في العمق: تزوير مع سبق الإصرار

في العمق

تزوير مع سبق الإصرار

وهل في ذلك شك حكومة وصلت للسلطة عن طريق انقلاب عسكري فاشي قاسي قتل الكثير واعتقل الأكثر وأقصى الكثير وجهز بيوت الأشباح لشعب آمن في نظام ديمقراطي وتعايش سياسي راقي فاز فيه حزب الأمة بأغلبية وأشرك معه في البداية حزب الجبهة الإسلامية ثم اختلف معه وائتلف مع حزب الاتحاد الديمقراطي.
وهكذا يعيش الشعب السوداني في نظام ديمقراطي سليم إلى أن انقلب عليهم هؤلاء القوم لا يعرف أهل السودان من أين أتوا كما قال الأديب السوداني الراحل المقيم الطيب صالح  (من أين أتوا هؤلاء).
نظام ظل يكذب ويكذب حتى كتب عند الشعب السوداني كذابًا، جاءوا باسم الإنقاذ كذبًا وبهتانًا اعتقلوا كل أهل السودان في البدايات في بيوت الأشباح وصادروا أموال الناس وأرواحهم أيضًا (مجدي/ جرجس) ثم في أقل من عام اغتالوا ضباط شبان أكثر من ثمانية وعشرون فردًا في الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم الذي أنزل فيه القرآن لا وعظ ولا ضمير ولا عقيدة ولا دين يردع هؤلاء الذين سموا أنفسهم انقاذيون.
هذا زمانك يا مهازل فامرحي ثم كذبوا على أهل السودان بتغير العملة في مايو 1991 صادروا أموال الناس بالباطل.
قالوا هم عساكر ثم كشف المستور هكذا دائمًا أهل الكذب والتدليس أقاموا المؤتمرات وفتحوا أبواب السودان للإسلاميين والإرهابيين في العالم جاءوا من كل هدب وصوب استثمروا أموالاً وصادروا طموحاتهم ثم ألقوا بهم في غياهب الصحاري وأفغانستان.
قالوا انتخابات برلمانية ودوائر قومية وجغرافية فازوا جميعًا بالإجماع السكوتي.
كنت شاهدًا على هذا العصر أبريل 1996م لأنني ترشحت وأجبرت على التنازل ليفوز غريمي بالإجماع السكوتي.
استمرت المسرحية بإتقان خداعًا للشعب السوداني ثم جاءت لحظة الصراع على السلطة والمال وانقسم الفريقان فريق في حضن ثروات البترول والآخر خارج الحلبة في مقاعد المتفرجين مع الآخرين انفرد فريق المصالح ومحبي التملق والتسلق وخريجي مدرسة مكيفيللي مجموعة بيع جارك تنقذ عيالك.
وإذا رأيتهم حسبتهم كاثوليك أكثر من البابا هكذا اختلط الحابل بالنابل جاءوا مجموعة دعونا نعيش استولوا على السلطة والمال وصار البلاد مستباح لهم وعثوا في الديار فسادا حتى صنف السودان أول دولة في قائمة الفساد بعد الصومال.
ماذا ننتظر بعد الطوفان.
نظام فاسد عرف الفساد واستوعبه جيدًا في سوء إدارة الدولة هل تستغرب من أنها تستمر في التزوير والتدليس والكذب.
أينما عرف التزوير والتدليس عرف المؤتمر الوطني الذي لا يجيد غير هذا لكي يكون هنالك انتخابات نزيهة وشفافة لا بد أن تعاد تسجيل أسماء الناخبين من جديد وتنقية الكشوفات من التزوير واختيار لجنة محايدة أمينة لا يتبع للمؤتمر الوطني من قريب أو بعيد يكون هنالك حرية الرأي وإقامة ندوات بحرية دون استئذان وطرح البرامج الانتخابية لكل حزب دون حجر ولا منع.
استخدام كل أدوات الإعلام بالتساوي وطرح البرامج بالمناصفة والسماح بالدعايات في كل ركن من أركان الوطن دون أخذ الإذن من الأمن السياسي والبوليس السياسي وشرطة مكافحة الشغب.
حرية الحركة والانتقال في كل مكان والشرطة في خدمة كل أهل السودان.
خطط المؤتمر الوطني وبكل دقة أن الانتخابات القادمة ليفوزا بها مهما كانت الأثمان والتزوير على قدم الوثاق مع سبق الإصرار والترصد وهم خبراء في هذا المجال.
على الأحزاب خارج حلبة الصراع أن تهتم بالقضايا القومية في السودان أولها الوحدة التحول الديمقراطي قانون أمن الدولة حل قضية دارفور الاهتمام بالتعليم الصحة التنمية حل قضايا الفقر.
هذا النظام همه أن يكون في السلطة بكل الوسائل الممكنة والغير ممكنة.
ليس من حق المؤتمر الوطني ولا الحركة الشعبية حق الاستفتاء في تقرير مصير السودان في الجنوب بالإنفصال هذا حق كل السودانيون لابد أن يكون هنالك استفتاء لكل أهل السودان في أمر كبير مثل هذا السودان لكل السودانيون شمالاً جنوبًا غربًا شرقًا لابد أن يقولوا كلمتهم.
آخر كلام،

ديار السودان يامن تشغليني الوجدان  
وتسكنيني بين القلب والحقيقة
أرسمي دومًا تفاصيل هذا البوح النبيل
     وعلمي الدنيا معنى الصمود والتماسك
والمصادمة لا يبقى لنا قدر الاختيار  
وحلاوة التحمل وجمال التحدي
لتزرعي بكل البيادر القيافر   ييي
     زهيرات الوفاء والصدق والأمل
يا غالية أنت القضية بكل القيم  
     يا شامة على وجه الزمن
تعالي نتراهن على خيول اللقيا  
     وهي تبدأ صهيل الوعد وتدك
بسناكبها بوابات من الفرح … القادم
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *