يوم امس التاسع والعشرون من ديسمبر , حشد المؤتمر الوطني كوادره في ما اسموه عيد الشهيد او يوم الشهيد او عرس الشهيد , لا يهم الاسم طالما الهدف من الاحتفال هو تكريم اسر الشهداء , الذين وصفهم عراب الاسلاميين بالفطايس عندما خرج وانشق مغاضبا عقب المفاصلة الكبري والطلاق البائن بين حجري رحي الانقاذ الشعبي والوطني, وتوزيع قطع اراضي ومساكن جاهزة لهم وهو شيئ حسن ان يُلتفت فيه الي اسر هؤلاء الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم وهم يحسبون انهم انما يقاتلون في سبيل الله جهادا لاعلاء كلمة الحق وانهم لكذلك باذن الله ان اخلصوا النية حتي وان حاد كبراءهم عن الطريق واضمروا في انفسهم حب السلطة والجاه واظهروا خلاف ذلك كما وضح الان بعد ان تلطخت ايديهم بحملة القران الكريم في جبل مرة وربوع دارفور علي ايدي الجنجويد الذين هم نتاج خبث ومكر الذين تطارهم محكمة الجزاء الدولية لجرائمهم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية.
ولكن لماذا كان الاهتمام باسر الشهداء حصرا وحكرا علي ولاية الخرطوم والمعلوم ان الشهداء جلهم من ابناء الولايات المهمشة ولهم في ولايات السودان المختلفة اسر واباء وامهات قابضين علي جمر الفقر والفاقة خاصة بعد غياب عائلهم الشهيد؟ حتي الذين تم توزيع الاراضي والمساكن لهم هل فعلا استلموا هذه العقارات ؟ وهل ما ذهب اليهم هو ما تم تخصيصه فعلا ام انه قطرة من بحر وذهب باقي البحر الي جيوب القائمين بامر هذا البرنامج؟ لان اهل الانقاذ عودونا دوما علي ان أي مشروع وخاصة الخيرية منها ما هو ال باب من ابواب النهب “المصلح” وفرصة من فرص الثراء الحرام وما اكثرها من فرص.
نحن نعلم تماما بان هناك اسر بالاقاليم قُتل عائلها في “ساحات الفداء” في الجنوب والشرق والغرب ووسط العاصمة ولا زالت اسلرهم تلهث خلف مستحقاتهم لسد رمقهم دع عنك مسكن تجود به منظمة الشهيد او جمعية الزبير الخيرية او منظمة سند الخيرية او غيرها من المنظمات التي كثُرت واسمعتنا ضجيجا بلا طحين , حتي انها غائبة تماما حيث ينبغي ويجب ان تكون في مخيمات النازحين في دارفور والجنوب , والتي لولا اامنظمات الاجنبية لما كانوا احياء يُرزقون . والعجيب ان الحكومة طردت البعض منهم فكانت كالمراة التي دخلت النار في هرة , لا هي اطعمتها ولا تركتها تاكل من خشاش الارض فماتت من الجوع.
بقي ان تعرف يا اخي القارئ بان منظمة الشهيد هذه , وبايعاز من اكابر مجرمي المؤتمر الوطني ,اعدت قوائم اسر الشهداء الذين استفادوا من هباتها هذه بعد ان نقحتها ونظفتها من اسر الشهداء من ابناء دارفور بولاية الخرطوم لحقدها عليهم رغم انهم ماتوا وهم يدافعون عن كراسي هؤلاء القابعين عليها طيلة عشرين سنة مضت , دافعها الي هذا الاقصاء الحقد الاعمي علي اهل دارفورخاصة بعد غزو امدرمان الشهير. لا عجب ان تطال عنصرية المؤتمر الوطني حتي الاموات من ابناء دارفور المنتسبين اليها والمنضوين تحت لواء مليشياتها وجيشها وشرطتها بعد ان اشبعوا الاحياء منهم عنصرية نتنة بدات باقصاء الشفيع في جلسة البرلمان الشهيرة ومرورا بمذكرة العشرة ثم المفاصلة القاسمة لتنظيمهم الاسلامي وانتهاءا بالتعذيب والقتل الانتقائي لابناء دارفور بعد غزو امدرمان كما ظهر في ذلك الشريط المشهور الذي بثته قناة العربية وتقزز منه كل من راي اولئك الاطفال وهم يذوقون صنوفا من العذاب لم يحدث حتي في اكثر الانظمة بطشا وقسوة , وبعد ذلك يقولون انهم اسلاميون ويرفعون شعارات مثل “هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه”!!
محمد احمد موتسو