فليكن حظر الطيران
حسن اسحق
اسئلة كثيرة طرحها وماتزال تطرح من قبل سكان المناطق المنكوبة
بالحروب في السودان منذ امد طويل . لماذا يصمت المجتمع الدولي ويغض النظر
عن مايجري فيها من كوارث انسانية كالقتل والتشرد والتهجير الاجباري من
الحكومة السودانية ؟ ،ولماذا لا يقوم بخطوة شجاعة تجاه النظام المسيطر ؟،
رغم ادراكه بما يقوم به من عنف تجاه العزل من سكانه . ان هذا الصمت
الدولي والاقليمي يدفع ثمنه ابرياء في جنوب كردفان والنيل الازرق ،ثم
دارفور .هذا المجتمع الدولي امتلك الشجاعة عندما تدخل في ليبيا وساعد
الثوار حتي سقط القذاقي من الحكم الذي استمر قرابة اربعي عاما ،ولم تصمت
الدول الاوروبية عندما شعرت ان مالي تتجه صوب التشدد والتطرف الاسلامي
تدخلت فرنسا ودول مجاورة لمساعدة الشعب المالي، ولم تكن هناك مجازر ضد
السكان ،كما حدث ويحدث في السودان،والامثلة كثيرة في مساعدة المجتمع
الدولي ودول اقليمية مجاورة، اثيوبيا تدخلتا في الصومال ،رغم ان
الصومال في حالة انهيار كامل منذ سقوط حكومة سياد بري في التسعينيات
.علي الدول الكبري ذات الوزن السياسي ان تحترم فقط انسانية انسان
السودان في هذه المناطق وتعتبره فرد يحق له العيش في ظروف اكثر استقرارا
،بدلا من تلقي المعونات والاغاثة ،ولا ينكر احد ،انها تساهم بشكل اساسي
في هذا وبمجهود جبار ،لكن عدم اتخاذ موقف واضح تجاه الاحداث الجارية في
السودان من استمرارية الموت ومواصلة الطيران لقصفه المدن والقري في تلك
المناطق ،قد يرسم صورا سيئة ،ان الصمت الدولي ، ما هو الا اذن غير رسمي
للتمادي في الانتهاكات . منذ بداية العام الحالي لم يذق سكان المناطق
المندلعة فيها الحروب ،السلم والامان ،فاذا لم تهاجمهم قوات الحكومة ،
الطيران الحربي حاضرا ،يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع، تعرضت قرية امرح
بمنطقة العباسية بولاية جنوب كردفان بالضرب الجوي، استهدفت مدرسة ،قتل
فيها الصغار وجرح العديد. وفي تقرير اخباري نشرته صحيفة (حريات) ذكرت ان
منظمة كفاية الامريكية رصدت استعداد الطيران ،بالتجهيز لشن هجوم جوي
مناطق التيس وبرام وشوران في فترة الحصاد . اذا الجميع علي إلمام بمخططات
حكومة نظام الحكومة تجاه هذه الاماكن ولم يكترث لمناشدات منظمات العمل
الطوعي لتطعيم الاطفال في المنطقتين وادخال الاغاثة . لا يتوقع منه
إيقاف مثل هذا العمل ،فسياسة الارض المحروقة بدأها في الجنوب السابق
ودارفور ،يعيد تكرارها ،ولما لا يكون هناك حظرا جويا، بدل من ادعا العمي
….