حسن اسحق
باتت وزارة الخارجية السودانية بعد احداث جريمة اغتصاب تابت الجماعية التي قامت بها قوات نظامية في الحادي والثلاثين من اكتوبر الماضي،اكثر الوزارات دفاعا عن سياسة المؤتمر الوطني الاغتصابية،وهي وزارة مفصلة علي حسب لبس النظام،وفي كل مرة تجتمع بسفراء الدول وممثليها وتنفي الجريمة الواقعة علي نساء تابت الاخيرة،وتقول ان من يروج لذلك لهم اغراضهم الخاصة واجندتهم،ولايريدون الاستقرار للاقليم الغربي الذي شهد استقرارا نسبيا وعودة طوعية تبدأ من العام الجديد في تابت لانها منطقة نموذجية وتشهد طفرة اقتصادية ومشاريع تنموية، تفتح في الاسابيع القادمة،ولايريد لها الحاقدون ذلك،وما يعكسه المروجين لاحداث تابت، لايريدون الهدوء ولا الامن ولا الطمأنينة،ان وزارة الخارجية تتكلم بنظرية المؤامرة ،واستخدام عقلية الاستهداف من الاخر الذي يعرفونه وحدهم،حتي تواصل عملها تحت هذه المظلة الكاذبة،فتابت لم تكن كذبة ولا تلفيق من جماعات مسلحة ،ويساريين ،ولا من جهات اعلامية لها اهداف واغراض جانبية..
.
والحكومة السودانية التي يتسيدها المؤتمر الوطني رفضت طلب الامين العام للامم المتحدة بفتح تحقيق ثاني في تابت،وقبلها الحكومة منعت قوة من اليوناميد الذهاب اليها في المرة الاولي،وواقفت علي ذلك في المرة الثانية،برفقة قوات نظامية،وجاء التحقيق اليوناميدي متوافقا مع توجه المؤتمر الوطني الذي انكر الجريمة،مبررا ان عدد النساء في تابت اكبر من قواته العسكرية،واعتبرت الخارجية ان اي فتح تحقيق اخري يمس بسيادة البلاد،والبلاد بها اكبر قوة لحفظ السلام في افريقيا،والعكس ليس هناك سلاما علي الارض والواقع بل هناك قتل ممنهج وتهجير يومي،وقصف متكرر بالطائرات،واستهداف المدنيين واغتصاب النساء في دارفور،وحتي صار الاغتصاب سياسة المؤتمر الوطني في حربه في الاقليم الغربي،واستهداف المدنيين في جبال النوبة والنيل الازرق بالطائرات الحربية انتينوف وسوخوي،اتخذها سياسة له ، ومنهج يدمر بها المدارس والمستشفيات ودور العبادة مسيحية كانت ام اسلامية في المنطقتين…
.
تحول المجرم المرتكب جريمة الاغتصاب الجماعي في تابت ودارفور الي تصويب سهم الاتهام الي القوات الدولية في دارفور اليوناميد،واتهمها وكيل وزارة الخارجية عبدالله الازرق بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان في دارفور ومن ضمنها عمليات اغتصاب،قامت بها اليوناميد،رغم انها تتستر دائما علي اعمال الحكومة العدائية في دارفور من قتل جماعي واغتصاب ممنهج،وتشريد،والقوات الدولية ترفض ان ترسم الصورة كما هي علي الارض الدارفورية..
.
وقال وكيل وزارة الخارجية حسب ما نقلته وكل سونا للانباء،ان الاجهزة المختصة رصدت تجاوزات وخروقات كبيرة ومقلقة علي مر السنوات حيث اصبحت معسكرات البعثة ملاذا لمرتكبي الجرائم ضد قانون الدولة نتيجة للحصانة الدولية التي تمنع تفتيشها.وقال، عبدالله الازرق رصدنا حوادث قام من خلالها جنود من اليوناميد باغتصاب نساء ولم تتخذ البعثة ضدهم اية اجراءات للمحاسبة ولم تخرجهم من البلاد مما زاد من التوتر،واوضح اننا ظللنا نراقب بقلق خروج البعثة في كثير من المرات عن تفويضها المحصور في بقعة جغرافية معينة.واشار الازرق ان البعثة تحرص علي البقاء في الاقليم ولاتريد الرضوخ لاتفاقية وجودها ويعيش افرادها في رغد من العيش علي ميزانية تصل الي مليار و341 مليون دولار لم تنفق منها كثيرا علي البنيات التحتية والتنمية،واشار الازرق ان معسكرات يوناميد تحدث فيها اشياء تخدش الحياء وهناك تقارير عن الاستغلال الجنسي والتحرش الجنسي وقصص مخيفة لاستغلال الفتيات وكنا نتابع عبر القنوات الدبلوماسية بعيدا عن الاعلام.واضاف ان تحسن الاحوال الامنية والمحادثات التي تجري في اديس ابابا مع حركات التمرد علي حد قول الازرق،يقلق بعض الدوائر التي لا تريد الاستقرار لدارفور لان مصلحتها في استمرار الوضع الحالي لتصفية حسابات مع الحكومة.ولم يتوقف الامر علي اتهام البعثة الدولية من قبل المؤتمر الوطني بالاستغلال والتحرش الجنسي للفتيات،قام النظام باغلاق مكتب حقوق الانسان التابعة للقوات الدولية اليوناميد ،واتهمت النظام البعثة بانتهاك تفويضها وفتح مكاتب لحقوق الانسان خارج دارفور،واستلمت البعثة طلب الاغلاق يوم الاحد الماضي…
.
ان الاتهام المفاجئ للبعثة الدولية (اليوناميد) من حكومة المؤتمر الوطني لها بارتكاب جنودها للاغتصاب والتحرش الجنسي ضد فتيات واستغلالهن،والكشف المفاجئ عن هذا القناع،يفقد كلام الخاجية مصداقيته الان،الكل يعلم ان جنود حكوميين هم من قاموا بالاغتصاب الجماعي في تابت،ومحاولة وكيل وزارة الخارجية عبدالله الازرق رسم صورة جديدة ان قوات اليوناميد،هي بدورها تقوم بالتحرش الجنسي والاستغلال الجنسي داخل المعسكرات ،وانهم ظلوا يتابعون ذلك عبر الطرق الدبلوماسية بعيد عن الاعلام،فكيف لوزارة الخارجية ان تتستر عن جريمة الاستغلال الجنسي والتحرش،وهي تعلم بمن قاموا بذلك،وهل كانت الحكومة تغض الطرف عن انتهاكات يوناميد للنازحين كما افاد وكيل وزارة خارجيتها لشئ ما في نفس(المؤتمر الوطني)،وكان علي عبدالله الازرق ان يصرح بمثل هذا الاشياء،لانه بعد الكشف المزيف عن انتهاكات اليوناميد،وعلمهم المسبق بما يقومون به،لكن وضعت مناقشاته في الاطار الدبلوماسي بعيدا عن ضوضاء الاعلامي،فالخارجية السودانية تعتبر متواطئة مع من ينتهك حقوق الانسان،ومنذ ان علمت بذلك ،يجب ان يكشف للاعلام بدلا من (الطبطبة)،وليس حجة الحصانة الدولية،مبرر موضوعي،فالحصانة الدولية لا تمنع كشف الحقائق اطلاقا،والتباكي علي الفتيات المستغلات جنسيا فيال معسكرات من قبل وكيل وزارة الخارجية نوع من النفاق والرياء ليس الا ،فالاولي ان يذكر للمتابع ان قامت الحكومة بتحقيقات حول جرائم الاغتصاب المتكررة من حكومة النظام….
الدولة (الكيزانية) عندما تجد دائما نفسها في (زنقة) امام خيارات بسيطة لتبرير ما تقوم ترتكبه من جرائم،وان استهداف السودان من جهات معادية للمؤتمر الوطني،ولا تريد للسلام ان يستقر في المنطقة الغربية،واجواء التفاوض الحالية المثمرة كما يقول الازرق،ونقول اجواء التفاوض لن يكتب لها النجاح،لان الحكومة تعتقد ان منبر الدوحة هو الوحيد لالتحاق الحركات بسلام الدوحة،والحركات ايضا لها رؤيتها وموقفها من الدعم القطري للحكومة السودانية،والجزء الكبير منها يرفض الدوحة،ويرفض اللالتحاق به،لان اتفاق الدوحة نفسه لم يجلب سلاما ولا استقرارا ،بل زاد من النزوح والاغتصاب والتشريد.وايضا الامم المتحدة علي فتح تحقيق ثاني في جريمة اغتصاب تابت الجماعية،قامت الحكومة باغلاق مكتب حقوق الانسان التابع للقوة المشتركة اليوناميد،بحجج تجاوز الصلاحيات له،و ارادت الحكومة ان تبرر، ان اغلاقه ليس علاقةبجريمة تابت ،ومحاولة مغادرة البعثة ليس له علاقة بتابت ايضا ،فاذا لم يكن له علاقة بتابت،هل له علاقة (بغزة) ام ماذا ؟؟؟؟
[email protected]