قراءة في ملف الشرق
ما يثار عن الأخ وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود في الشرق بريء منه
فالغرض منه إثارة الفتنة بين أبناء قبائل الشرق
كثر الكلام كثيرا هذه الأيام بين مجموعة مقدرة من أبناء الشرق وتباري الكثيرين حول سرد تاريخ القبائل وانتماءات البعض من أبناء الشرق واتهام البعض بأنهم غير سودانيين والخ….
وعلي سبيل المثال صوب الكثيرين سهامه تجاه الأخ المهندس إبراهيم محمود وزير الداخلية ووالي سابق لولاية كسلا أحدي ولايات الشرق وللتاريخ ووضع النقاط علي الحروف لمن يشيرون بالبنان إلي الأخ وزير الداخلية بأنه من أصول اريترية وليس بالسوداني نورد الحقائق التالية وهي موثقة من قبل الكثيرين من أبناء الشرق والمنطقة خاصة مثل الأخ الصديق إبراهيم آداب وهو رفيق نضال وزميل في عضوية اللجنة المركزية لجبهة الشرق وكما يقال شهد شاهد من أهله…..
من هو المهندس إبراهيم محمود
من أبناء شرق السودان منطقة أروما من قبيلة عد حاسري وأصلهم نابتاب ذوي أصول جعلية وجده عمدة عد شيخ في محلية أروما ولديهم أراضي زراعية في دلتا القاش حيث يزاولون الزراعة منذ عشرات السنين وقبل الاستعمار
والده أحد حيران الشيخ محمد طاهر محمد دين وهو هد ندوي حيث كان من أحد تلاميذه في منطقة أسوت هيا
درس إبراهيم الابتدائي و الأوسط في وقر – شمال أروما ومن ابرز المناصب التي تقلدها والي كسلا احدي ولايات الشرق وحاليا وزيرا للداخلية وهو صهر اللواء محمد علي محمد نور – لواء شرطة معاش من أبناء البجا الارتيقا في منطقة طوكر و القاش يكسلا
شقيقه نافع محمود من كبار موظفي الخدمة المدنية من أبناء الشرق حيث كان من كبار مسئولي الخدمة المدنية في شرق السودان ويرجع له الفضل في استيعاب أعداد مقدرة من أبناء البجا في الشرق في الخدمة المدنية وهو حاليا بالمعاش
عمه العمدة حامد محمد إسماعيل المشهور بشريف أور بمنطقة كسلا ويعد من أشهر العمد بالمنطقة وأفعاله تشهد له بذلك…
فهذا للتوضيح وردا علي من يشيرون بأصابع الاتهام للأخ المهندس إبراهيم محمود بأنه من أصول اريترية أو من البني عامر والمسميات الأخرى والخ.. ونورد ذلك لمن يجهلون أصول المهندس ويدعون معرفتهم لأصول قبائل الشرق
كما أن الذي يحدث هذه الأيام وسط مجموعة كبيرة من الكتاب الذين يكتبون مقالات في موقع الشرق المشهور سكناب والمواقع الأخرى سواء بأسماء حقيقية أو مستعارة غير منطقي ولا يبشر بخير وليس مبررا .. فإنهم يرمون الآخرين جزافا وافتراءا وبذلك يؤججون الصراع بين أبناء الشرق ونسيجه القبلي حيث يثيرون النعرات القبلية وخاصة في مناطق التماس القبلي بين شرق السودان والجارة الشقيقة اريتريا حيث تتداخل القبائل وتتعايش منذ آلاف السنين دون أن يشير احد إلي الفرق بينهم أو أن يثيرا فتنة قبلية فهم امتداد تاريخ لقبائل المنطقة قبل قيام ما يسمي بالدول اليوم حيث كانت أولي الحضارات الإنسانية للإنسان الأول حيث انطلق من بوابة الشرق نحو فجاج الأرض والعالمين الخارجي وكون ما يسمي اليوم عالم الحضارات وقد اشرنا قبل ذلك لأصل الإنسان الأول في أفريقيا وإنسان الشرق
إن ما يحدث هذه الأيام من قذف ومهاترات واستفزاز بواسطة هؤلاء الكتاب الذين يسوقون إلي فتنة بين أبناء الشرق فيما بينهم أو بينهم وجيرانهم من القبائل إنما يصب في خانة تفتيت النسيج الاجتماعي للمنطقة وتقسيم المنطقة والسودان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه والتي يمر بها والجميع يعلم المخاطر التي تحيط به ومن يتربصون به كثيرون ويتحينون الفرص لإثارة الفتنه بين أقاليمه وقبائله..
إن ما يحدث اليوم مشابه تماما لما حدث في شرق السودان أيام الديمقراطية بعد انتفاضة أبريل حيث حاول البعض عمل فتنة في الشرق وإثارة الفوضى… ولقد خرجت في تلك الأيام جموع غفيرة في مظاهرات باعتبارهم لا يريدون البني عامر بينهم في منطقة كسلا كما يدعون مرددين عبارات وشعارات مثيرة للفتنة .. ولقد تصدي ساعتها لهذه الفتنة والمشاكل اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار وأخمدها….. فالمشكلة علي ما يبدو ليست وليدة اليوم و إنما تعود إلي مخزون قديم يريد البعض إشعال فتنته اليوم بحجة أن البني عامر نافسوا الآخرين في المواقع القيادية والمراكز واستولوا علي أغلب الوظائف واستأثروا بالنصيب الأكبر منها في الشرق دون سواهم وذلك بفضل ومعاونة الأقوياء في المركز والسلطة ..فكثيرين اليوم يتهمون الأخ المهندس إبراهيم محمود وزير الداخلية بمحاباة أهله وخاصة البني عامر كما يدعي البعض.. وتوظيفهم في سلك الشرطة وملاك وزارة الداخلية ..عندما كان واليا وبعدما أصبح وزيرا للداخلية..
فهذا ليس صحيحا .. فالبني عامر هم في الأصل بجا..ومن شرق السودان … وان الكثيرين الذين يعملون في سلك الشرطة أو في وظائف أخري ولم يحابيهم أحد علي ذلك وإنما جميعهم تقلدوا الوظائف بكفاءاتهم وأهليتهم وليس بمساعدة أحد أو محاصصتهم علي ذلك..
البعض يقولون كما كتبوا بتكرار أن إبراهيم محمود كان رئيسا لاتحاد الطلاب الاريتريين في مصر.. وان كان ذلك فعلا قد حدث فلا بأس فيه.. فهو بذلك كان باعتباره رئيسا للاتحاد بأنه سوداني تشرف بالتكليف للوقوف مع الأشقاء من دولة أريتريا في الوقت التي لم تكن لهم دولة ترعاهم ومن حقهم علينا جميعا في ذلك الوقت أن نتولى أمرهم….وهذا لا يعني أن إبراهيم اريتري حيث لم تنشأ الدولة الاريترية في ذلك الوقت..والذي حدث وان حدث فهو شيء عادي وطبيعي حيث نجد اليوم الكثير من المستشارين والمعاونين للكثير من الرؤساء والشيوخ والأمراء من جنسيات أخري فهل هذا يعني أنهم يحملون جنسيات من يعملون لمصلحتهم؟؟
وعلي سبيل المثال لا الحصر … أن أحد المناضلين السودانيين كان ممثلا للجبهة الشعبية الاريترية وهو المرحوم أبو القاسم حاج حمد وهو رباطابي..ماذا يعني ذلك؟ هل هو أريتري؟؟ والأمثلة كثيرة..
والأكثر من ذلك نجد أن وسم البهائم في منطقة الشرق واريتريا واحد.. لا فرق بينه عند القبائل في شرق السودان وعند تلك القبائل الاريترية وخاصة التي تعيش في الحدود والمناطق المتاخمة للإقليم الشرقي ..فهل هذا يعني أنهم سودانيين وان قبائل الشرق اريترية؟؟؟
فليتوخى الإخوة في الشرق الدقة فيما يتناولون في كتاباتهم وليتبصروا في مآلات المنطقة من جراء ما يثيرونه بين الناس كافة من فتن ونعرات وكراهية… والشرق متربص به وكذلك الوطن الكبير السودان يمر بمرحلة حرجة من تاريخه.. والأدهي و الأمر من ذلك توجه بعض الإخوة الساسة في الشرق إلي الاتجاه نحو التصعيد في المنطقة وما أثاره هذه الأيام الأخ عثمان أو كير حول حلايب وإعلانه عن قيام كيان للدفاع عن حلايب واسترجاعها إنما ينذر بتطور خطير ويقود المنطقة إلي التصعيد في الوقت الذي يحتاج السودان إلي تضافر جهود أبناءه وعقلاءه لتأطير أواصر الوحدة والذود عنه في وجه التفتيت ومن يتربصون به.. فالدولة قادرة علي حلحلة المشاكل الملفات العالقة في المنطقة الإقليمية مع جيراننا ولكن بعد حين وعند الفراغ من إنهاء الملفات العالقة حاليا والقضايا الملحة التي بين يدي الوطن حاليا .. وبعد ذلك كلنا عين موجهة علي الحكومة لنرفع البنان عاليا ونشير إلي مواطن الخلل والقضايا العالقة والتي لن تنسي وتترك سدي..و إذا تقاعست الدولة عن الالتفات إليها وحلها … ساعتها يحق للجميع رفع الصوت عاليا واستعمال كافة الوسائل المتاحة لإعادة الحقوق المسلوبة وبكافة الطرق.. أما في الوقت الحالي ..فالوطن في غني عن التأزم وخلق الكثير من المشاكل حوله وتشتيت الجهود في عدة اتجاهات لن يأتي بنتائج مرجوة ومرضية..
فلنترك المهاترات جانبا..ولنبتعد عن عوامل التفرقة وإثارة الفتنة فئات مكونات النسيج الاجتماعي للوطن وأقاليمه علي اختلاف أطيافها..فالوطن محتاج الينا والي جهودنا نحو وحدته وتماسكه..
وليمسك الجميع بزمام المبادرة لحمايته وصونه
وليبق الوطن شامخا وبعزة
ودمتم
خضر عمر إبراهيم
باحث وناشط سياسي وحقوقي
بريطانيا..م..و