(أميمة عبد الوهاب- اخر لحظة)
هاجم مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج محمد والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون وقال إنه جاء للولاية لينفذ ذات المهام التي أبعد بسببها عن دارفور ونجح في أن يحول كردفان لدارفور أخرى. وقال إن النظام القائم الآن أشد خطورة على السودان من كل القوى السياسية التقليدية والحديثة.. واعتبر الحاج أن الحديث حول الدستور نكتة سخيفة، وأضاف أن المشير سوار الذهب سيقلل من شأنه ورصيده السياسي بموقفه هذا، مستبعداً عقد قمة بين الرئيس البشير وسلفاكير قاطعاً بعدم إمكانية أي توصل لاتفاق بين الجانبين موضحاً الأسباب بالداخل، وقال إن الطرفين يجلسان للتفاوض لأن مجلس الأمن يريد لقاءات شكلية وتشريفية وأخذ صور، وقال أيضاً إنه لو كان بيديه أموال لمول عملية تفجير مطار الفاشر 2003 لكن ليس لديه قروش… فإلى مضابط الحوار ..
نبدأ بآخر وأسخن القضايا د.علي الحاج، رؤيتك لوثيقة الفجر الجديد ونقاط الخلاف حولها بين المعارضة والجبهة الثورية والجدل الذي أثير حولها ومواقف المعارضة التصحيحية؟
– يجب النظر للجانب الإيجابي في الملتقى ولا وقت للاشياء السالبة، الإيجابي هو اجتماع القوى السياسية وليس الأجنبية، و هذا هو الأهم لقاء القوى السياسية والقوى الحاملة للسلاح على صعيد واحد أمر إيجابي، وطبيعي ان يكون هناك خلاف، الحكومة نفسها لديها خلافات وكل حزب لديه خلافاته، والاختلافات سمة من سمات التغيير والديمقراطية ولا نركز على الخلافات كثيراً، لقاؤنا في حد ذاته شيء مهم، هذا أولاً، أما ثانياً إجماعهم على إسقاط النظام وهذه أهم نقطة إيجابية، والنقطة الثالثة هي التوافق على الحريات لأنه لا توجد حريات وإذا كانت هناك حريات لكان الاجتماع تم في الخرطوم لذا لابد من إسقاطه حتى يأتوا بالحريات، أما اتفاقهم على وقف إطلاق النار إذا سقط النظام في كل جبهات القتال جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وتعهد حملة السلاح بذلك، وهم حملوا السلاح لأن الحكومة لا تستجيب إلا لمن يحمل السلاح في وجهها، وهم كانوا في الأصل حلفاء لها سواء في الحركة الشعبية أو مجموعة مني أركو مناوي، والسلاح الذي يستخدمونه مرخص من الحكومة ولابد من إيضاح ذلك وأنهم لم يأتوا من فراغ، والحركة الشعبية لتحرير السودان وقطاع الشمال كلها نتاج نيفاشا وكل هذه خلقتها الحكومة والآن أصبحت تخشاها.. أما فيما يختص بردة فعل المعارضة هذا شيء طبيعي لأن الوثيقة ليست نهائية وهي عبارة عن مسودة وترك لقوى المعارضة في الداخل حق التغيير في الوثيقة كما تشاء لذا وجود خلافات طبيعي.. وأنا ذاتي مختلف مع الوثيقة في بعض البنود، ولكن من يقرر من هم بالداخل، كون أنهم أخضعوها للمراجعة فهذه نقطة إيجابية حتى يقولوا كلمتهم.. والمطلوب من القوى السياسية بالداخل أن تقول كلمتها في كل النقاط وتحسم الأمر، وعليها أن توقع على ما تراه يناسبها ويوافقها من الوثيقة ولا تجعل الخلافات مثاراً للنقاش والجدل وتترك القضية جنباً وحسم الامر لأنه اصبح كله بيدها وهذا ما عليهم الارتقاء له وهو الاتفاق والتوقيع على ما يرونه.
رأيك في موقف الحكومة من الملتقى والوثيقة والموقعين؟
– الحكومة مفزوعة ومتوترة أيضاً لأنها كانت لا تعطي المعارضة الداخلية اعتباراً، وأفزعها اتصالها بالقوى الحاملة للسلاح وبدأ الأمر يصبح في الجد، وفزعها هذا إيجابي علها تفكر في الخروج من الأزمات التي وضعت فيها نفسها، والوثيقة كتبت بأيدي تشبه أهل السودان وليست وثيقة أكاديمية أو علمية. وعلى الحكومة أن تنتبه وتعطي هذه الوثيقة اعتباراً وعليها أن تعطي اعتباراً أكبر للمجتمعين في كمبالا.
وإذا منحتهم الحكومة ذلك الاعتبار الذي تحدثت عنه ماذا يعني لها ذلك؟
– هي فزعت فزعاً شديداً وعليها الخروج من صمتها، وأنا لن أضع لها مقترحات ولكن على حد ما سمعته من تصريحات مسؤوليها من تهديد ووعيد واعتقالات.. وكل هذه التصريحات لن تخرج البلاد من مشكلات.
لماذا لم تذهب إلى كمبالا وتحضر الملتقى؟
– هناك ظروف خاصة ولا احتاج أن أذهب لأن هناك ممثلاً للحزب ذهب يتشاور وبعلم قيادة الحزب.
رأيك في الجدل حول الدستور؟
– الكلام عن الدستور نكتة سخيفة ومضيعة للوقت لأنه أولاً الدستور ليس لديه أية قيمة في السودان ولدى النظام القائم فيه، ودستور 1998 رغم أنه أجري عليه استفتاء ووقع عليه الرئيس إلا أنه ألغاه وجاء بدستور آخر بعد نيفاشا 2005 وهو دستور انتقالي والآن لا يوجد دستور تعمل به البلاد وهذا هو الدستور الانتقالي شطبوا منه بعض الأشياء فقط.. المشكلة في السودان ليست دستورية ولا قانونية وإنما سياسية، وسوار الذهب بموقفه هذا يقلل من شأن نفسه ويسحب من رصيده وهو لديه رصيد لا بأس به ولديه سمعة سياسية ومواقف جيدة وهذا يقلل من الثقة فيه.. عملية الدستور هذه ليست مترسخة في العالم العربي.
لماذا تصر الحكومة عليه رغم رفض الأحزاب وضعه في هذه المرحلة؟
– حتى تشغل الناس عن القضايا الأساسية، واعتقد أن الحكومة لديها دستور جاهز وسوف تخرجه للناس.
المحاولة الانقلابية الأخيرة كيف تراها؟
– هي نتاج وإفرازات لما يجري داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وفي كل الحالات يجب أن يُقدم المعتقلون إلى محاكمات عادلة والمتهم بريء حتى تثبت إدانته حتى لو كان صلاح قوش بغض النظر عن تاريخه ومواقفه معنا نطالب له بمحاكمة عادلة يكون له فيها حق الدفاع عن نفسه لأن العدالة لا تتجزأ وعندئذ ستعرف الحاصل شنو.
تأخر إسقاط النظام هل لضعف المعارضة أم لقوة المؤتمر الوطني؟
– هذا نظام باطش وقاهر ومتسلط على كل الأصعدة ولا يمنح المعارضة أكسجين لتتنفس وهي كسبت ذلك الأكسجين عبر كمبالا، لذا رأت خطورة في تحاورها وتلاقيها مع حملة السلاح، رغم انه ليس لها سلطان على من يحملون السلاح او على المعارضة.
الحركات الشبابية هي الأخرى فشلت في إحداث التغيير الذي تنادي به، هل ذلك لعدم جديتها ونضجها أم يقع عليها ما يقع على المعارضة؟
– المسألة معقدة وموقف الشباب أشبه بموقف المعارضة، ولكن أبشرك الثورة السلمية آتية لا محالة وإن كنت لا استطيع أن أحدد موعداً، ومهما تأخرت ستنضج والتأخير لذلك فيه خير لها ينضجها وتتضح أهدافها التي تمثلت في بدائلها في اجتماع كمبالا.. وإذا قامت ثورة سلمية شعبية على الناس أن لا يتخوفوا أن تكون هناك زعزعة لأننا لا نريد إنهاء النظام عبر العمل العسكري لذا كان علينا أن نضمن عدم إشهار الحركات المسلحة السلاح في وجهها إذا سقط النظام لذلك وضعنا البديل المتفق عليه بيننا وبينهم وهذه نقطة مهمة لأنها تؤطر لسقوط النظام عبر العمل السلمي الذي أؤمن به أنا شخصياً كثيراً، وبالتالي ستكون الحركات جزءاً من العملية الانتقالية وهي ملتزمة بوقف إطلاق النار حينها.
بعد كل هذه التعقيدات التي ذكرتها ما هي السيناريوهات المحتملة للتغيير؟
– اعترف بصعوبة السؤال لأنه يقف في ظل بعض الأصوات التي تسمعها من الحكومة.. ولازالت نبرة التهديد والوعيد هي السائدة وهذا تصرف شاذ ربما يقود للدموية التي ستبدأها الحكومة لأنها هي التي بيدها السلاح والثورة في ليبيا وسوريا بدأت سلمية ولكن الحكومة استخدمت السلاح.
تؤمنون بالتغيير عبر العمل السلمي في كل أحاديثكم، ولكن إذا حدثت دماء في منتصف الطريق ألا تغيرون مبدأكم وتستخدمون السلاح كما حدث في كثير من ثورات التغيير في دول الربيع؟
– اعتقد أن تجربتنا في السودان إذا حدث تحرك سلمي سينحاز الجيش في أغلب الحالات للشعب قياساً بالتجارب السابقة في أكتوبر وأبريل.
والضمانات بعدم استخدام الحركات السلاح في ذلك الوضع سيما إذا لم تكن هناك خيارات ولم يحدث ما تؤملون به؟
– القرار ليس بيدي ولكنه بيد المعارضة بكافة أشكالها، ولكني ضد أي استخدام للسلاح لأن العمل المدني مهما كان به من خسائر سيأتي بنتائج إيجابية في نهاية الأمر.
بشهادات المراقبين والإسلاميين أنفسهم، إسلاميو السودان قدموا أسوأ نموذج للإسلاميين في العالم، كيف التصحيح وإعادة بناء الثقة؟
– لا يمكن الحديث عن تصحيح وإعادة بناء ثقة ما لم يزل هذا النظام والموجودون فيه، وكنا نعذر الموجودين في كمبالا لتخوفهم من الإسلاميين ونظرهم للتجربة الإسلامية الماثلة بمنظار قاتم.
هل هناك تقصير من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي بعدم تحركها لجمع وحدة صف إسلاميي السودان؟ و إذا عرضت عليكم وساطة منهم هل ستقبلونها؟
– هؤلاء غير مؤهلين بأن يقودوا وساطة بيننا لأنهم غير محايدين وللأسف كل الحركات الإسلامية في الدول العربية لم تقدم شيئاً للسودان ووقفت مع النظام، وأكبر خطأ ارتكبته عند حضورها لما يسمى مؤتمر الحركة الإسلامية لم يفتح الله لها بكلمة عما يجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وأدانت نفسها إدانة تاريخية لأنها وقعت مع نظام قهري وقمعي وتسلطي وحضرت مؤتمراً له ولم تنطق بكلمة واحدة وهذا تناقض منها.
ولكن ربما ليس لها علم بتفاصيل ما يجري من شأن داخلي وربما تعلم ولا تريد التدخل؟
– أنا أعطيتك فرصة حتى تصل إلى هدفك لما لا تفعل هي كذلك؟ لما لا تلاحق النظام وتسأله عن أخطائه ومشاكل السودان مطروحة على الشبكة العنكبوتية ولا يحتاجون لمن يبصرهم بها.