استنكر والدا تلميذان قتلا أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية المناهضة لقرار رفع الدعم عن المحروقات فى الشهر الماضي فى منطقة مايو بالخرطوم، تصريحات الرئيس البشير لصحيفة عكاظ السعودية والذى نفى فيها مقتل تلاميذ اثناء الاحتجاجات من قبل الاجهزة الشرطية والأمنية.
وكان الرئيس البشير زعم فى حوار مع صحيفة عكاظ السعودية، نشر فى مطلع هذا الاسبوع ان صورة التلميذ المقتول والذى نشرت فى مواقع التواصل والمواقع الاسفيرية، بأنها مفبركة مضيفاً بأن التلميذ المقتول ظهر فى مواقع اليوتيوب يحمل لافتة مكتوب عليها (انا حى)- على حد زعمه.
وكانت تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الأسفيرية صورة جثامين التلميذان عمر خليل أبراهيم خليل وصالح صديق عثمان صديق (بالزى المدرسى المبرقع) وهما ملقيان على الأرض فى وسط حمام من الدماء.
وفى لقاء مع سودان راديو سيرفس من حى مايو بالخرطوم يوم الأربعاء، قال السيد صديق عثمان صديق حسن وهو والد التلميذ المقتول صالح، بان ابنه الذى كان يبلغ من العمر 16 عاماً لم يشارك فى الاحتجاجات الأخيرة وانه كان عائداً من مدرسته اسامة بن زيد الثانوية الى منزلهم فى مايو- حى النصر جنوب، حينما تعرض لأطلاق النار العشوائي هو وزميله عمر خليل من قبل رجال الشرطة.
وصب الحاج صديق وهو من منسوبى حزب المؤتمر الوطنى فى مايو، جام غضبه على الرئيس البشير لتصريحاته الأخيرة لصحيفة عكاظ السعودية فى مطلع هذا الأسبوع، والذى نفى فيها ضلوع الأجهزة الشرطية فى مقتل ابنه، وان صورته التى نشرت على المواقع ودمه يسيل، أنها كانت مفبركة. وأقسم بأن لن يترك حق ابنه المقتول ولو كلفه ذلك حياته. وقال “هو (البشير) يخت نفسو فى موقفى انا، انو كان عندو ولد عمرو 16 سنة قام الصباح لبس زى المدرسة ومشى المدرسة، بعد شوية زملاءه يجيبوا ليهو شنطتو بس، وهو يمشى يلقى ولدو مضروب فى راسو بى طلقة ودمو سايل، موقفو يكون شنو ؟؟ لو هو “البشير” عندو ايمان . لغاية ماهو ينكر دم زول برئ زى ده.. قُصر قُصر، اولاد قصر زى ديل ينكر دمهم عشان الدنيا الفانية ؟ الله هو شاهد وعالم.” وتابع “النهاية انو انا والله حق ولدى ده ما عافيهو وما حأتخلى عنو حتى ولو انو أفقد حياتى”
وزعم صديق أن الشرطى الذى اطلق النار على أبنه صالح وصديقه عمر خليل ابراهيم فى يوم 25 سبتمبر، يدعى محمد آدم، الملقب ب “بشو” وانه معروف فى المنطقة ولدى قسم شرطة مايو. وقال “الضرب ولدى ومعاهو صحبو، واحد بقولو ليهو محمد آدم “بشو” ومتأكدين منو مش انا بس، لو دايرين 100 شاهد نحن بنجيبهم ليهم من مرأة لى راجل، القسم بتاع مايو كلو بيعرفو وساكن فى الحارة 15 هنا فى مايو. وولدى صالح مضروب بى طلقة فى الراس بى كلاش، مُخو ده لمن دفقو كلو فى الواطة”
ومن جهة ثانية، قال السيد خليل ابراهيم خليل (بروس) وهو والد التلميذ المقتول عُمر (19) عاماً وكان يدرس بالجمعية الاسلامية فى حى مايو حتى 2012، بأن ابنه قُتل سوياً مع صديقه صالح صديق، غرب مركز شرطة مايو، متفقاً مع مزاعم صديق عثمان صديق بان الذى اطلق النار عليهما هو شرطى ويُدعى محمد آدم الملقب ب”بشو”. وأوضح بأن ابنه لم يشارك فى اى تظاهرة وانه كان عائداً الى المنزل مع صديقه صالح.
واستنكر تصريحات الرئيس البشير بشان صورة ابنه المقتول ونفيه لمقتل اى تلميذ خلال المظاهرات، ووصفه بالنفاق-على حد تعبيره. وقال “السيد الرئيس مخطئ، ربنا سبحان وتعالى قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} هو مايبنى تصريحاتو على معلومة كاذبة، الشهداء ديل اولادنا وانحنا أبناء المنطقة و نحن مؤسسين هذه المنطقة. الصورة التى نُشرت فى المواقع هى حقيقية وواقعية، وما عليها اى ملابسات، ودى صورة ولدى ومعاهو صحبو، وتكذيب هذه الصورة، انا بعتبرو “البشير” انو داير ينافق وداير يضيع حق الناس والحتة دى مرفوضة ومنكورة””
ويذكر ان السيد خليل ابراهيم خليل (بروس) كان عضواً فى المجلس التشريعى القومى عن محلية جبل اولياء لمدة سبعة سنوات وعن دائرة الخرطوم جنوب لمدة اربعة سنوات ومنظم فى الحركة الاسلامية وعضو بارز فى حزب المؤتمر الوطنى وعضو هيئة الشورى فى منطقة مايو. وايضا هو رئيس مجتمع الهوسا فى المنطقة.
واكد السيدان خليل ابراهيم خليل و صديق عثمان صديق بانهما لم يستلما حتى الأن التقرير الطبى عن اسباب وفاة ابنيهما من مشرحة مستشفى بشائر بالأضافة الى تقرير الشرطة، وأنهما فقط مُنحا اذن للدفن.
ومن جهة ثانية اكدت ادارة مدرستى اسامة بن زيد الثانوية والجمعية اسلامية مقتل التلميذين صلاح و عمر. وقال معلم بمدرسة اسامة بن زيد فضل حجب اسمه بأن نعى الطالب صالح صديق عثمان مازال موجوداً على خشبة اعلانات المدرسة، واصفاً تعامل الشرطة مع التلاميذ السلميين ب”اللاانسانى”- على حد تعبيره.
الجدير بالذكر ان السلطات الحكومية زعمت بأن الذين قتلوا المحتجين هم مجموعات مسلحة كانت مندسة وسط المحتجين وأن دليلهم على ذلك هو اصابة جميع الضحايا من الظهر وليس من الامام او الصدر.
سودان راديو سيرفس