فليكن كما قلت يا سعادة المشير والحشاش يملأ شبكتو

فليكن كما قلت يا سعادة  المشير والحشاش يملأ شبكتو
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
من البديهي  أنه عندما يُصابُ شخصٌ ما بنوبة او بحالة  هستريا فإنه لا يأتي بالتصرف المتوقع والمطلوب لا أحد  يٌتوقَعُ أن  يحاسبه علي  أفعاله  الغير متزنة لكونه معذور مريض. وكذا لانظمة والحكومات يمكن ان تصيبها نوبات و صدمات نفسية لو حدث ما لم يكن في حسبانها ،ما لم يخطر في تفكيرها السياسي والتكتيكي…
استرجاع  هجليج الي حظيرة الوطن  علي أيدي مغاوير الجيش الشعبي في اليوم العاشر من هذا الشهر أمر لم يحتسب  له اَل الانقاذ بل أكاد أجزم أنه  كان في مخيلات البشير ومن حوله  أن فانطو(هجليج)قد حسموا امر بقاءها لديهم رهينة و الي الابد، ظنوا أنه بشوية قرارات رئاسية ظالمة  إبان الحكم المايوي بقيادة جعفر محمد نميري ومثلها في عهد الانقاذ  قد انتهي تاريخ  الدينكا في فانطو!!! ….

حقيقةهنالك أشياء لا يزال العقل الجماعي السياسي و الفكري الشمالي يأبي الشروع في مجرد  التفكير فيها بغطرسة وتكبرا كبيرين و فارغين ،بإستقلال الجنوب تجسدت   معطيات جديدة ووقائع مختلفة ما لم تكن  موجودة من قبل فيما يخص العلاقات السياسية ما بين  الجنوب والشمال   ومع ذلك يصر هؤلاء ان الامور لاتزال مثلما ما كانت عليه من قبل ذهاب الجنوب..
في ذلك الزمان  الظالم حين كانت الخرطوم  هي الوصية علي شعب الجنوب وصاحبة الامر والنهي في كل امر كبير و صغير فيما يخص  الشأن الجنوبي كان الحكام  النيليون يظنون أن كل المؤامرات التي   يحيكونها ضده من وقت لاخر لا أحد من ذاك الطرف يدري  ما كان  ،كان يترأي لهم  ان الجنوبيين  لا علم ولا فهم لديهم في شأن أنفسهم ولذلك نمت وترعرعت  في احاسيسهم وتفكيرهم صورة نمطية سيئة جدا  لشخصية كل جنوبي،ترأكم لديكم ايمانٌ قويٌ وعميقٌ في وجدان معظمهم ان كل  جنوبي هو ذلك الاَدميُ الذي لا يفهم ولا يحسن التصرف امام كل  الامور وهي لا تزال طور البدأية او  في بواكيرها بل  يفهم بعض منها في خواتيمها ونهاياتها  نسبة لضعف قدراته الذهنية والعقلية كما يتصورون!! ومثل هذا التفكير الجماعي النمطي، في اعتقادنا، هو ما جعلهم  يطبقون سياسات خاطئة في ادارة دفة الدولة السودانية  والتي ادت بدورها الي حصاد نتائج سيئة التي  يجنيها اليوم أبناء السودان  …
عندما قرر المستعمر الانجليزي الرحيل من السودان سلم  مقاليد حكم السودان  لقلة من النخبة النيلية المتعلمة  في الخرطوم و ظن الخلفاء او المستعمرون الجدد خطاءا ان اللذين كانوا لايزالون حينذاك نياما وهم أهل الهامش و اطراف السودان، من لم يفكر المستعمر في ترقية بعض جوانب حياتهم ، اعتقد الامراء الجدد أن هؤلاء سيظلون هكذا الي ان يرث  الله  ارضه ومن عليها  وعلي هذه القاعدة الواهنة   رسموا  المسار المستقبلي للدولة  السودانية بإطمئنان  بل خُطِطتْ  كل مساراتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية علي هذا المنوال  لتلبي فقط  رغبات وامنيات هؤلاء واغفلت تماما ما قد يكون للاخرين نظرة مغايرة !! وبما ان  النوم أوالنعاس ليس كالموت كون النائم يصحو لتتفتح عيناه وينهض هو  في اخر المطاف حتي لو طال لنومه مداه ، كان لابدا ان يصحو أهل الهامش ويململون  ثم  في الختام يثورون وكيف لا يفعلون هكذا وكل ما هو امامهم مرسوم في غيابهم او تغيبهم بدقة كبيرة  دون مراعاة ما لهم  من طموحات وهذا بالمختصر سبب النيران التي اشتعلت ولاتزال تستعر باطراف الخرطوم…
بهذه العقلية التي تؤمن وباللاوعي بمغفلية  الاخرين  ،ذلك التفكير الذي لا يؤمن بالحوار والإصاغ للاخرين  نهجا للتفاهم والتواصل والقبول به مرجعا لاسترجاع حقوق  منهم قد  سلبوها  ، هذه النظرة والاصارار عليها هي حقيقة ما شجعت الخرطوم علي نهب ثروات الجنوب وابتلاع  بعض اراضيه الغنية ببعض الثروات وضمها عنوة لصالح الشمال  بعد 1956 .
منطقة فانطو التي هي الان محل التصارع والتحارب ما بين شمال والجنوب هي   بين  هذه المناطق التي بجر قلم من قبل حكامهم ومستعمرينا حينذاك،تم ضمها الي حدود الشمال  بعد اكتشاف البترول فيها وسموها فيما بعد بهجليج (ترجمة حرفية لكلمة طو بللغة الدينكا وهي شجرة لالوب)..وحين بدأ العمل الفعلي لانتاج النفط كان الدينكا لايزالون  يسكنونها ولكن للأسف فبدلا من تعويضهم ،كما فعل نظام فيما بعد مع كل من استغلت  اراضيهم لصالح الدولة من أهل الشمال، بدلا من هذا  استخدمت الخرطوم القوة الضاربة  لتشريدهم  وابقارهم  بواسطة السلاح الجوي للجيش السوداني ….
تدعي الخرطوم ان هجليج،جودة،كفيقانجي،كير اديم ومقينس ….الخ  هي جميعها أراضيها وكلها تقع علي حدود الشمال والجنوب يقولون بملئ افواهم أنها ديار جمهورية السودان  ونحن نعرف أن الذي يقولونه  هناك يجافي الثوابت الجغرافية والوثائقية التي في اخر اليوم  سنحتكم اليها  ولكن من منطلق إحساسهم الان  أن ميزان القوة في الزمن الحاضر لا تزال  لصالحهم لا بد من استخدام سياسة الترهيب والتهديد لكسب الوقت وبالتالي كسب المزيد من العائد المادي من ثروات هذه المناطق ولذا تري  أنت ذلك  التلكؤ من طرف الخرطوم عندما يتحدث الطرف الجنوبي عن ضرورة  تحديد الحدود ورسمها بين الدولتين  ويقيني   إن طال الزمن او قصر ،قبلوا او ابوا ، سيقولون حتما  الحقائق المجردة  حول ما هو مختلف عليه الان  يوما ما  بنفس الافواه التي يهددوننا بها و يكذبون علينا الان!!…
هناك شئ لم تفهمه  مؤسسة الجلابة منا حتي هذه اللحظة وهو ما هو حقيقة ملك لهذا الشعب الجنوبي لا أحد من ذاك الطرف ،من هو الان حاضر او الذي سيأتي، يستطيع أخذه بقوة العين وإن  حدث شئ من هذا القبيل في الفترة السابقة فلظرف معلوم للكل ،تلك الحقبة  التي كان الجنوب فيها يعيش تحت مظلة السودان  الذي كان جغرافيا  وسياسيا كيانا واحدا،وأما أن صار الوضع كهذا الذي نعيشه اليوم فينبغي لاهل الخرطوم وبصفة خاصة من يحاكمون هناك،يجب عليهم عدم التعشم فيما هو اصلا  حق اصيل لجنوب السودان وشعبه،لان لكل عهد وصفه وظروفه ولذا نقول لمن هم في نومهم لايزالون   يحلمون احلام الزمان الغابر،نهمس في اذانهم  ونقول لهم بلغة جلية وواثقة إن العهد الذهبي لسلطانكم قد فأت و ولي وإنا لكم لمن الناصحين: ركوب الرأس والاصرار علي أنكم كنتم هذا وكذا  او كنتم تفعلون بنا هذه او تلك ، هذا ابدا  لن يفيد ولن يجدي اي منا   في مقبل الايام…
لي دلائل قاطعة للأسف  ان القوم هناك يعيشون خلف زمانهم بالاف الشهور وبدا هذا جليا  علينا ، خاصة بعد بروز مسألة فانطو(هجليج) علي السطح التي غدت حديث الساسة والعسكر من كلا ا لطرفين، قام القوم مثلا بتسمية جمهورية جنوب السودان عدوهم الاول فقط لان قواتهم المحتلة دُحرِت من المنطقة وفرت هاربة الي حيث لا ندري وهذا طبعا من باب الشوفونية والعنجهية الناتجتين من تفكيراقل ما يوصف به هو الطفولية والا ماذا يعني ان يسمون جنوب السودان  عدوهم رقم واحد وها هي مصر قابعة  وقابضة  مثل  حلايب التي هي سودانية 100% زهاء الستين عاما  بكلتا يديها ولم يتجرأ  أحد ممن مروا علي الخرطوم حكاما طيلة هذه الفترة، لم يسمها  شخص ولو عن طريق الدعابة انها عدو بلا رقم..طبعا السبب هو الخوف من مصر وقوتها العسكرية .الدليل الثاني لدينا ان الخرطوم لا تزال تنظر الي جنوب بمنظار الزمن الماضي  هو انه وبٌعيد استعادة الجيش الشعبي مدينة هجليج  للمرة الثانية صرح القوم بلغة  فيها درجة كبيرة من  الاستهانة والاستخفاف  بما لدي  الطرف الاخر من قدرات عسكرية وبشرية وصرخ الكل صرخة كذوبة وقالوا: إن الذي حدث من طرف الجيش الشعبي لهو  جد عار لنا ومهين لكرامة قواتنا المسلحة ولذلك لابد  من ان  يسترد هذا الجيش  هذه المدينة خلال سويعات  احياءا وترميما   لكرامته المشروخة والمجروحة !! تورط جميعهم في هذا القول حتي نساءهم من لا يفقهن في مسائل العسكرية مثقال ذرة  كسناء حمد وزيرة الدولة بإعلامهم…
الدليل الثالث لما نقول هو عندما هاجم الجيش الشعبي هجليج في المرة الاولي وانسحابه منها رقصوا ان طردوا و لقنوا الغزاة و المعتدين درسا قاسيا  ومؤلما لن ينسوه ابد الدهور ،ورغم أن نائب وزير الدفاع بجمهورية جنوب السودان قال لهم تكرارا ومرارا  بحرف واحد إن ما حدث هو فقط شئٌ تكتيكيٌ ،لم يعط الراقصون كالعادة انفسهم برهة او لحظة ليفسروا ماذا  تعني الجملة(تكتيكي او لحظي) ليتفاجأوا بعد اسبوعين فقط ان هذه العبارة كانت تعني ان الجيش الشعبي الي هجليج عائدٌ.
الدليل الرابع الذي يثبت لنا ان البشير ومن حوله ليسوا واقعين البتة هو ما قالوه البشير يوم اول امس امام مؤتمر شباب حزبه،صرح المشير ان هدف حزبه الاستراتيجي والنهائي هو تحرير شعب جنوب السودان من الحركة الشعبية!!
صدقني أخي القارئ وأختي القارئة ان كل جنوبي طفلا كان او راشدا عاقلا او معتوها  يضحك ويحن علي البشير ونظامه والمرحلة النفسية  والمرضية السئية التي هو واعوانه يعيشون فيها بل الحالة المتاخرة جدا من الاعتباط والعبثية الذهنية التي وصل اليها المشير ومن حوله….يبدو ان الانظمة السياسية   مثلها مثل  البشر قد تشيخ وتخرف فهاهو الانقاذ يقول ما لا طاقة له البتة به ،طبعا يبدو أن ود البشير يريد أن يرسل لنا رسالة  مبطنة وهي ان له من مليشات جنوبية ما يمكن استخدامها لغلب الطاولة  علي الحركة الشعبية في جوبا!!! وبعد تسلم تلك المرتزقة  مقاليد الحكم هنا سيكون دور الخرطوم الاشارة الي حيث تود الاحداث ان تتجة او تسير وعلي جوبا بعد ذلك  كبعا  توجيهها الي حيث أنامل الملوك والاسياد من الخرطوم تشير !!!وهذا عين  الوضع الذي كان  سائدا و رفضناه بقيادة  الحركة الشعبية بمجرد ان ظهرت  علي المسرح السياسي والعسكري في السودان وهذا يعني ان الشعب الجنوبي،كما يتمني البشير، سيكتشف فيما بعد  حقيقة  واحدة وهي  مرة و كانت عنه محجبة وهي أنه هو نفسه(أي الشعب)  كان يعبث  بمقدراته وبارواح أبنائه عندما  حارب  الخرطوم  زهاء  نصف القرن من الزمان مبشرا العالمين  اجمع  انه طالبُ حقوقٍِ ومستحقاتِ التي علي  قمتها  حريته وكرامته  وسترأي له  للأسف و بغتة  في اواخر الايام  ان محررهم ليست الحركة الشعبية والجيش الشعبي وقادتهما بل المشير عمر حسن احمد البشير..هكذا يفكر البشير..  ونقول بما ان الخرطوم قد اعترفت اخيرا ان هدفها الاسمي في الجنوب هو الاستيلاء عليه  وتغيير النظام الحاكم حاليا في جوبا  واقرت ايضا  أنها كانت تساند  من   يناوي جوبا علنا  بعد طول النفي والتستر فهل بعد هذا  سنسمع احدا يعاتب  جوبا  او يسألها   لو تبنت مستقبلا مشروعا مثيلا ردا علي مؤامرات الخرطوم؟ واعني لو قامت  بالمثل و دعمت من يناوي الانقاذ ايضا  وما اكثرهم…
يبدو أن من في الخرطوم ومن في جوبا كمن تحت جبل ومن فوقه كلاهما يريان بعضهما صغارا فبينما تعتقد  الخرطوم ان جوبا كانت حتي عهد قريب جدا كانت تجثو لديها  هناك  تحت اقدامها وكانت هناك تسمع وتطيع   وتضيف ايضا ان هنا تعلمت  سائر اجزاء السودان ، بما فيها جوبا ، كيف تحكم  الدولة أو تدار وتبني ….الخ في المقابل تقول جوبا نعم هذا ما كان وقد اصبح  جزءا من تاريخنا وقد طوينا صفحاته للتو واما الدولة وكيف تدار فينبغي علي الخرطوم السكوت عن هذا خجلا إن تبقي لديها شئ من الحياء والوجل…
وتضيف كذلك  ان  ادارة الدولة  بأقتدار بقصد العمارة لا تشترط أولا  قتل أنسانها كي تعمر وتزدهر،الخرطوم سينتهي سكانها علي ايديها،النيران يتصاعد  لهبها ودخانها من كل الاتجاه ومع ذلك لايزالون يبشرون شعوبهم بعهد زاهي وبركات عليهم ستهبط من سماء السودان علي ارضه وخوفي  لو هبطت  فلربما وقعت  علي جثث مواتاهم ضحاياهم  وحينه ستلملم السماء كل غضبها من صوب وحدب ومن كل بشر مغضوب عليه من  كل انحاء المعمورة لتسكبها دون رحمة عقابا قاسيا علي عصبة الانقاذ الشريرة .
حجتنا الخامسة التي تثبت ان الخرطوم أزيالها وابواقها ومن ولاها لايزالون يتوهمون ان جوبا لاتزال شئ ذاتهم  فانظروا الي تلك الولاية”ولاية البحر الاحمر وبرلمانها” كيف قامت بخطوة مضحكة ومبكية في اَن واحد قالوا:” ان ولايتهم قد سحبت اعترافها كليا  بجمهورية جنوب السودان” !!!يا هؤلاء من طلب اعترافكم بدولة جنوب السودان اصلا ومتي ولماذا؟أليس هذا تهديد أهل قرية أم ضريوة لامريكا؟ أعضاء برلمانكم  الام نعم صنفوا  جمهورية جنوب السودان عدوا رقم واحد ولكن لم يسحبوا اعتراف السودان بها ولئن ترقم الخرطوم  جوبا عدوها الاول مكان  اسرائيل  فهذا دليل ان الدولة الفتية قوية وموجودة  وكذلك لها من يهابونها ويخافونها !
وأما تسمية البشير أهل الجنوب وحركته الشعبية  بحشرات ويجب إزالتهم بعد حرقهم   فهذا لعمري لمؤسف جد واقل ما يمكن قوله في هذا هو ان البشير الي جانب فقده احترامه لنفسه منذ زمن ليس بقريب نسي أنه رئيس لشعب عظيم وطيب بين شعوب الارض اختار قدره ان يكون علي رأسه أمثال البشير من يسئ اليه ويهينه ردحا من الزمان”يا شعب السودان العظيم  شوفوا  لكم  زول محترم رئيس  بدل من هذا الذي يسمي بالبشير” والا فسيستمر هو في تشويه ومرمطة  صورتكم وسمعتكم امام سائر شعوب العالم،رجل للعدالة مطلوب فاختار الزوغان و الهروب ولا يجيد بين رعيته شئيا  سوي  ادارة الفتن والحروب!!!

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *