أنت أمل الأمة و باني نهضتها و رافع قيمتها و عملتها.
أنت صانع معجزتها الزراعية و الصناعية والحيوانية.
أنت راتق نسيجها الاجتماعي و نصير فقرائها و معدميها.
أنت واحد منا و أنت الأحسن فينا. أنت أصدقنا مقالا و أعفنا يدا.
ما غششتنا يوما ولا آثرت علينا أحدا و لو كان من عشيرتك الأقربين.
خرجت من حوارينا الفقيرة فما تنكرت لها برغد من العيش و السكنى غير الذي عرفت في طفولتك و صباك .
كيف نفرط فيك و أنت ما فرطت في شبر من الوطن؟
كيف نفرط فيك وأنت الذي صنعت مجدنا بين الأمم؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي أمن الناس في عهدك من الخوف ومن الجوع و من المرض بما يسرت لهم من كسب العيش و وفرة المستشفيات والدواء. كيف نفرط فيك وقد وفرت التعليم لأبناء الفقراء حتى التعليم الجامعي كعهد البلاد من قبل بمجانية التعليم.
كيف نفرط فيك و أنت الذي كنت للفساد بالمرصاد حتى أصبح المراجع العام لا يجد مخالفة يدونها في تقريره؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي كففت أيدي أقاربك عن كل نشاط تجاري له صلة بالحكومة خشية شبهة المحاباة لهم؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي ذممت القبلية و العنصرية والجهوية فقدمت أهل الكفاءة و القدرة؟
كيف نفرط فيك وبلادنا كل يوم يرتفع شأنها بين العالمين؟
كيف نفرط فيك وأنت الذي لم تفرط في سكك حديدنا و لا خطوطنا الجوية و لا خطوطنا البحرية؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي جمعتنا بعد تفرق على قلب رجل واحد هو أنت حاديا لمسيرتنا القاصدة الى قدرها المعلوم؟
كيف نفرط فيك و أنت ما تنفك تذكرنا متى نسينا أنها لله لا للسلطة و لا الجاه؟
كيف نفرط فيك و أنت تذكرنا كل يوم بالابتلاءات تخاف علينا كفر النعمة و رفاه العيش فتدعونا لأكل صفق الشجر و لو مرة في العمر حتى نعرف قيمة الهوت دوغ؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي تتقرب الى الله زلفى بحكمنا ما جعل الأكف ترفع الى السماء صباح مساء تدعو الله أن يجزيك الجزاء الأوفى؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي قبل ٢٥ عاما حدثتنا أننا لن نأكل إلا مما نزرع و لن نلبس إلا مما نصنع فما رأيناك أكلت غير ما أكلنا و لا لبست غير ما لبسنا؟
كيف نفرط فيك وأنت الذي اذا وعدت وفيت و اذا حدثت صدقت و كنت كلما سألتنا ( يا جماعة انا حصل كضبت عليكم ؟) أجبناك في كورال وطني حاشاك حاشاك.
كيف نفرط فيك و نحن نعلم زهدك في الحكم و ازدراءك التشبث به. فقد عافته نفسك مرارا و كنت تقول هذه آخر مرة .. هذه آخر دورة لكن أنفسنا العامرة بمحبتك تردك ردا الى كرسي الرئاسة فتستجيب لنا و أنت كاره. فما أرفقك بِنَا و ما أحناك! وليس في ذلك عجب فقد بادلتنا حبا بحب و إقبالا بإقبال.
كيف نفرط فيك و نحن نعلم سيرتنا و سيرتك . نعلم أين كنّا معا و أين صرنا. و نعلم أين كنت و أين صرت؟
لقد صعدنا معا أنت ونحن الشعب. فما تغير حالك دوننا فمثلك عهدنا به آخر من يرد موردا لمغنم. لقد شقيت معنا و تعبت و كان مثلك جدير بعيش أهنأ مثل الذي تنعم به دفعتك في الكلية الحربية و لكنها المسؤولية الوطنية و خدمة الناس فقد أورثتك مشقة و عناء وفقرا . فكيف نفرط فيك؟
كيف نفرط فيك؟ كيف ؟
هل تريد لشعبك التيتم من بعدك؟
من لمصانعنا التي يشق هدير ماكيناتها سكون الليل؟
من لحقولنا المثقلات بالثمر؟
من لمشروع الجزيرة العملاق أتريده طللا من بعدك؟
من لصادراتنا التي أغرقت أسواق الدنيا ؟
من لتعديننا الأهلي و أطنان الذهب؟ هل تريد للدولة أن تضع يدها عليه باعتباره ثروة قومية مثل البترول فينقطع رزق الشركات الكبرى التي تعمل تحت اللافتة البريئة المسماة ( التعدين الأهلي) ؟؟
كيف نفرط فيك و أنت الذي تحمي مشروعنا الوطني لزيادة إنتاجنا الزراعي و الحيواني بقرارات حماية المنتج المحلي فلا ينافسه غيره جاء من مصر أو من غيرها؟
كيف نفرط فيك؟
من اذن لتعليمنا الأولي و الثانوي أتريده أن يصبح مجالا للاستثمار و التربح ؟ أين يذهب أبناء الفقراء الذين علا أمثالهم من قبل بفضل رعاية الدولة فعرفت البلاد الأطباء و المهندسين و الأساتذة أبناء الفقراء المعدمين؟
كلا كلا لن نفرط.
كيف نفرط فيك و أنت الذي وعدتنا بالمفاعلات النووية متجاوزا مشروعات الطاقة الشمسية و طاقة الرياح؟
كيف نفرط فيك و انت الذي وعدت أهل بورتسودان قبل ٨ أعوام بالشرب من ماء النيل؟
كيف نفرط فيك و أنت لم تخبرنا بعد كيف سنسدد ديوننا التي تبلغ المليارات للدول والصناديق المالية.
كلا لن نفرط فيك.
من يحدثنا بعدك عن (البشريات) و ( التدابير) و ( معاش الناس) و عن (الحصار) و عن (السهول القفار) ؟
من غيرك يملك الجرأة على الدفع بابناء شعبه للحرب في اليمن فيتيتم أطفال و تترمل نساء؟
أين سنجد رئيسا فقيها يحدثنا عن القصاص و مشقة السير في طريق الرسل و الأنبياء كلما أعيانا المسير ؟
لن نفرط فيك.
لقد خسر الشعب( معلما كبيرا) يوم (سقطت (السقالة) وليس في وسعه التضحية بك رئيسا . فأنت قائدنا و ملهمنا وحادي ركبنا..
أنت نعمتنا الكبرى و الوحيدة في بلد كله ابتلاءات.
ما كان أتعسه من بلد لو لم تكن فيه.
فكيف نفرط فيك؟؟؟