علي عثمان والحدية آكلة البشر وإغتيال الشهيد خليل ابراهيم ؟
الحلقة الثامنة ( 8 – 10 )
ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]
1- مسؤولية الاستاذ علي عثمان عن كوارث السودان ؟
شغلتنا عن متابعة سلسلة الاستاذ على عثمان محمد طه بعض الامور الطارئة ، ونعود له وعنه واليه في هذه الحلقة الثامنة من عشرة حلقات من المقالة … ولا ندعي بأن العود أحمد .
نعم … نواصل في هذه الحلقة الثامنة ، إستعراض بعض البعض من جنجويديات الاستاذ علي عثمان محمد طه ضد الشعب السوداني ، في النقاط التالية ، ومثالاً وليس حصراً … آيات لقوم يتفكرون :
اولاً :
+ الصحفي – المصور كيفين كارتر ؟
الصحفي – المصور كيفين كارتر ( 13 سبتمبر 1960 – 27 يوليو 1994 ) من جنوب افريقيا ، زار السودان زيارة عمل في مارس 1993 ، وإلتقط الصورة التي تراها ادناه . اشترت صحيفة النيويورك الصورة من كيفين كارتر بمبلغ مائة الف دولار ، ونشرتها في عدد الصحيفة بتاريخ 26 مارس 1993 . وفي ابريل 1994 ، نال كيفين كارتر جائزة بوليتزر ، وهي اعلى جائزة في عالم الصحافة ، وتوازي جائزة نوبل ، على التقاطه هذه الصورة ، التي دخلت التاريخ ، كتجسيد لظلم الانسان لاخيه الانسان .
ثلاثة شهور قصار بعد نيله جائزة بوليتزر ، إنتحر كيفين كارتر في جوهانسبرج في 27 يوليو 1994 ، ولم يبلغ 34 سنة من العمر . إنتحر الصحفي كيفن كارتر نتيجة الكآبة التي اعتصرته بعد التقاطه هذه الصورة الفاجعة .
كما ترى يا حبيب ، توضح الصورة حدية من آكلة البشر ، وهي تنظر للطفلة التعيسة المنكفئة على نفسها من الجوع والمسغبة ، وتنتظر فرصة للإنقضاض عليها ونهشها .
تركت والدة الطفلة طفلتها في العراء ، وهرولت نحو طائرة الاغاثات الانسانية لعلها تظفر بشئ من سدر قليل لطفلتها ولها ، بعد ان قتلت مليشيات علي عثمان الجنجويدية زوجها . في هذا الاثناء ، هبطت الحدية ، في انتظار الإنقضاض على الطفلة البائسة .
هذ طفلة حرمتها سياسات علي عثمان الكارثية خلال عشرية الرصاص الاولى من الحياة الكريمة .
هذه الصورة تحدث عن وحشية علي عثمان ، وذئبيته ، وتجسد نتيجة سياساته الدموية في السودان ، وظلم علي عثمان لاخيه الانسان .
كما تصرخ روح الصحفي كيفن كارتر طالبة الانتقام من علي عثمان الظالم اهله بني الانسان !
ولكن الآية 227 في سورة الشعراء تقول :
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ .
خلال عشرية الرصاص الاولى عند التقاط هذه الصورة في عام 1993 ، ساقت اوامر علي عثمان الشيطانية ، رجالاً ونساء إلى ظلام القبور والسجون، وإلى معسكرات الذل والهوان … اوامر ساحقةٍ لإنسانية الإنسان ، وحقوقه في الكرامة ( ولقد كرمنا بني آدم ) ، والعدل ( إن الله يامر بالعدل ) ، والحرية ( لما استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً ) .
تحض اوامر علي عثمان الذئبية على اطلاق النار للقتل ، وتحرض على عدم اخذ اسرى بل قتلهم ، وتأمر بالفاشية ، وتصر على التعذيب قبل القتل في سادية لم نعرفها في ابائنا الاولين .
بنى علي عثمان التحالف الكريه بين الفساد والاستبداد، بلغة شديدة الاهتراء والتهتك.
في كفي علي عثمان دماء ضحايا، وعلى حنجرته تتكدّس تلال من رذائل القول والرأي، يكفيه منها أنه سوّل للسلطة قتل معارضيها بمئات الآلاف ، وتعذيبهم ، وإغتصاب طفلاتهم جماعياً ؟
يجفل علي عثمان من ملامسة ذلك الجزء الشفاف في البشر، ليرتقي الى مستواهم الاعلى اخلاقيا ، ويتحضّر ، ويصير أكثر إنسانية.
ليس هناك أبشع من أن يكون الإنسان غاشاً، أو مخادعاً، أو كاذباً، خاصة إذا كان فى جماعة المفترض أن مهمتها الأساسية هى الارتقاء بمنظومة القيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية على المستوى المجتمعى العام.
الآية 58 في سورة الاحزاب تشير إلى مالات شرذمة علي عثمان الذين يؤذون بني وطنهم لغير ذنب اكتسبوه :
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً.
نرفق ادناه صورة الحدية والطفلة ، وصور للصحفي – المصور كيفين كارتر .
ثانياً :
+ بعض البعض من جنجويديات علي عثمان ؟
في اغسطس 1995 ، نسق الاستاذ علي عثمان مع الامن الفرنسي لإختطاف كارلوس ( ابن آوى ) من مستشفى خاص في الخرطوم ، حيث كان يتعافى من عملية جراحية ، وتم نقل كارلوس إلى باريس على متن طائرة فرنسية خاصة تتبع للامن الفرنسي .
إعترف الشيخ الترابي في الحلقة 13 من حواراته مع قناة الجزيرة ، بأن الاستاذ علي عثمان لم يخبره بعملية تسليم كارلوس للامن الفرنسي ، رغم ان كارلوس كان قد استجار بالشيخ الترابي الذي وافق على اجارته ، حسب الآية 6 في سورة التوبة :
وإن أحد من المشركين إستجارك ، فأجره … .
تجاوز الاستاذ علي عثمان الشيخ الترابي في عملية اختطاف كارلوس في اغسطس 1995 ، كما تجاوزه في عملية اغتيال الرئيس مبارك في يونيو 1995 ، وكما تجاوزه في عملية ترحيل الشيخ اسامة بن لادن الى افغانستان على متن طائرة سودانية خاصة في عام 1996 .
خلال عشرية الرصاص الاولى ، كان الشيخ الترابي مهووساً بمشروعه الاسلامي الاممي ، وترك الامور التنفيذية للاستاذ علي عثمان ، الذي اصبح الرجل التنفيذي الاول خلال عشرية الرصاص الاولى ، وإن كان من وراء جدر .
في عام 1991 ، أسس الشيخ الترابي حزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي يضم ممثلين من 45 دولة عربية وإسلامية ، وتم إنتخاب الشيخ الترابي اميناً عاماً للمؤتمر . صار المؤتمر شغل الشيخ الترابي الشاغل .
إنبراشة الاستاذ علي عثمان تحت اقدام الامن الفرنسي في عملية اختطاف ابن آوى ، ومع وكالة الاستخبارات الامريكية في ترحيل الشيخ اسامة بن لادن ، دافعه سببان ، هما :
• السبب الاول لكي يبرئ نفسه من تهمة الارهاب التي دمغه بها الرئيس مبارك .
• السبب الثاني لكي يساعده الامن الفرنسي والامن الامريكي في إنفاذ خططه الشيطانية لتثبيت اركان نظام الانقاذ ، وبالتالي سلطته الشخصية .
بعد عملية تسليم الاستاذ علي عثمان ابن آوى لفرنسا ، بدأت عملية تنسيق امني بين الاستاذ علي عثمان والامن الفرنسي ، لكي يرجع الامن الفرنسي الاسانسير للاستاذ علي عثمان .
اشتدت وتيرة التنسيق الامني بين الاستاذ علي عثمان مع جهاز الامن الفرنسي ، خلال رئاسة ساركوزي لفرنسا في الفترة من 2008 وحتى 2012 ، وشملت الرئيس التشادي ادريس دبي ، خصوصاً بعد فشل عملية الذراع الطويل في مايو 2008 ، وتسليم الاستاذ علي عثمان ، النائب الاول لرئيس الجمهورية وقتها ، متمردي تشاد الحاملين السلاح واللاجئين في السودان ، للرئيس ادريس دبي .
ثالثاً :
+ إغتيال الشهيد خليل ابراهيم ؟
حسب صحيفة لو موند الفرنسية ، خطط الثالوث الشيطاني علي عثمان + ادريس دبي + ساركوزي لإغتيال الدكتور خليل ابراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة في يوم الخميس 22 ديسمبر 2011 .
ايادي الاستاذ علي عثمان تقطر بدم الدكتور خليل ابراهيم ، وبدماء اكثر من 300 الف دارفوري ابادتهم مليشيات الجنجويد بتعليمات مباشرة من الاستاذ علي عثمان .
يعوم الاستاذ علي عثمان في دماء شعبه المغلوب على امره .
ولكن الآية 42 في سورة ابراهيم تعيد لنا الامل في القصاص في هذه الدنيا قبل الآخرة … آمين :
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ؛ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ .
رابعاً :
+ النظام الامنجي ؟
رغم ان الاستاذ علي عثمان يرتدي زياً مدنياً ، إلا ان نظام الحكم الذي كان يتحكم فيه خلال العشرية الاولى لم يكن نظاماً مدنيا ، بل كان نظاماً امنجياً سلطوياً باطشاً ، لم يسمح بتعدد المؤسسات والفصل بين السلطات ، ولا حتى بالرأي الآخر . وللحقيقة ، لم يكن نظاماً عسكرياً محضاً ، ولا إسلامياً محضاً ، بل كان ولا يزال نظاماً أمنجياً بإمتياز .
الاستاذ علي عثمان من هؤلاء الذين فشلوا فى ( التقدم ) والعمل بجوهر الاسلام ، فحاولوا النجاح فى ( التأخر ) ، والتمسك بشكليات الاسلام ، التي تخدم مصالحهم الشخصية ، والتمكين الظالم لاهل الولاء والمتتوريكين على حساب 95% من الشعب السوداني .
بسبب سياسات علي عثمان التمكينية التي مكنت لاهل الولاء ، صار 1% من السودانيين ( الإنقاذيين ) يملكون على نصف الثروة في السودان ، و9% من السودانيين ( الانقاذيين والمتتوركين ) يملكون على ربع الثروة في السودان ، وباقي الشرفاء من السودانيين غير المنتمين للإنقاذ ، اي 90% ، يملكون الربع المتبقي من الثروة القومية في السودان .
للاسف ، بسبب الاستاذ علي عثمان ، وحتى الاحد 8 ديسمبر 2013 ، يوم تنحيته ، ضاعت بوصلة النظام الاخلاقية والسياسية والعسكرية ، وإنحدر النظام ومعه اهل السودان ، نحو جحيم لا يوازيه جحيم على الكرة الأرضية.
ولغ الاستاذ علي عثمان في دم الشعب السوداني ، وأمر مليشياته الذئبية بأن تطلق النار في الناس لتقتل :
Shoot to kill
وليس فقط لتُرعب وتُرهب ، وإنما لتقتل ، ناسياً بل متناسيا . الآية 32 في سورة المائدة :
… أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا …
قال الرئيس عمر الدقير في الاستاذ علي عثمان وصحبه الاشرار ونظامهم الشرير الظالم :
لقد سطَّر نظام الإنقاذ أكثر الفصول بؤساً وقبحاً في كتاب تاريخ السودان … وأنَّ بركان الغضب الشعبي مهما سُدَّت فوهته بتدابير القمع والبطش، فإنه يظل يغلي حتى يصل لحظةً لا يمكنه سوى القذف بحممه إلى الشوارع، وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.
صدق الرئيس عمر الدقير ، ومن اصدق منه قيلاً ؟
نواصل …