الرباط 24 أكتوبر 2014 ـ نصح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، أحمد الريسوني، الرئيس السوداني عمر البشير، بالتنحي عن الحكم، وأن “يستلّ” نفسه من “القائمة السوداء” التي تشمل بعضا من الرؤساء الذين تمسكوا بكراسي الحكم.
صورة من التلفزيون السوداني للرئيس البشير وهو يتلو أول بيان في 30 يونيو 1989
ووصل المشير عمر البشير إلى الحكم عبر إنقلاب عسكري تحت مسمى “ثورة الإنقاذ الوطني” في 30 يونيو 1989، وأعاد مجلس شورى المؤتمر الوطني الحاكم، الأربعاء الماضي، اختيار البشير مجددا ليكون مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية في انتخابات إبريل 2015.
وقال الريسوني في مقال نقلته صحيفة “هسبريس” الإلكترونية المغربية، إن على البشير أن يسجل نفسه في قائمة سلفه “الصالح الكريم المكَرَّم” المشير عبد الرحمن سوار الذهب، والإشراف على نقل الرئاسة إلى غيره وغير حزبه، “بطريقة شرعية نزيهة مسلّمة لا شية فيها”.
وتابع “إن تنحي البشير عن الحكم راضيا مرضيا، هو أحسن ما يتقرّب به إلى ربّه ويخدم به دينه ووطنه، وأفضل ما يهديه للأمة الإسلامية وللحركة الإسلامية”.
وقال الريسوني في مقاله إنه بعد سنوات قليلة من “ثورة الإنقاذ” وصل السودان في رحلة علمية جامعية، زار خلالها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي، الذي وصف له الحالة السياسية في السودان بقوله: “نحن عندنا دكتاتورية بلا دكتاتور”.
وأوضح أن المهدي كان يقصد أن الرئيس البشير في شخصه وطبيعته ليس دكتاتوريا، بل هو رجل شعبي ومتواضع، ولكنه مع ذلك يرأس ويقود نظاما دكتاتوريا، وزاد “أعجبني هذا الإنصاف وهذا التدقيق من السيد الصادق المهدي”.
ومضى الريسوني ليقول إنه بغض النظر عن تقييم شخصية البشير وأسلوبه في الحكم، وفترة حكمه وحصيلتها، وما إن كانت إيجابية مشرّفة، أو كارثية، أو بين ذلك، وبغض النظر عن المؤامرات والعداوات الخارجية الموجهة إليه وإلى حكمه بسبب الصفة الإسلامية التي يتحلى بها ويحكم تحت لافتتها “فإني أرى – ومنذ سنين طويلة – أن البشير وحزبه عليهم أن يتركوا الحكم، وخاصة منه رئاسة الجمهورية”.
وعزا رأيه إلى عدة مسببات أهمها أن البشير ومجموعته استولوا على الحكم عبر انقلاب عسكري كان ضد حكومة شرعية منتخبة لا غبار عليها، وشكل الجيش سندهم الأقوى في الاحتفاظ بالحكم.
وأضاف نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتزعمه الشيخ يوسف القرضاوي، أن البشير أمضى في الحكم ربع قرن، وهو وحزبه يطمحون في تمديد حكمهم لأجل غير مسمى، وهذا عادة لا يتأتى إلا بالأساليب التحكمية وفرض الأمر الواقع.
وقال “أما حكاية الدستور والانتخابات والفوز الديمقراطي بالرئاسة والتمديد الديمقراطي لفتراتها اللامحدودة والتأييد الجماهيري العارم، فهذه أمور نعرفها ونعرف قيمتها ونتانتها، مع جعفر النميري وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعبد الفتاح السيسي ومعمر القذافي والحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وهواري بومدين والشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة ومعاوية ولد الطايع ومحمد ولد عبد العزيز وحافظ الأسد وبشار الأسد وصدام حسين وعلي عبد الله صالح”.
وذكر أن “الاقتداء بهؤلاء والتحجج بنهجهم وطريقتهم في تولي الحكم والبقاء فيه، أصبح مجرد حجة دكتاتورية سخيفة ومبتذلة”.