++ ان الله سينصر الرئيس الصيني / شي جين بينج ( لعدلة ، و لازالة الفقر ، و توفير التامين الصحي لشعبه ، و توفير التامين ضد الشيخوخة لشعبه ..الخ ) ، و سيخذل الله حكام المسلمين الظلمة .. الفاسدين .. الخ !!
++ هذا ليس مقالا ( في الفقه ، و انما في السياسة ) .. و لست بصدد اصدار صكوك بمن يدخل الجنة ، و من يدخل النار ، و انما بصدد كشف الدولة الدينية التمكينية / التكفيرية / الاستبدادية / الفاسدة العاجزة عن مواكبة العصر ، و تقديم الحلول لمشاكل شعوبها و مقارتها بالدولة العادلة/ الاسلامية و ان لم تسم نفسها دولة اسلامية !!
++ دخل رجل الجنة ( لانه سقي كلبا عطيشا ) .. فما بالك بالرئيس الصيني
شي جين بينج الذي وفر في عام واحد 13 مليون وظيفة ، ووفر العلاج لمليار صيني ، و ووفر ، السكن لشعبه وازال الفقر ؟ هذا يقينا في الجنان ينعم !!
++ دخلت امرأة النار في هرة حبستها .. فما بالكم بالرئيس السوداني الذي حول الشعب السوداني الي قطط ؟!! و السودان الي سجن كبير ؟!!الله يهديه .. و يكون في عونه .. امين !!
اطلعت علي خطاب الرئيس الصيني / شي جين بينج الذي قدمه للامة الصينية ، و للعالم اجمع ، في عشية رأس السنة الميلادية ، وداعا لعام ٢٠١٧ ، و استقبالا لعام ٢٠١٨ ، و قناعتي ان الشعب السوداني هو الاجدر بسماع هذا الخطاب ، و دراسة كنهه ، ( لانه بضدها تتميز الاشياء ) ، و دعوني اذهب لفحوي الخطاب دون مقدمات او اطالة :
(**) بعد السلام و التحية ، بدأ الرئيس الصيني حديثه بالحكمة الشهيرة المتواجدة في جميع الاديان : ( من زرع حصد ) ، ثم قدم حصاد عام ٢٠١٧ ، و بدأ حديثه بالانجاز السياسي ، قائلا : (عقدنا المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني ، الذي اطلقنا خلاله مسيرة جديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة ، علي نحو شامل ..)
(**) تم خلق 13 مليون فرصة عمل جديدة ، في المدن و البلدات .
(**) توسعت مظلة التأمين ضد الشيخوخة ، لتشمل 900 مليون نسمة .
(**) غطت مظلة التامين الطبي الاساسي مليار و 350 مليون نسمة ، بالاضافة الي ان 10 ملايين اخرين من الفقراء الريفيين تخلصوا من قيود الفقر . .
(**) في مجال الاسكان ، تم نقل 3.4 مليون من الفقراء ، و اعادة توطينهم في اماكن جديدة ، تمتاز بظروف مناسبة ، و اقامتهم في مساكن مريحة . كما تم بناء 6 ملايين شقة في اطار عملية تأهيل احياء الصفيح حيث تم الهدف في الوقت المحدد .
(**) ذكر الرئيس الصيني انجازات علمية عديدة ، مثل القمر الصناعي ( هوي بان ) ، و طائرة الركاب الكبري سي 919 ، و لكن اذكر منها ما يشبه المعجزة ، و يلفت انتباه العقلية الشرق اوسطية ، قوله ان الدولة الصينية انتجت الارز من مياه البحر المالحة ، كما نجحت العملية التجريبية الاولي لاستخراج الجليد القابل للاحتراق ،
(**) و نأتي الي ( موضع السجدة ) و ( بيت القصيد ) .. من خطاب الرئيس الصيني ( رضي الله عنه ) .. الا وهو ( القضاء علي الفقر بحلول عام ٢٠٢٠) حيث قال بالحرف :
( ان القضاء علي الفقر في المناطق الريفية بحلول عام ٢٠٢٠ وعد مهيب قطعناه علي انفسنا ، ولابد من الوفاء به ، فلنعمل معا لتحقيق هذا الانجاز العظيم ، الذي يتحلي بمغزي كبير بالنسبة للامة الصينية ، و البشرية جمعاء ) .
(١)
شتان ما بين رئيس ورئيس ، و بضدها تتميز الاشياء !!
قديما قال الناس في الجزيرة العربية ، و الشام و العراق، و بلاد فارس ، جاء عدل ( عمر ) ، فانسي الناس ( عدل كسري ) ، و بضدها تتميز الاشياء ، و عودة الي ذي بدء ، فقد قلت ان الشعب السوداني هو الاجدر بسماع خطاب الرئيس الصيني الموجه الي شعبه و الي العالم بمناسبة الانتقال من العام السالف / عام ٢٠١٧ ، و الاستعداد لاستقبال عام ٢٠١٨ ، و قد اعطينا القاريء الكريم بعض النمازج من انجازات الرئيس الصيني الذي الهم شعبه لهذا الخلق و الانجاز في كافة المجالات ، ليقيس الشعب السوداني بذكائه و فطرته بين رئيس الصين ، و رئيس بلده ، ( هداه الله )، و اذكر علي صلة بذكاء الشعب السوداني ، و مقدرته علي المقارنة و الاستنتاج ، اذكر انه في نفس اليوم الذي قتل فيه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح علي يد شركائه من مليشيات الحوثي ، استنتج الشعب السوداني كله بالاجماع ، بما في ذلك ( امن محمد عطي المولي ) ، استنتج ان عمر البشير (سيلقي نفس المصير) علي يد ( مليشيات حميدتي دلقو ) .
(٢)
هذا المقال ليس ( في الفقه ، و انما في السياسة ) ، لذلك لست بصدد اصدار صكوك بمن يدخل النار او الجنة ، و انما بصدد فضح ، و تعرية الدولة الدينية السودانية علي النحو المبين ادناه :
حينما اضيف كلمة ( رضي الله عنه ) بعد اسم الرئيس الصيني شي جي بينج ، او ادعي بانه (قطعا من اهل الجنة) فانني قطعا لا اتحدث من منظور الفقه التقليدي الذي يدرس في ( كتاب الدين الذي يدرس لاطفال المدارس ) – لا اتحدث عن اسلام (بني الاسلام علي خمس ) او ( اركان الاسلام 6 ) ، او الاسلام الذي يدرس في الجامعات الاسلامية في السودان او المدينة المنورة ، و لا اتحدث عن مفهوم الاسلام السياسي التمكيني ، او السلفية الجهادية ، و انما اتحدث عن (اسلام القيم الانسانية الرفيعة ، قيم الحرية ، و حقوق الانسان ، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، وصيانة حقوق الحيوان و النبات ، و الحفاظ علي البيئة ) .. هذا الاسلام الذي ( لم يغتسل له حكام نادي الجامعة العربية ، و لم يشهدوا له بالتوحيد بعد ) .. اتحدث عن ( الاسلام الذي وجده الامام محمد عبده في اوروبا عام ١٨٨١ عندما ذهب الي باريس للمشاركة في مؤتمر ) فقال مأثورته الفقهية / الاصلاحية / المشهورة : ( ذهبت للغرب فوجدت اسلاما ، ولم اجد مسلمين ، و لما عدت للشرق وجدت مسلمين و لم اجد اسلاما ) .. نعم ، هذا هو الاسلام المقاصدي الذي تحدث عنه كل من امام الحمين الامام الجويني ، و الامام الشاطبي ، و محمد بن عاشور التونسي ، و هؤلاء الائمة هم اساتذة الامام محمد عبده ، و مدرسة المنار الاصلاحية ، و شاهدنا ، ان الاسلام الذي نتحدث عنه ربطا بخطاب الرئيس الصيني عشية ١/يناير/٢٠١٨ ، هو ( اسلام القيم ، و الحرية ، و توفير الوظائف ، و العلاج المجاني ، و الرعاية المجانية للشيوخ و العجزي ، و السكن للشرائح الضعيفة ، و الانتصار علي الفقر ) ، و المسلمون الذين لم يجدهم الشيخ محمد عبده في الغرب ، هو اسلام القشور ، و المظاهر الضلالية ، اسلام اللحي الطويلة ، و الثياب القصيرة ، الذي ارتبط اصحابه بالفساد ، و اكل المال العام ، اسلام اهل الشرق عموما ، و الانقاذ السوداني خصوصا ! و بضدها تتميز الاشياء !!
(٣)
دخل رجل الجنة ، لانه سقي ( كلبا) عطيشا .. فما بالكم بالرئيس الصيني شي جي بينج الذي حقق الانجازات الضخمة اعلاه لشعبه ؟!! هذا يقينا في الجنان ينعم !!
النص الديني الذي استندنا اليه للحكم بان الله قد ( شكر و غفر) للرئيس الصيني ، هو ذلك الحديث المشهور الذي رواه ابو هريرة ، و جاء في الصحيحين ، عن ان رجلا سقي كلبا عطيشا ، ( فشكر الله له ، فغفر له ، قالوا يا رسول الله ، و ان لنا في البهائم لاجرا ؟ فقال : ( في كل ذات كبد رطبة اجرا ) .. الحديث .
و فحوي هذا الحديث : ( احترام حق الحيوان في الحياة ، و توفير الطعام و الشراب له ، هو سبب لنيل رضي الله و شكره ، و غفرانه ) ، و بالنظر الي انجازات الرئيس الصيني لعام ٢٠١٧ ، التي تصب كلها في توفير العيش الكريم للشعب الصيني ، من توفير الوظائف و بناء المساكن ، و توفير التامين الطبي ، و رعاية العجزة .. نجد انه يقينا من اهل الجنة ، و من اهل الله و خاصته .. و في الحديث الذي رواه انس بن مالك رضي الله عنهما ( الخلق كلهم عيال الله ، و احب خلقه اليه انفعهم لعياله ) .. و الانجازات الناصعة للرئيس الصيني لعام ٢٠١٧ كلها تصب في نفع الانسان الصيني و البشرية قاطبة ، لذلك جزمنا بانه ممن يحبهم الله ، و انه جدير بان يحبه الله و يغفر له ، و بضدها تتميز الاشياء عندما نقارن بينه ، و بين انجازات رئيسنا الذي جوع شعبه ، حتي اندلعت الثورة الجياع التي لن تتوقف .
(٤)
دخلت امرأة النار في هرة حبستها .. فما بالكم بمصير الرئيس السوداني البشير الذي حول الشعب السوداني الي قطط؟!! و متسولين !! و السودان الي سجن كبير!! الله ( يهديه ، و يكون في عونه ) !!
جاء في الحديث الوارد في الصحيحين : ( دخلت امرأة النار في هرة حبستها ، فلم تطعمها ، و لم تدعها تأكل من خشاش الارض ) .. و مناط الحديث يدور حول ( حقوق الحيوان ، و حق الحيوان في الحياه الكريمة ، و منع التعسف في حق الحيوان ) ، فالحديث في منتهي الرقي ، و يعبر عن القيم المشتركة بيننا كمسلمين ، و بين الحضارة الغربية الداعية لاحترم حقوق الانسان ، و الحيوان و البيئة .
و هنا نتساءل : اذا دخلت امرأة النار في هرة حبستها ، فما بالكم بمصير الرئيس السوداني البشير ، الذي حول الشعب السوداني الي قطط محبوسه في الوطن / السجن الكبير ، و جوع شعبه ، حتي خرجة مظاهرات / صرخة الجوعي ؟ نسأل الله له الهداية .. و يشمله برحمته التي وسعت كل شيء .. آمين !!
ابوبكر القاضي
كاردف / ويلز/ المملكة المتحدة
٦/يناير/٢٠١٨