قبل 21 سنة جاءت الإنقاذ وكانت تتغنى

قبل 21 سنة جاءت الإنقاذ وكانت تتغنى
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح
وعندما وصلنا لمرفأ الواقع السياسي السوداني إلتفتنا يُمنة ويسرى فلم نجد رموز الديمقراطية فكلهم قال يا فكيك وغادر السودان تحت وطأة التهديد والخوف من التعرض للإغتيال والتصفية ، ثم نظرنا حولنا فلم نشاهد سوى الدبابات في الكباري والنقل الطارئ والتجنيد الإجباري فكنا مجبرين على الصعود داخل هذة السفينة على أمل ان نصل بأمان للوجهة التي نتمناها للوطن ولكن ما ان أبحرت بنا وغادرنا الشاطئ شاهدنا حوالي ثمانية وعشرين راكباً يُقذفون من على ظهر السفينة وبينما هم يغرقون ويواجهون الموت كانت الفرقة الموسيقية التابعة لربان السفينة تعزف لحن
الليل ولى لن يعود وجاء دورك يا صباح
وسفينة الإنقاذ سارت لا تبالي بالرياح
فقلنا لهم لماذا تتغنون وهولاء يموتون غرقا ! قالوا لنا إنهم خونة ولذلك تم إعدامهم بأمر من القائد !!! ومنذ ذلك الحين بدا الجميع خائفا على حياته وظللنا نشاهد كل صنوف القمع والإعدامات التي تمت بإسم محاربة تجار العملة ! ثم تحولت بعض غرف السفينة لبيوت أشباح يُعذب فيها كل شخص شكك في أهلية الربان للقيادة ثم أُجبرنا على مقاتلة بعضنا البعض بحجة الجهاد ومات منا خلق كثير ! ثم فرضت علينا جبايات باهظة بإسم دمغة الشهيد فدفعنا كل ما نملك أفلسونا إفلاساً كاملاً ثم أحالوا من أحالوا للصالح العام وظلت هذة السفينة تُبحر والرياح تعصف بها يُمنة ويسرى طيلة الواحد وعشرون عاما والشعب يدفع ثمن مواصلة إبحارها من دمه وعرقه وقوته دون ان يجد ما يقابل ذلك من إعتبار ! ثم لاحت لنا صخرة دارفور في الأفق وطالبنا القائد بإيجاد حل عادل فكان رده انه يجب إعدام 300 ألف راكب حتى يتمكن الربان والقليل من الركاب من النجاة فكان حلاً جباناً وسيظل هو المسئول عن ذلك ! وعندما تساءلنا عن شاطئ النجاة قالوا لنا ان مجرد التفكير في ذلك يعني الخيانة العظمى ، ظللنا هكذا حتى لاحت صخرة نيفاشا المهولة فعلم ربان السفينة بأنه اما ان يتنازل عن سلطته وإستبدال الربان ونظام الإدارة والإبحار نحو شاطئ الوحدة والأمان وإما ان يتمسك بمقعد القيادة ويصطدم بصخرة الإستفتاء رغم علمه بأن السفينة حينها ستنشطر إلي نصفين ونغرق جميعاً ولكنه خرج إلينا ببيان جمهوري يقول فيه يا ركاب السفينة لا تخافوا فإنه إذا إنشطرت السفينة فإن الأمريكان سيتدخلون ويقسمونكم الي قسمين قبل الغرق فهنالك جزء سيتجه نحو شاطئ الإستقلال والحُرية والجزء الآخر سيُبحر معي نحو المجهول ! ولسوء الحظ فإنني وجدت نفسي مع الجزء الذي سيُبحر نحو المجهول وبما انني سمعت ربان السفينة يقول بأننا سنبحر معه 21 سنة أخرى دون ان يعترف بنا كشعب متعدد الثقافات والعرقيات والأديان تحت وطأة الجلد والقطع والبتر
فإنني أقولها لقائد سفينة ثورة الإنقاذ التي تحتاج هي نفسها للإنقاذ
تاني 21 سنة دي كتيرة والله أديني حقي أفصل لي دارفور انا نازل هنا
ناشط دارفوري مطالب بالإستقلال والإنفصال
عبد الله بن عُبيد الله
ولاية إنديانا
الولايات المتحدة الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *