حسن اسحق
الخجل من الهروب في ساحة المعارك يوضع علي خانة النصر، و الفرار الكبير ترسم له صورة الكسب السياسي ، ان دعم المليشيات الرسمي من الدولة يعتبر من اولويات الحكومة ، واستقبالها لهم في ولاية شرق دارفور ضم كل طاقم الحكومة ،ومعتمدي المحليات . الحكومة استقبلت قائد مليشياتها حميدتي رسميا ، بعد عودته من شمال كردفان ، وقبلها تلقي هزيمة من العيار الثقيل في ولاية جنوب كردفان، جبال النوبة ،ونقل حميدتي نشاطه العسكري الي شمال، ليواصل عمله الدموي هناك، من نهب للاموال وقتل المدنيين ، وهذه عادته ، وكاد ان يحول ان ولاية شمال كردفان الي دارفور (2)، واستعملت معه
الحكومة اسلوب اللين للخروج بسلام، وكان حميدتي يطالب بحقه من اموال وعد بها اذا حقق انتصارا علي الحركة الشعبية في جبال النوبة، ولكن اصابه الاحباط واليأس، لانكسار قواته ، وفراره الي الشمال .ان التظاهرة الاخيرة في ولاية وسط دارفور زالنجي الاسبوع الماضي ضد التجاني السيسي ، الذي فشل في وضع مسار صحيح لاتفاقيته الدوحة، ليحقق السلام والاستقرار للنازحين في دارفور ، اطلقت القوات النظامية النار عليهم، وقتل مواطنين وجرح اخرون من معسكر الحميدية ،الذين رفضوا قدومه ، ومعتبرا نفسه رجل السلام، والساعي الي استقرار دارفور ، والتجاني السيسي نفسه لم يستنكر هذا الهجوم العنيف علي النازحين العزل ، ولا يضع في الاعتبارات تحقيق السلام وجلب الاستقرار الي اهل الاقليم الذين نزفوا كثيرا من الدماء في السنوات السابقة ، وليس هنالك بارقة امل للاستقرار ، مادام الحكومة تحشد المواطنين وموظفيها والمعتمدين لاستقبال مليشيا في شرق دارفور ، وتؤكد انها جاءت لحسم التفلتات الامنية في دارفور ، وهزيمة الحركات المسلحة في دارفور ،بعدما تلقت هي نفسها صفعة في الجبال . بدأت تستعين الدولة بالقوات غير النظامية وتوفر لها البيئة للتحرك وتدعمها ماليا ،هذا مؤشر علي تآكل الدولة نفسها ،وفشلها في كسر صورة الجبهة الثورية المنتصرة في كل المناطق . ان الاحتفال بعودة المليشيات الي وسط دارفور ، ستعقبه كوارث إنسانية اخري ، في الولاية المستقبلة، وسيمارس حميدتي عادته القديمة من قتل ونهب وقطع الطريق في الولاية، اذا لم تكن من دوافع ذاتية ،ستكون من دوافع عنصرية، انتقاما لهم ،وخيبة للحكومة ، لانها لم تضع في بالها هذا الاخفاق الكبير . لقد اتضحت الصور اخيرا ان هذه مجموعة حميدتي التي تسميها السلطة بحرس الحدود او القوة الضاربة ، ماهي إلا مليشيات ارتدت الزي النظامي ….
[email protected]