علي ابوزيد علي
[email protected]
بحساب الايام يصادف هذا الشهر..فبراير.. الذكري العاشرة لاندلاع الحرب في دارفور …والحروب هي اكبر خطئية عرفتها البشرية وبحساب الفعل فان عاما من الحرب يعني العجز في تعويض الضحايا من البشر او تعويض ما تم تدميرة من المنشات والثروات البشرية والطبيعية لما تم بناءة خلال عشرة اعوام من الكدح ووجيب الانفاس في حساب عمر الانسان وتاريخ تمدين الشعوب
عشرة سنوات من الحرب في دارفور باسباب معلنة تم الترميز لها من قبل الحركات المسلحة بالتهميش وسلب الحقوق وعدم العدالة في توزيع السلطة والثروةوالمساواة بين اجزاء الوطن الذي مكن ثالوث التخلف ..الجهل والجوع والمرض في الاقليم ومن بين كل البدائل الكفاحية والنضالية لنيل وانتزاع الحقوق اختارت المجموعات الرافضة طريق الثورة المسلحة وبادلتها الدولة مواجهة وتحديا ومن بين كل البدائل الراشدة في ادارة امر المجتمع والدولة اختارت الحكومة المقارعة بالسنان وباس الدولة وغشامة القوة وبين الشطط والجبروت ضاعت اصوات العقلاء في الجانبين فاشتعلت نار الحرب المدمرة وتعقدت المشكلة التي تحولت الي ازمة ليس بالاقليم وحدة انما كل الوطن
ان هول الفاجعة وتداعياتها الكارثية تستبين باحصاء الخسائر التي لحقت بالانسان والموارد خلال العشرة اعوام الماضية وفداحة الثمن الذى دفعة انسان السودان ثمنا للخيارات الخاطئة فعدد الارواح التي ازهقت من الاطراف المتصارعة ومن المدنين ضحايا النزاع ومن الذين ماتوا من فقدان العلاج و اسباب الانقاذ وبسبب التداعيات الاخرى فاق عددهم عشرات الالاف والفجيعة فيهم ان لا احد او مؤسسة تولت احصاء العدد بدقة فظلت التقارير تتحدث عن ارقام متباعدة ما بين المائتان الف شخص الي الخمسة عشر الف شخص ..وفي جانب اعدام الانعام في هذة الحرب العشرية اشارت التقديرات الي نفوق اكثر من ثلاثة ملايين من رؤؤس الابل والابقار والاغنام وانواع الحيوانات الاخري والتي كانت هدفا مباشرا لنيران المقاتلين
واشارت الاحصائيات في الستة اعوام الاولي من الحرب الي المرافق الحيوية الضرورية لحياة الانسان والحيوان في جانب المستشفىات والمراكز ونقاط الغيار الريفية والعيادات البيطرية الي تدمير اكثر من ثمنمائية مرفق ..ولم تسلم المرافق التعليمية ممثلة في الخلاوي ومدارس مرحلة الاساس والمرحلة الثانوية والتي تم تدميرها كليا والتى تم تقدير
عددها باكثر من الف وستمائية مؤسسة ..ايضا فقدت دارفور بالحرب موارد المياة عصب الحياة ممثلة فى الحفائر والسدود والابار والذى تم تقدير عددها باكثر من الفى مورد ..ومن مأساة الحرب فى الثلاثة سنوات الاولى تدمير القري وحرقها والتى تم تقدير عددها باكثر من ثلاثة الف قرية لقد بلغت الخسائر المادية فى اتلاف الزروع ونهب البضائع وحرق الممتلكات مئات الملايين من الجنيهات
لم تتوقف الحرب على الابادة والدمار وتعدت افرازاتها الجوانب المادية الى تفكيك بنية المجتمع وتمزيق اواصر التعايش والترابط بين المكونات الاثنية كما ادت ظاهرة النزوح للمعسكرات والنزوح الداخلى واللجؤ الى دول الجوار الى ظهور سلوكيات سالبة واستلاب للقيم والموروثات والثقافة اضافة لكل هذا فان غياب الاطفال وانقطاعهم من التعليم في مرحلتى الاساس واثانوى ادى الى فجوة وغياب لابناء دارفور فى مجالات الدراسات العليا الشئ الذى ينعكس على غيابهم من دولاب العمل العام او المسالهمة فى الاعمار والتنمية وصناعة الحياة بل المؤسف ان دارفور والسودان موعود بجيل قادم صهرت احشاءة المرارات وتشرب بثقافة العنف ويفتقر الحرفية والمهنية والعلم فيتكسب من فوهة السلاح
العشرة اعوام التى مضت من عمر الحرب اصاب الوطن كلة بالويلات فكما جلب الطرف الاخر الاحزان بخيار الثورة المسلحة فان خيار الدولة باستخدام القوة وقهر السلطة لاخماد التمرد بددت مواردها فى التعبئة والجهد الحربى وفتحت لها نوافذ الادانات الدولية والاتهامات الاممىة بالخروج عن العرف والقوانين التى تواثقت عليها البشرية وفتحت حرب دارفور الباب امام التدخلات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية فى الشأن الداخلى تحت شعارات حماية المدنين واغاثة المتضررين والحفاظ على السلم والامن الدوليين
عشرة سنوات مضت واتفاقيتين اساسيتين تم توقيعهما في ابوجا اولا وفي الدوحة ثانيا وما قبلهما وبينهما وبعدهما فالاولي عاد موقعوها للحرب وهم اكثر شراسة والثانية فقدت بوصلتها بفعل فاعلين مخضرمين والحرب والعنف في دارفور اتخذت مسارات اكثر دموية ودمارا واكبر مساحة ورقعة فاستعرت حروب القبائل وغارات العصابات التى تشبة الجيوش وموت الجملة فى جبل عامر وبين كل فترة واخري تظهر كارثة اخرى تجلب الخراب والدماروتنبئ بطول امد المأساة وها نحن في الذكرى العاشر يظهر لاعب جديد فى الميدان هم طوارق مالى وتنظيم القاعدة في افريقيا وهم طرائد القوى الدولية جاءوا كغيرهم لذلك الاقليم المباح ليرسموا علي ارض دارفور صفحة جديدة تضاف الى سفر الكارثة
وللة الحمد