غازي صلاح الدين : حزب البشير أطلق رصاصة الإعدام على مشروع الإصلاح بداخله، و لا مجال للبقاء فيه.

أمهل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان السبت ثلاثة من قيادييه الإصلاحيين الذين سبق أن انتقدوا الرئيس عمر حسن البشير لمراجعة مواقفهم أو الفصل عن الحزب نهائيا، في حين قال البشير إن كل قيادات الحزب لا تضيق ذرعا بالانتقادات والملاحظات من عضوية الحزب.
فقد ذكرت وكالة السودان للأنباء الرسمية “سونا” أن مجلس شوري المؤتمر الوطني أمهل في ختام دورة انعقاده الثامنة مساء السبت كلا من المستشار السابق للرئاسة غازي صلاح الدين العتباني ووزير الرياضة السابق حسن عثمان رزق والقيادي السابق بالحزب فضل الله أحمد عبد الله عشرة أيام لمراجعة مواقفهم فيما يتعلق بالمذكرة التي قدموها باسم تيار الإصلاح في الحزب.
وأضافت الوكالة أنها علمت أن المجلس قرر أنه في حالة عدم مراجعة المذكورين لمواقفهم في الفترة الموضحة سيفصلون من الحزب رسميا، حسب اللوائح المنظمة للحزب.
وكانت لجنة داخلية للحزب أوصت بطرد الثلاثة الذين كانوا في عداد نحو 30 شخصية إصلاحية أعلنت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي عزمها تشكيل تجمع سياسي جديد واتهمت الحكومة في رسالة موجهة إلى الرئيس السوداني بالتنكر للأسس الإسلامية للنظام بقمعها الدامي لتظاهرات منتصف سبتمبر/أيلول ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضيين احتجاجا على رفع أسعار الوقود.
وكانت مجموعة “إصلاحيين” داخل الحزب أعلنت أواخر الشهر الماضي انشقاقها عن الحزب وعزمها تشكيل حزب جديد، وذلك على خلفية تداعيات نشر مذكرة طالبت الرئيس السوداني ورئيس الحزب عمر البشير بالتراجع عن قرارات رفع الدعم عن الوقود الأخيرة.
وقال غازي صلاح الدين العتباني إن حزب المؤتمر الوطني قد أطلق رصاصة الإعدام على مشروع الإصلاح بداخله، وإنه لا مجال للبقاء فيه. وأضاف أن مجموعة الإصلاحيين ستطرح مواثيق جديدة تمهيدا لعقد مؤتمر تأسيسي للحزب التي تعتزم تأسيسه.
ويرى المسؤولون في الحزب الحاكم أن القادة الثلاثة خرقوا النظام الداخلي للحزب عبر إنشاء حزب جديد، في حين يرى العتباني أن حزب المؤتمر الوطني يتوقف طويلا أمام “هذه المسألة الداخلية البسيطة، في حين أن البلاد على شفير الانهيار”.
البشير والإصلاح
من جهته أكد الرئيس السوداني عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن جميع قيادات الحزب لا تضيق ذرعا بالانتقادات والملاحظات من عضوية الحزب، على حد تعبيره، مشترطا أن يكون مبعثها النوايا الحسنة والخالصة من أجل النصيحة وإحسان العمل مع الالتزام بالوسائل المؤسسية.
وأعلن البشير -في افتتاح أعمال دورة الانعقاد الثامنة للمجلس القومي لشورى الحزب الحاكم السبت- سعي المؤتمر الوطني الجاد لتوسيع أطر المشاركة وتوسيع الممارسة “الشورية” حتى يتم الانتهاء إلى معادلة مرضية تحفظ للفرد حقوقه في المشاركة والمبادرة وتغذية وتقوية روح الولاء والالتزام في الجماعة ووحدة الصف.
وأشار إلى أن ما يقوم عليه البناء التنظيمي للحزب من مرجعية حاكمة من الإجراءات يحكمها النظام الأساسي واللوائح وما يطرأ من تعديلات.
كما أكد اعتزام الحزب تنفيذ حملة لإعادة البناء القاعدي بهدف تنظيم الأوضاع والنظر في البنية التنظيمية والمؤسسية تمهيدا لقيام المؤتمر العام بنهاية العام القادم، موضحا أن حزبه يعمل من أجل وضع رؤية مستقبلية واعدة قائمة على تبادل الرأي والمشورة تقوم على الاستفادة من رسوخ الشورى في المجتمع السوداني.
ولمح البشير إلى أنه قد يجري سريعا تعديلا وزاريا، وقال “سندخل قريبا تغييرات في الهيئات التنفيذية على المستويين المركزي والفدرالي”.
الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *