عرض كتاب " الزغاوة ماض وحاضر" – بقلم دكتور عبد الله عثمان التوم

عرض كتاب ” الزغاوة ماض وحاضر” – بقلم دكتور عبد الله عثمان التوم
القراء عن المجموعة  القبلية الزغاوة محظوظون مع توافرالكتاب “الزغاوة ماض وحاضر” و هو من تأليف الأخوين محمود أبكر سليمان ومحمد على أبكرسليمان ، و هذا الكتاب،  مثل غيره من المطبوعات النفيسة، قد نفذ لفترة طويلة منذ طبعته الأولى فى عام 1988 وكان من العسير الحصول عليه بأي وسيلة قبل وضعه في شكل PDF على الرابط الإليكترونى:
http://www.sudanjem.com/Zaghawa%20Past%20&%20Present%20First%20Edition.pdf
 و عليه يستحق المؤلفان منا الثناءو التقدير لتوفيرهذا المنشورالمهم لنا.
يعتبر هذا الكتاب فريد من نوعه وذلك لعدة أسباب:
أولاً، مؤلفيه كلاهما من قبيلة الزغاوة نفسها و يحظيان بمعرفة وثيقة عن التجارب الشخصية والاجتماعية  لحياة و ثقافة القبيلة في المنطقة.
ثانياَ، محتوى الكتاب نتيجة بحث مكثف ودراسة وثيقة. فالمعلومات القيمة التي تحصل عليها المؤلفان كانت نتاج عمل مضن مع عدة شخصيات مهمة من رواة واخباريين من قبيلة الزغاوة وننوه بأن العديد من هؤلاء الرواة قد لبوا نداء مولاهم وتوفوا، عليهم رحمة الله وغفرانه.
ثالثاَ، يعتبر هذا الكتاب موسوعة بحد ذاته حيث أنه يغطي جميع الجوانب المهمة في حياة قبيلة الزغاوة.
يتكون الكتاب من 244 صفحة مقسمة الى خمسة فصول كل منها يحتوي على عناوين لعدة موضوعات.
لايقتصرهذا الكتاب على فئة معينة من القراء، فمحتواه يجذب طلاب المعرفة و المتخصصين من شتى المجالات؛ التاريخ، العلوم السياسية، الفولكلور، علوم اللغات…
سيجد كل من يبحث عن معلومات تخص الاستعمار، تشكيل الدولة القومية، القرابة، البداوة و الطب التقليدي أن هذا الكتاب مهم و مفيد للغاية.
يأتي نشر كتاب ” الزغاوة ماض وحاضر” على الانترنت في فترة محزنة في تاريخ دارفور والزغاوة والسودان ككل. يخضع اقليم درفور بأكمله لصراع تلعب فيه قبيلة الزغاوة دوراَ أساسياَ.
كان بامكان قادة السودان تلافي هذه الحرب الطاحنة اذا ما تمعنوا في محتوى و مغزى هذا الكتاب.
يتحدث الكتاب عن الظلم الذي تعرض له الزغاوة وقبائل أخرى في المنطقة ويعطي وصفاَ جيداَ للمقاومة في طورها الأول.
يعرض الكتاب الزغاوة كمجموعة عرقية وهبت بمستوى عال من الوعي بحقوقهم اضافة إلى استعدادهم للقتال من أجل قضيتهم. تلك هي الرسائل التي عجز قادة السودان عن استيعابها ونجح الكاتبان في ايضاحها بشكل جلي. كان بإمكان الكتاب ان يلهم قادة السودان للسعي لايجاد وحدة وطنية حقيقية.
فولكلور الزغاوة وخصوصاَ قصص الأطفال و العاب الشباب الترفيهية المذكورة تدل على مدى التقارب الثقافي بين قبيلة الزغاوة و المجموعات العرقية الأخرى في أواسط و شمال السودان. كان بإمكان التقارب الاجتماعي من هذا النوع أن يشكل مسودة تبنى علي اساسها ثقافة وطنية شاملة وهوية سودانية متناسقة.
غني عن القول،  كتاب ” الزغاوة ماض وحاضر” ليس هو الكتاب الوحيد المهم عن الزغاوة، ولكنه تفوق على المنشورات الأخرى بفضل نهجه الشامل عن قبيلة الزغاوة، حياتهم، تاريخهم و ثقافتهم. بينما اختار كتّاب آخرون التركيز على جانب أو جانبين من حياة الزغاوة؛ علماَ بأن هذا الخيار الأخير يعتبر شرعي و لا غبار عليه.
بإمكان القراء الذين يريدون ان يكتشفوا مؤلفين أخر ممن كتبوا عن الزغاوة الرجوع إلى:
م. توبيانا، ج. توبيانا، شريف حرير، فؤاد ابراهيم، هيلموت روبرت، موسى عبد الجليل، تيجاني مصطفى، ر.س. أوفاهي، اليكس دووفال، عبد المجيد ابراهيم، عبد الله التوم وآخرين.
أخيراَ، قام البروفيسور محمود ابكر سليمان باصدار كتابين آخرين عن الزغاوة:
 “The autobiography I wrote begins at a Zaghawa village in Darfur”
اصدار  The Author House في لندن 2010 .
لغة الزغاوة “بيرياء ” اصدار دار الحكمة في لندن 2005.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *