حسن اسحق
ترقب الجميع مفاجأته في السودان وخارجه،مفاجأة يعلن عنها ، ويترقبها الجميع الا في عهد القتلة، مفاجأة معلنة ليست بمفاجأة، بل هي اعلان مسبق لخطاب رئاسي ليس جديدا ، كعادته خطاب تهدئة للنفوس الغاضبة من حكمه. انتظر السودانيون ماذا سيقول الرئيس البشير، كثرت التكهنات والتحليلات السياسية، والسخريات علي مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم كتب معلقا ان البشير سيحل الحكومة ، ويعلن حكومة أنتقالية تشارك فيها القوي السياسية(الكبيرة)، وسيرأسها نائبه الاول بكري حسن صالح، ويبسط الحريات، ويعمل الجميع علي صياغة دستور الدستور، وحكومة انتقالية مدتها
ثلاثة سنوات. و الاطراف سخرت من اعلان المفاجأة، معلقين عليها، انها لن تأتي بجديد علي الواقع السوداني الحالي،وصفت بجس نبض الشارع السوداني والمهتمين، وليس لديه جديد ليقوله، إلا اذا رغب في تسليم نفسه الي محكمة الجنايات الدولية لجرائمه ضد الانسانية والابادة الجماعية في دارفور، ومواصلة ارتكابه بقصف المدنيين بالطيران العسكري في جبال
النوبة، كما حدث قبل خطابه بيومين قصف منطقة كاودا ودمرت فيها مدرسة للايتام، ونفس سياسته يمارسها في الانقسنا بالنيل الازرق. تحدث في خطابه الانشائي عن الفقر وضرورة القضاء عليه، وفتح منافذ للحوار مع المعارضة، اقتناعا منه، ان الحزب يدرك خطورة المرحلة تحتاج الي التكاتف، وان السلام لا يتحقق الا بوقف الحرب في المناطق الملتهبة، وضرورة وضع السلاح. ولم يملك الشجاعة للحديث عن الحريات العامة، ولا عن الاعتقالات المتكررة وإيقاف الصحف ومصادرتها، واين ضحايا سبتمبر من هذا الخطاب، وضرورة محاسبة المجرمين،ألا يمكن معاقبة قتلة مجزرة بورتسودان وضباط القوات المسلحة الذين قتلوا في بداية حكمه. وحتي اذا اعلن عن حل حكومته الحالية، ما الذي ستضيفه،لا شئ علي الاطلاق. فالرئيس الجبان ليست له الجرأة علي قول الحقيقة، من يقتل شعوبه ويجبرهم علي الرحيل من اراضيهم، يفشل في التنحي، لأن العقاب يفتح الطرق امامه، وملفات الجرائم السرية والعلنية ستظهر امام القطاعات المتضررة من فترة حكمه. والدعوة الي حكومة وفاق وطني عبارة مستهلكة، رغم الحضور الكبير من القادة التقليدين واصحاب المصالح في بقاءه،حتي لا يفقدوا المصالح والامتيازات. ان احزاب المعارضة التي تعتقد ان لها الفضل في تشكيل الدولة السودانية، نواياهم في ورثة المؤتمر الوطني واضحة، رغم المعارضة والخطاب الذي يدعو الي إسقاط حكم عمر البشير، ويتخفون من القوي الثورية حاملة السلاح لاوضاعهم التاريخية.
[email protected]