فوضي المليشيات واستكانة الجيش

حسن اسحق
صرح حزب معارض للحكومة ان المؤتمر الوطني قام بتدريب 5500 فرد من مليشيات مساندة للحكومة في معسكرسري في الخرطوم، وحذر من وجود الاف من قطع سلاح منتشرة، ان الحكومة كما جاء في الخبر، يبدو انها بدأت تستغني بطريقة ما عن خدمات القوات النظامية من جيش، شرطة، وطلب مساندة مجموعات غير نظامية لها في حروبها الداخلية. السؤال الاهم، هل بدأ ضباط وقيادة الجيش يشعرون ان الحروب التي اجبروا فيها،لا تعبر عن سياسة الجيش الذي من مهامه الدفاع عن تراب الوطن وحماية الارض من العدو الخارجي، والمواطن العادي يعلم ان السلطة العسكرية في السودان، معظم حروبها كانت في الداخل السوداني، في الجنوب والشرق والغرب، جبال النوبة والانقسنا،هل ادرك الجيش اخيرا ذلك، وهل طرح قيادات الجيش اطروحات للمؤسسة السياسية المسيطر عليها المؤتمر الوطني، ومن ضمنها إيقاف الحروب،وبعد عقود من الحروب،علموا نتائج خوضهم فيها،إستقلال الجنوب،وتشرد ونزوح ولجوء، وبامكانهم وضع نقاط علي الحروب،وقد يقود هذا الي رفض الجيش لسياسة الحروب. والجانب الاخر، هل استغني النظام بطريقة ما عن جزء من خدماته، وهذه الرؤية تقرأ من الاستعانة بمليشيات بدأت تقوم بدور المؤسسة العسكرية، وابرزهم علي كوشيب، وموسي هلال، وعيسي المسيحي في شمال دارفور، وحميدتي يمارس بمنهجيته ، قتل وسرقة المواطنين في شمال كردفان، بعد ان تلقي صفعة الهزيمة في جبال النوبة، بدأ ينتقم من انسان شمال كردفان، واما المسيحي في بلدة كبر الفاشر، يصادر وينهب، ويطالب باموال ليسترد المواطن ممتلكاته، والوالي عثمان كبر، يغلق اذنيه ويعصب عينيه، لكي لا يري مايقوم به افراد (المسيحي)، والسكان يقولون سرا اين الجيش والامن، فهذا يحدث داخل الفاشر، لا خارجها. واينما حل احمد هارون والي شمال كردفان، يجلب معه امراض المليشيات، واصبح يعشق تسليح هذه القوات، وهل هذا مرض نفسي تكون في شخصيته؟ ام انتقاما من المواطنين، فهو مطلوب لدي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ويريد ان يزيد الطين بلة بعد ان لف الحبل علي عنقه، وتدريب مليشيات في معسكري تأكيد سري، تأكيد علي ان المؤتمر الوطني يريد ان يخفف المؤسسة العسكرية من القيادات الرافضة لحروبه، رغم سيطرته الكاملة عليها، والتخوف منها يكون له مبررات وهمية، والاخطر ان تستوعب الالاف من المليشيات في المؤسسة، ولو بطريقة ما، لشرعنتها في مواصلة الابادة ، ان تسليج مليشيات، له اثر منظور في الراهن، منها اعمال حميدتي في الابيض، وصمت العسكر …
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *