تتجه مفوضية الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان إلى إعلان النتائج النهائية للاستفتاء غداً الإثنين بسبب عدم وجود طعون في النتائج الأولية التي أشارت إلى ترجيح خيار انفصال جنوب البلاد عن شمالها، فيما جدد الرئيس السوداني عمر البشير تمسكه بالشريعة الإسلامية.
وقالت الناطقة باسم مفوضية الاستفتاء سعاد إبراهيم عيسى لـ «الحياة»، إن موظفي الاستفتاء المنتشرين في نحو ثلاثة آلاف مركز في الولايات الجنوبية والشمالية لم يتلقوا أي طعون في النتائج الأولية للاستفتاء التي رجّحت خيار الانفصال بأكثر من 98 في المئة. وأشارت إلى أن التقارير الواردة إلى المفوضية تفيد بعدم وجود شكاوى أو طعون حتى أمس، وستعلن النتائج النهائية غداً من دون الحاجة إلى تمديد مرحلة الطعون.
وفي السياق ذاته، جدد الرئيس عمر البشير تمسكه بالشريعة الإسلامية، التي ستكون «الدين الرسمي للدولة»، مؤكداً أن شرعية استمراره في السلطة تستند على الشريعة. وقال في لقاء جماهيري في شمال الخرطوم أمس، إن 98 في المئة من مواطني السودان بعد انفصال الجنوب سيكونون من المسلمين. واعتبر حديث بعض القوى عن أن فرض الشريعة من أسباب انفصال الجنوب «لا أساس له». وتابع: «يريدون من ذلك اصطياد عصفورين بحجر… إلغاء الشريعة وضرب حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يستمد شرعيته من الشريعة».
وأضاف أن حكومته لا تخشى الحريات، لأن حزبه حصل على تفويض شعبي عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة. لكنه قال إن الحكومة لن تسمح باستغلال الحريات في الفوضى والتخريب. ودعا القوى السياسية إلى المشاركة في إدارة البلاد.
إلى ذلك، ارتفع عدد ضحايا المواجهات بين عناصر كتيبة من الجيش الشمالي في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الجنوبية إلى 20 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً. واندلع قتال عنيف بقذائف المورتر ونيران المدافع الرشاسة في ملكال، الخميس والجمعة الماضيين عندما رفض جزء من وحدة عسكرية تتبع إلى الجيش الشمالي ضمن قوة جنوبية وشمالية مشتركة إعادة الانتشار بأسلحتهم في الشمال قبل انفصال الجنوب الذي بات واقعاً.
وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير في بيان، إن عدد القتلى في ملكال في تزايد بسبب أن نحو عشرة جرحى في حال خطر. وقال إن القوة الشمالية من المقرر أن تعود إلى الشمال ويبقى «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الجنوب في مواقعه بعدما أظهرت نتائج الاستفتاء أن الجنوب سيصبح دولة مستقلة.
من جهة أخرى، أثارت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن لشرق البلاد جدلاً بعدما رفضت السلطات عقد لقاء يجمعه مع ممثلي القوى السياسية في مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر. وقالت الخارجية السودانية إن زيارة غرايشن لولاية البحر الأحمر جاءت للوقوف على معدلات التنمية في شرق السودان والوقوف على الأوضاع الانسانية والاقتصادية. ولمحت إلى أن برنامج الزيارة كان معروفاً ولا يتضمن لقاءات مع قوى سياسية.
وقال الناطق باسم الخارجية خالد موسى لـ «الحياة» إن الولايات المتحدة ليست جزءاً من ملف الشرق السياسي، مؤكداً موافقة الخارجية على الزيارة، ومن ضمن برنامجها محادثات مع المسؤولين في حكومة الولاية.