتخابي وكسر احتكار المؤتمر الوطني لاجهزة الاعلام القومية، ورفع حالة الطوارئ في دارفور، وانهاء الحرب وتقديم دعوة لتأجيل الانتخابات لنوفمبر القادم، موضحاً ان هيئة الرئاسة في اجتماع دائم لاتخاذ قرار في اي لحظة، وشدد علي إلتزام حزبه بمقررات مؤتمر جوبا، ورفض الحديث عن الموقف الخاص بحزبه.
وقال عضو التحالف المسئول السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر في حديث لـ(السوداني) إن حزب البعث قرر المقاطعة لان الظروف القائمة الآن تدفع لمقاطعة الانتخابات وليس المشاركة فيها، واشار الى وجود عقبات حقيقية تعترض ضمان نزاهة الانتخابات على رأسها القوانين، والتجاوزات التي حدثت في السجل وعدم النظر في الطعون التي تقدمت بها القوى السياسية، وكشف عن إتفاق قوى تحالف جوبا مع حزب البعث في الحيثيات التي ذهب إليها وأضاف “لكن التحالف قرر المواصلة في خوض المعركة الإنتخابية والإستمرار في ترشيح منسوبيه، وشكل آلية لتقييم الموقف ومتى ما تجمعت كل الظروف للمقاطعة سيقاطع”. ونفى عمر خروج الامين العام للمؤتمر الشعبي بسبب خلافات داخل التحالف، وشدد على وجود ارتباط مسبق له بأعمال أخرى مما اضطره للخروج، وقال إن ممثل الحزب ظل موجوداً وواصل الإجتماع واستمع الى آراء كافة القوى السياسية وطرح موقف حزبه داخله.
الخرطوم: أحمد دقش – خالد أحمد
السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *