فلنخرج لكسر الحائط
حسن اسحق
قد يعتقد كثيرون انها دعوة مثالية، كيفية سحب البساط من مجموعة لاتعرف اي شئ عن دور الحركات السلمية الاحتجاجية في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية ، الاحتجاج الشعبي مؤشر حي علي حركة المجتمع للتعبير عن حقه القانوني ،وهذا ليست منحة او عطاء،هو مشروع لتكييف دور الحركة المجتمعية، وتسييرها علي وجه افضل. اذا لماذا الخشية من هذا الاحتجاج السلمي؟ ولماذا يبحث المنافقون عن ارسال كلمات تقلل من دورها في اختراق مايدعو بالكسل الجماهيري؟.ان من يبخسون من قيمتها في التأثير،اكثرهم متأكدون ان الخروج ضد رغباتهم وامانيهم،والخروج يعني ان الا ضواء في سبيل كسر كل ماهو غير مرغوب فيه ،تأكدت حتي لو كانت قليلة ،وفي مقدمتها الكتابات علي الجدران ،وهي اكثر تعبيرا عن ما اقصده،وهذه التعبيرات،الشعب يريد اسقاط النظام، فليذهب حكم العسكر،ثوري ثوري ضد الحكم الديكتاتوري،حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب، سير سير وحتما تسقط يا البشير ، ان الجدارين باتت المتنفس الوحيد في هذا الزمن ،ومايكتب من كلمات عليها بسيطه ،الا قدرتها ذات شفاء للمرض الذي انتشر ،والدواء للقضاء عليه ،هو الحرية ،وليس غيره ،والقبضة الحديدية لن تكون علاجا شافيا. قبل فترة قال وزير العدل،ان اسرائيل فتحت جبهة للمجاهدين السودانيين،بعد تدمير مصنع اليرموك العسكري،المتهم بصنع اسلحة ، اعتقد ان تصريح كهذا،يهدف الي ابعاد الشباب السوداني الناقم عن الاوضاع ،وحرمانه من كل وسائله المشروعة في الادلاء عن جهنمية النظام، كان الاجدي بوزير العدل،ان يكتسب شجاعة ،ويستمع الي التقارير المرفوعة اليه من منظمات حقوق الا نسان والمنظمات المدنية،عن الاعتقال التعسفي والتهديدات التلفونية،البلاغات الكيدية من جهاز النظام،اليد الضاربة له. وان ماينتظم التحولات السياسية الاجتماعية الثقافية من تحرك بطئ ، اخترقت كل ماهو منسي وليس متوقعا من اطراف المستفيدين من فئة الانتهازيين والوقتيين ،هم الذين يتلونون حسب الوقت،لانجاز وتحقيق مصالحهم الزاله ، ومثل تنطبق عليهم مقولة الاديب الروائي الطيب (من اتي اتي هؤلاء) قائمتهم قد تطول عمر لبشير ،نافع علي نافع،علي عثمان، وانتهازيين من صحفيين ،ماسحي احذية النظام ،كلهم ،رغم الفرص التي وجدوها،فشلوا كسر ارادة الشباب ،الطرق التي الديمقراطية ورحيق حريتها تنسموه . رغم ان الارض تغطت بالتعب ،وماهذا التعب والشقاء سوي سبيلنا الي احلامنا المنتظرة ،وضحاياها في السجون .
كلنا بدأنا رحلة البحث عن قيمة انسانيتنا في مسيرة ،وسعرها سندفعه كلنا ،سلمية كانت او غير ذلك. والابواب في وقت كهذا الولوج اليها ليس سهلا،كما يتوقع الجميع الطرقات وضعت عليها كل مايعيق الحراك ،لانه الفاتحة لما نرغب في حدوثه ،والاعداء ليسوا قلائل،هناك من يكره الديمقراطية ،ويشوه المطالب،وهناك من يخشي العدالة في المجتمع ،لسحبها البساط من تحت اقدام المنتفعين. المقاتلين في سبيل بقاء مرحلة المنفعة ،قد لا يخجلون من انفسهم ،لكن السودانيين لن يتجاهلوا مساندتهم، وقوفهم،وتأييدهم لتجار الدين،مهما طال البقاء في الحكم ،والمحاسبة اتية والمحاكمات علي مقربة ،القتلة من هتلريين وبشيريين ،سيقفون علي مقاصل الشعب ،ودماء النساء ،الاطفال،ضياعها لن يكون، قصة افراد المؤتمر الوطني،ستدون كوقائع وتفاصيل الروائي شارلز ديكنز كاتب رواية قصة مدينتين المجسدة للثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر ،نجحت ثورة الشعب الفرنسي،لكن من كانوا مساندي وداعمي للحكم في باريس لم يسلموا من المحاكمات قدمهم الشعب الفرنسي الي مقصلة الجزاء،سياسة (خلوها مستورة،وعفا الله عما سلف) لن تجدي اي نفع،حتي لاتتكرر الافعال المشينة والقبيحة مرة اخري من حكام ورؤوساء وملوك،الحقائق التاريخية يجب ان تكون دروس وعبر يستفيد منها الطغاة في اي شبر من العالم الذي زلزلت اركانه الثورات والا نتفاضة والمظاهرات ،وهذه خطوات اخفق المكذبين الذين ظنوا انفسهم خالدين،ومستهترين بقوة شعوبهم. السودانيون قريبا سيرددون بصوت عالي جميعا ،اذا الشعب يوما،اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر،ولا بد لليل ان ينجلي،ولابد للقيد ان ينكسر، للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي. المحبطين يرونها اوهام ،والمتاجرين بوطنيته يقولون انها احلام عملاء ومرتزقة،.وفي الختام نقول لهم ، ان المرتزقة والعملاء،هم من يفضلون ان تستمر التشوهات ،لاستفادتهم من اموال الجياع المسروقة ،دون استحياء،وللشعب كلمته الا خيرة لقدرته علي نسف القيود .
حسن اسحق
صحفي
[email protected]