شباب «الفيس بوك» ينظمون حملة للتظاهر ضد البشير.. والخرطوم تلوح بردع التحركات
عقوبة الإعدام في مواجهة صحافيين.. ومفوضية الاستفتاء تعلن نتيجة الجنوب اليوم
الخرطوم: فايز الشيخ
نظم آلاف الشبان السودانيين حملة على مواقع «الفيس بوك» يدعون عبرها السودانيين للتظاهر ضد حكومة الرئيس عمر البشير بداية من اليوم الأحد لإسقاطها في وقت حذرت فيه الحكومة من أي «تحرك غير قانوني»، ولوحت بردع التظاهرات، في غضون ذلك تعلن مفوضية استفتاء جنوب السودان اليوم النتيجة الأولية لاستفتاء الجنوب من جوبا بعد أن أكدت التقارير الأولية تصويت الجنوبيين بنسبة 99 في المائة لصالح الانفصال، فيما أعلنت الخرطوم عن تحركات دبلوماسية لاحتواء الآثار السالبة لانفصال الجنوب. ونظم شباب سودانيون حملة تدعو الشباب السوداني للتظاهر ضد حكومة الرئيس البشير، وبلغ عدد المشتركون في الحملة نحو 10 ألف من الشباب المستقل، وبعض المنتمين لأحزاب المعارضة. وبدأت الحملة على موقع الفيس بوك والتواصل الاجتماعي. ويقدر مستخدمو الانترنت في السودان بنحو 4 ملايين مستخدم، حسب احصاءات الشركات المختصة. وقال الشباب إنهم يريدون التظاهر اليوم للتعبير عن مطالبهم في الحرية، ومحاربة الفساد والبطالة والجوع والقهر والفقر، والدعوة لحكومة انتقالية قومية تجري بعد ذلك انتخابات حرة ونزيهة، وأضافت الدعوة «نريد أن نقف صفا بصف.. برفقة أطفال بلادنا المشردين الفقراء الذين سرقت لقمة عيشهم»، وحدد الشباب مواقع تجمعهم للتظاهر اليوم، كما استخدم الشباب الرسائل القصيرة على الهواتف الجوالة، إلا أن مصادر أمنية حذرت من مغبة الخروج إلى الشوارع للتظاهر من اجل التغيير الشامل وإسقاط النظام بطريقة غير قانونية. وتوعدت المصادر بردع أي جهة أو مجموعة تسعى لتحريك الشارع أو استخدام وسائل غير قانونية في محاولة لإسقاط النظام القائم.
وتأتي التحركات متزامنة مع اعلان النتائج الأولية لاستفتاء تقرير المصير بالجنوب، وتوجه رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد ابراهيم خليل، إلى جوبا. وقال مسؤول الإعلام بالمفوضية جورج ماكير إن عملية الفرز والعد لعملية الاستفتاء بالجنوب اكتملت تماما، فيما تعلن النتيجة في الشمال في الثاني من فبراير (شباط) المقبل. إلى ذلك كشفت وزارة الخارجية عن تحركات دبلوماسية خلال الأيام المقبلة بعد اعلان نتيجة الاستفتاء، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية خالد موسى «إن الهدف المحوري للسياسة الخارجية في حال انفصال الجنوب هو العمل على احتواء الآثار السالبة لعملية الانفصال على السياسة الخارجية عن طريق اقامة علاقات جوار سلس وطبيعي»، وأضاف موسى «أن الهدف الثاني للسياسة الخارجية هو أن اتفاقية السلام الشامل وقضية دارفور أفرزتا نوعا من الوجود الأجنبي داخل السودان متمثلا في بعثة الأمم المتحدة للسلام في السودان «يونميس» والقوات الدولية والأفريقية المشتركة في دارفور «يوناميد». واشار إلى أن الخرطوم تعمل على التقليل ووضع الحد لهذا الوجود الذي جاء نتيجة للوضع الاستثنائي، وكذلك تخفيض مستوى المبعوثين الخاصين بتطبيع العلاقات مع دول العالم المختلفة». على صعيد آخر يمثل اليوم أمام محكمة الخرطوم اثنان من الصحافيين من شرق السودان وجهت لهما السلطات الأمنية تهما تصل عقوبتها الاعدام، حسب القانون الجنائي السوداني، وهي تهمة متعلقة بتقويض النظام الدستوري، اضافة إلى الفتنة والكراهية والتحريض.
وكان الصحافي عبد القادر باكاش قد كتب مقالا بصحيفة صوت «برؤوت» التي تصدر في بورتسودان يحذر فيه من حذو بقية أقاليم السودان «الشرق، دارفور، النيل الأزرق، وجنوب كردفان» حذو الجنوب في الانفصال. ودعا باكاش للحكمة لمعالجة الأزمة، وحمل السلطات مسؤولية الفشل في اقناع الجنوبيين بالتصويت للوحدة، لأنها لم تقدم لهم شيئا مغريا. ويمثل مع باكاش رئيس تحرير الصحيفة أبو عيشة كاظم، حسب قانون الصحافة والطبوعات الذي يحمل مسؤولية النشر لرئيس التحرير ويعتبره المتهم الأول.