ازمة دارفور القديم والمتجدد منذ القدم ومرورا بالثورات التاريخية التي شهدتها المنطقة جراء التهميش المتعمدة من قبل الحكومات المتعاقبة في السودان ، فقيام ثورات التحرر في دارفور بدأ بنهضة دارفور ومرورا باللهيب الاحمر اوضحت تجليات الازمة الحقيقة ، فالنخب الدارفورية من تلك العهد لم تسطيع ان تؤكد لمواطني دارفور ان هنالك قضية اساسيا ويجب النضال من اجلها ، فكادت ان تنتهي فكرة النضال المسلحة حتي نبعت مرة اخري من صميم الشعب السوداني في دارفور ، ما كانت تلك الصحوة الثورية الا نتاج لغياب مقومات الدولة وانصراف الدولة في بناء تحالفات عرقية لتقوم بدور طمس هويات شعوب على حساب توطين هويات اخري ، فتفكيك الادارة الاهلية وتجييش القبائل ومليشتها ضد بعضها البعض وتصدير اخرون لغذو شعب جنوب السودان فافضت كل هذه الحقائق الي ميلاد ثورة عسكرية سياسية بدارفور.
فانطلاق ثورة الهامش الثاني بدارفور بعد ثورة الجنوب اربكت حساب نظام الانقاذ تجاه تصحيح مسيرة مشروعها البغيض ضد الجنوب ، فكرر ذات السيناريو التي كانت مجربة في في الجنوب في حرق القري وابادة الشعوب الافريقية ونهب ما تبقي من ممتلكاتهم .
لكن للاسف ظل الرفاق في مسيرة العمل المسلحة بدارفور يخلطون الاوراق ما بين مفهوم الثور ومفهوم التمكين للوصول الي هرم القيادة السياسة ، فالبعض يحلم بان يكون علي راس المسيرة لتمكين نفسه فى المستقبل لحكم البلاد علي حساب (تموتوا انتم ونحكم نحن) ، فسارت القضية الي الامام رغم اختلاف التباينات والايدلوجيات السياسية لقوى المقاومة المسلحة في دارفور ، فانشطار حركة جيش تحرير السودان الي حركتين لن تكن ابدا من فراغ بل كانت سببها عدم وجود الرؤية السياسية والارادة الوطنية من قبل الرفاق في ذالك الوقت، فالبعض واصل النضال بطرق سلمية بينما ظل البعض يتجولون في ارقي البيوتات الاوربية والبعض ظل في حيرة من امره يتوجس من العمل المضاد ضدهم من قبل رفاقهم ، والصبر المشؤم ينتظر اهلنا الذين وضعوا كل احلامهم في ابناءهم القابضين علي زناد البندقة في تلك الوقت والبعض عجز تماما ولا يدري متي وكيف ومن الذي يحقق لهم طموح العودة والامن وبناء قراهم.
فسارت الامور الي الطرق التي تشتهيه الشعب المنكوب والمحتارة علي امره ، ففشلت اتفاقية ابوجا وعاد الرفاق الي مربع النضال المسلحة بعد ان فقدوا اعز مناضلين ورفاق لهم لكن ما كانوا بعدين عن تلك المربع التي لجئوا اليها هذه المرة وعادة الامور الي طبيعتها ، لكن من دون رؤية متفق عليها في قوة المقاومة في لم شمل الثورة وتشتيت اصوات المركز المتعصب ، فجاءت بعد مخاض عسير ولدت بها ابن عزيزأ مكرما تحت اسم الجبهة الثورية السودانية المتمثلة في كل من ( عقار، مني ، جبريل ، نور) ولكن ما زال حتي الان الازمة لم تراوح مكانها ، فانشغال البعض بهمومه الشخصية ووضع القضية في ملف التخزين الي حين اجلاء الامور الشخصية المعقدة المبنية علي حساب الاخرين ، فالشعب يفترش الارض ويلتهف السماء في رجاء ثمار الثورة التي انطلقت قطارها ولا تعرف لها اي محطة استرزاق علي اساس القبيلة وابناء العمومة والبقية يموتون في سبيل ان يحي مقيمي الفنادق، ايها الرفاق الاماجد ان ثورتكم الفتية ما زالت حتي الان لن تراوح مكانها الي الهدف المنشود ، الا بعد طي ملفات الانتهازية وفهم مفهوم الثورة والنضال وتجديد مشاعر الشعب واعطاء الثقة والضوء الاخضر الي من يهمهم الامر.
ايها الرفاق ان الطريق التي تشقونه الان ليست بصحيح ولا بطريقا مستقيم ،فالجبهة الثورية اصبح اسم من دون فعل ، فالاتفاق لم تنزل علي ارض الواقع وفقا لما قرائنها في منفستها الاول ، والقضية ذاهبة الي الوراء والشعب ممل والخواجات ضاغطين والمليشيات في دارفور تحرق وتقتل وتنهب وانتم صاموتون ، وسياسة الفرق تسد داخل الرفاق عمها الفوضي وانتم جميعا صاموتون ، والجوع تحرق احشاء اطفال المعسكرات وايضا غير ماضون في تحقيق الهدف، اذا اين انتم واين القضية ؟ الا تتذكرون علي الاقل رفاقكم الذن استشهدوا في سبيل القضية ؟ انسيتم اهلكم التعابة و الغلابة والنازحين واللاجئن ؟ هل مسحتم من ذاكراتكم صور الدخان الصاعدة باللون الاسود الداكن وهي تحرق قري الغلابة في دارفور ؟ ورحلة الشقاء علي ظهور الحمير والبعض علي ظهور الاخر حتي مقاطعة حدود الدول في منظرا كئيب؟ ام نسيتم بناتنا المختصبات بابشع الصور؟ ام اصبح القضية لاراحة انفسكم وترك الاخرين ممددين بسلاححهم تحت ظل الاشجار ؟
رفاقي عزرا ان قلت الحقيقية وانتم صامدون ؟ عزرا ان قاتلتم ولم تنتصرو؟ عزرا اذا صح الدجي ثورات اخري لتنقذنا؟ عزرا اذا فاتكم الزمن.
[email protected]