في حوار مع نائب مناوي
لم نسمع شيئا رسميا لكن ( بنسمع تحت تحت )
ليس هناك قائد عسكري يرضى بأن يكون رئيسه خارج السلطة
المساس بمؤسسة حركة تحرير السودان هو الامر المرفوض .
مالم يتم تنفيذ ابوجا لن تنفذ الدوحة
أقول لأخواننا (ناس ) الحكومة ان الالتزام بالمواثيق مهم دينيا واخلاقيا .
بدا ان قدر السيد مني اركو مناوي ان يعيش صراعات لا تنتهي منذ اقدامه على توقيع اتفاقية سلام ابوجا مع حكومة المؤتمر الوطني قبل بضع سنوات مخالفا رؤية كثيرين داخل حركته – قبل الانشطار- وحركات دارفورية مسلحة اخرى . وقع على السلام في ابوجا ليظل من ذلك الحين نائما نوم الديك في الحبل يعيش في شد وجذب مستمرين مع بعض ممن هم حوله في داخل مؤسسات الحركة وكذلك مع من هم شركاءه في السلام في حزب المؤتمر الوطني .. في هذه الايام تتجدد الخلافات و تزداد جفوة القائد مناوي بصدامه بتيار داخلي من خلال استمرار الحكومة في ممارسة النهج الاستعماري البغيض (فرق تسد ) حيث اصدرهذا التيار الداخلي مؤخرابيانا قرر فيه اقالةمناوي عن رئاسة الحركة تحرير السودان وفي ذات الوقت الذي تتسع فيه الجفوة بينه بين المؤتمر الوطني لتضيق بينه بين عدو شريكه اللدود الحركة الشعبية عندما اختار جوبا مقاما اختيارا في تطبيق للمثل السائر (عدو عدوك صاحبك) .او (مافي حد احسن من حد) في اجادة اللعب بالاوراق التي بيده..
في هذه المساحة جلسنا الى الدكتور الريح محمود نائب رئيس الحركة مني اركو مناوي ليجيب على سؤال ما الذي يدور داخل حركة (تحرير) هذه الايام والاسئلة المتفرعة منه .
حاوره بأم درمان /احمد عمر خوجلي
ما الذي يدور داخل حركتكم – حركة تحرير السودان – هذه الايام ؟
الان في حركة تحرير السودان توجد مجموعة قليلة منفلتة خرجت هذه المجموعة قبل ايام ببيان تمّ فيه ادراج ابرياء بعضهم حلف امامي قسما الآن نافيا اي علاقة له بهذا البيان وقالوا انهم لايعرفون شيئا عنه ولم يشاورهم احد في محتواه .فالبيان ذكر 63 شخص حصرنا منهم حتى الان ثلاثين نفوا علاقتهم به بمافيهم رئيس مجلس التحرير الثوري الذي اكد انه قادم الى الخرطوم لنفي ذلك.
واشاروا في بيانهم انهم اقالوا رئيس الحركة ونقول لهم ان رئيس الحركة جاء بمؤتمر عام ولا يقيله الا المؤتمر العام . وانا افتكر ان هولاء اذا ارادوا قيادة خط ليصبحوا مؤتمر وطني او يقوموا بتكوين حزب جديد فهم احرار في خياراتهم . لكن المساس بمؤسسة حركة تحرير السودان هو الامر المرفوض .
لكن هناك قيادات كبيرة من ضمن المجموعة ؟
صحيح أمين التنظم والادارة ( اخونا) مبارك حامد وعلي دوسة الآن لا علاقة لهم بالحركة فقد تم ّفصلهما .
وهل الفصل كان شرعيا ؟
فصلوا لأنهم خرقوا دستور الحركة .
هل وجدتم تفسيرا لهذه الخطوة ؟
يبدوا انهم سعوا الى التشكيك بين القادة العسكريين والقادة السياسين .
ماهو منطلق المشكلة .؟
هولاء اطلقوا علينا اتهام بأننا نسعى للحرب وقالوا هم دعاة سلام وتحدثوا عن قوات تابعة لهم في الميدان قالوا انها جاهزة للترتيبات الامنية . للأسف وجدوا من صدقهم لكنه عندما ذهب معهم للتنفيذ لم يجد قيادي عسكري واحد على الارض وخاب مساعهم . الان ارادوا اجراء فرقعة جديدة اعتقد انها دليل على الحيرة والتخبط وعدم القدرة على التفكير السليم .
وماذا عن رئيس الحركة ؟
هو موجود واطلع على الكلام واستصغره جدا وقال ان الحركة لديها مؤسساتها واطرها .
هل هي مشكلة داخلية ام هناك اطراف خارجية ساعدت على اشتعالها؟
هي باختصار وجود أناس لم يحترموا دستور الحركة فقمنا بفصلهم فقرروا قيادة هذا الخط.
هل هناك علاقي بين الجفوة بينكم وبين المؤتمر الوطني وما حدث ؟
هولاء تم الجلوس معهم وتمّ اعطاءهم وعود وعندما اُكتشف انهم ليس عندهم شي حسبما ادعوا بأنهم يمتلكون قوات وجيش وكذا تم التخلي عنهم فلجأوا الى فرفرة المذبوح هذه .
ما رأيكم في الاتهامات التي قالتها المجموعة حيث اشتكت من تجميد المؤسسات واحادية نهج القيادة؟
حركة تحري لديها مؤسساتها بعض هذه المؤسسات يجتمع كل ستة اشهر والمجلس القيادة مرتان في الشهر فهناك جزء كبير من قياداته غير موجود ، اما اجتماعات الرئاسة مع امناء الامانات لافتكاد تكون بصورة دورية منتظمة .
طيب ماهو ردكم العملي لما حدث ؟
عمليا ليس عندنا رد لجهو غير فاقدة للشرعية . ونحن ننتظر من كل من ذكر اسمه في البيان المذكور ان يوضح موقفه وينفي علاقته بهذه الخطوة وذا لم يحدث ذك فأن مؤسسات الحركة ستتخذ القرار المناسب .
هل يمكن ان يتسبب ما حدث في ظهور رئيس الحركة منهيا غيابه ؟
– ضاحكا- من الذي قال ان رئيس الحركة غائب هو موجود بجوبا وجوبا هذه مدينة سودانية .
لكنه بعيد على اية حال ؟
هو قيادي في تنظيم ولا مهام له في الخرطوم الآن وهو حر في بناء علاقات لاحركته مع من يريد وفي طار التزامه بالسلام . وعدم ارتياح المؤتمر الوطني لغيابه غير مبرر لأن غير ملتزم بمنصب معين حتى يطالب في الخرطوم .
كيف حال قواتكم الآن؟
القوات لا تقرر الحرب لوحدها ولا حتى رئيس الحركة فالحرب واعلانها حسب دستور الحركة يقررها المجلس القيادي او مجلس التحرير الثوري ومؤسسات الحركة حتى الآن ملتزمة بالاتفاقية . في حوارنا مع (ناس ) الحكومة قبل شهرين اتفقنا على تنفيذ وثيقة نصت على المشاركة السياسية وتنمية مناطق دارفور ولو كانت لدين نية حري لما وقعنا على الوثيقة .
هل هناك شروط محددة لتنفيذ ما اتفقتم عليه في الوثيقة ؟
تأخير التنفيذ هو سبب عدم الارتياح داخل الحركة ورئيس الحركة فما دمنا شركاءولدينا اتفاقية فلماذا التأخير .
يقال ان الحكومة تنتظر ما ستسفر عنه الدوحة لذلك تتلكأ في التنفيذ لتكسب الوقت ؟
الاصل و(البيز) الذي تقوم عليه الدوحة هو اتفاق ابوجا واي مكتسبات تأتي بها الدوحة هي مكملة لابوجا ومالم يتم تنفيذ ابوجا لن تنفذ الدوحة وايضا عدم تنفيذ ابوجا مدعاة لتخوف لأخواننا في الدوحة . و استقرار السودان ودارفور رهين بتنفيذ اتفاقية ابوجا.
الا تعتقد ان التحاور مع الوطني مباشرة سينعكس هدوءا على جبهتكم الداخلية ؟
الان هناك جمود لكن اعتقد ان الحل الوحيد هو الاتفاق على تنفيذ الوثيقة وهو مسئولية الرئيس ونائبه وهذا لم يتم ونحن في الحركة لا نرى اسبابا منطقية لعدم مشاركة الحركة .
لابد ان تكون لديكم معلومات عن اسباب عدم تنفيذ الوثيقة ؟
لا لم نسمع شيئا رسميا لكن ( بنسمع تحت تحت ) بيقولوا ان المشكلة في عدم تنفيذنا للترتيبات الامنية وتعلم ان ملف الجيوش في السودان ملفات خطيرة وحساسة جدا .
ولجيشنا ضوابط منصوص عليها في اتفاقية ابوجا .
اذن ما الذي عطل ترتيباتكم الامنية ؟
الخريف وظروفه والان يجهز القادة الميدانيين لجيش الحركة للكيفية التي سوف تنفذ بها الترتيبات الامنية . لكن هذا الملف لا علاقة له بالملف السياسي بل ان تأخير الملف السياسي سيولد عدم ثقة فليس هناك قائد عسكري يرضى بأن يكون رئيسه خارج السلطة وهو القائد العام لجيش الحركة . اقصد ان الملف السياسي يتبع للملف العسكري وليس العكس .
هل لديك كلمة اخيرة ؟
اقول لأخوننا المنفلتين اذا انتم حركة التزموا بدستور الحركة ومؤساتها وتوجيهاتها ، واذا انتم الآن ليس حركة تحرير اعملو مؤسساتكم وتحثوا باسمها وانتم احرار في ذلك وذلك افضل من ان نسمع كل يوم ان الحركة تستعد للحرب والحركة لا يملي عليها احدا متى تحارب .
ورسالتي لأهلنا في مناطق اللجوء والنزوح في دارفور ان يصبروا على الصعوبات والاضطرابات وما دام هناك حوار وسلام فكل المشاكل ستحل .
وأقول لأخواننا (ناس ) الحكومة ان الالتزام بالمواثيق من الاشياء المهمة دينيا واخلاقيا . وما لم تنفذ الاتفاقية ستصير عقبة امام من سيختاره الشعب عبر الديمقراطية الحقيقية .