غياب الفرق الجنوبية في احتفالات الخرطوم برأس السنة الجديدة
الخرطوم تسهر لآخر مرة «موحدة»
الخرطوم: فايز الشيخ
احتفلت الخرطوم برأس السنة الجديدة.. ولكنه احتفال مختلف في نوعه هذا العام.. فالبلاد تستعد لحدث تاريخي.. وباتت على بعد ثمانية أيام منه وهو استفتاء تقرير مصير الجنوب.. والمزاج العام ليس كما هو.. هناك خليط من المشاعر.. حزن وإحباط.. وأحيانا لا مبالاة من الشماليين.. لتقسيم الوطن الواحد.. وفرح مشوب بالحذر في أوساط الجنوبيين.
وحضر آلاف السودانيين الاحتفالات، داخل عشرات الأندية والفنادق بالخرطوم، وأعلنت جماعة فنية أنها تنوي تكريم راقصة جنوبية إلى جانب عدد من موقعي اتفاق السلام بين الجنوب والشمال كرمز للمحبة والسلام، فيما علت إعلانات الحفلات المواقع العامة بالعاصمة الخرطوم في وقت حذرت فيه الشرطة من «عادات دخيلة»، مثل التراشق بالبيض مع ساعات الفجر الأولى.. وشددت على ضبط النظام العام.
والغائب الأكبر في احتفالات هذا العام.. هي الفرق الموسيقية الجنوبية التي اعتادت أن تحيي سهرات نهاية العام. ومع اقتناع الغالبية بأن البلاد على أبواب التقسيم، فإن البعض طوى جراحه، وانتقل إلى الأندية والفنادق والساحات للاحتفال.
متعهدو الحفلات أعلنوا عن عشرات الحفلات الغنائية، التي يشارك فيها نجوم الطرب السوداني الكبار، مثل محمد وردي، ومحمد الأمين، ومحمود عبد العزيز، والشابة نانسي عجاج، والمخضرم زيدان إبراهيم، ومجموعة «البلابل»، ومطربين شباب مثل أحمد الصادق وجمال فرفور وعصام محمد نور، وطه سليمان، مع غياب تام للفرق الجماعية الجنوبية، التي اشتهرت بتقديم وصلات موسيقية وغنائية صاخبة على الإيقاعات الأفريقية الساخنة.
لكن اللافت هو قيام جماعة فنية وشركة اتصالات عالمية بتكريم راقصة من جنوب السودان، حيث أعلنت جماعة «الدليب» عن تظاهرة فنية بمناسبة أعياد الاستقلال التي تصادف الأول من يناير (كانون الثاني)، تحت شعار (وطني وكفى)، بهدف الدعوة للمحبة والسلام. واعتزمت المجموعة الفنية تكريم عدد من الرموز في شخص راقصة الدليب جوليا ميراث، باعتبار أنها تجسد رمزا للمحبة والسلام والاستقلال بجانب تكريم رموز الاستقلال وكل الموقعين على اتفاقية السلام الشامل. ووجهت المجموعة الدعوة لكل قطاعات الشعب السوداني والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، مع قراءات شعرية من الشاعرين محمد الحسن سالم حميد، والسر عثمان الطيب.
ونشرت شرطة ولاية الخرطوم عناصرها لحماية المحتفلين ونفذت خطة تأمينية أعدتها لرأس السنة الميلادية والاستقلال المجيد، واتخذت من خلالها عددا من التدابير والاحتياطات اللازمة لتمكين المواطنين من تمضية فترة الأعياد في أمن وطمأنينة. وأكد الفريق محمد الحافظ حسن عطية، مدير شرطة ولاية الخرطوم، أن الخطة شملت تأمين كافة المنشآت الاستراتيجية والمرافق المهمة بالولاية وتكثيف الحملات والوجود الشرطي، مشيرا إلى أن الخطة تهدف لمراقبة المظهر العام، مطالبا (مساء أمس)، بضرورة الابتعاد عن الممارسات الخاطئة كالتراشق بالبيض وغيره، مؤكدا أن شرطة الولاية ستتخذ الإجراءات القانونية في مواجهة مرتكبيها. وأردف قائلا: «إنه سيتم تكثيف المرور على الأحياء والأسواق ومواقع الاحتفالات بجانب تغطية شوارع المدن الرئيسية وتسهيل انسياب حركة المرور وفك الاختناقات المرورية».