ظهور إصابات عديدة بمرض الكالازار في جنوب السودان

أفاد عمال إغاثة وأطباء عن حصول مئات الإصابات بداء كالازار (المعروف أيضا بداء الليشمانيا الحشوِية)، في جنوب السودان خلال الشهر الماضي. والكالازار هو عبارة عن مرض طفيلي تتسبب فيه ذبابة الرمل. وفي هذا السياق، قال توت غوني، مدير مستشفى ملكال في ولاية أعالي النيل: “لقد فاجأتنا الأرقام. ولكننا نستطيع التعامل معها ونقوم بتقديم العلاج للمرضى الذين نستقبلهم”. ويعتبر داء الكالازار مستوطناً في بعض مناطق جنوب السودان ويتفشى كل 5 إلى 10 سنوات. غير أن الارتفاع المفاجئ لعدد الإصابات أمر مثير للقلق، حسب غوني، لأن المرض وصل إلى بعض أبعد وأصعب المناطق في ولايتي أعالي النيل وجونقلي، وهي مناطق تعاني أيضاً من نزاعات عرقية. 

وحتى يكون علاج هذا المرض فعالاً لا بد أن يتم بأسرع وقت ممكن. وقد سجل مستشفى ملكال أكثر من 70 حالة منذ 23 أكتوبر مع توقع تزايد عدد الإصابات، حسب المسؤولين بالمستشفى. وأوضح غوني أن “أولئك الذين وصلوا إلى المستشفى هنا اضطروا لخوض رحلة بحرية صعبة بسبب قلة الطرقات وإغلاق المتوفر منها بسبب الأمطار”.

وقد قابلت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) خلال عطلة نهاية الأسبوع العديد من المرضى وهم يأخذون قسطاً من الراحة تحت ظل الشجر بمجمع مستشفى ملكال.

وفي بيان صادر عنها في 6 نوفمبر، أفادت منظمة “أطباء بلا حدود” أنها قامت بعلاج 107 مريض منذ شهر أكتوبر مقارنة بـ110 مريض خلال عام 2008 كله. كما تتولى منظمة غير حكومية سودانية تقديم العلاج لـ 725 مريضاً آخر في ولاية جونقلي.

وحسب منظمة أطباء بلا حدود، يفتك المرض بضحيته في غضون شهر إلى أربعة أشهر تقريباً إذا ما لم يتم تقديم العلاج اللازم، ولكن 95 بالمائة من المصابين يشفون منه إذا ما حصلوا على العلاج المناسب في الوقت المناسب.

التحدي

ويواجه عمال الإغاثة في الجنوب الذي يعاني من معدلات نمو منخفضة تحدياً هائلاً. فقد عانت ولايتا جونقلي وأعالي النيل معاً من سلسلة من المواجهات العرقية في الأشهر الأخيرة. وقد علق ديفيد كيديندا، المنسق الطبي لجنوب السودان بمنظمة أطباء بلا حدود عن ذلك بقوله: “في جنوب السودان، حيث لا يحصل ثلاثة أرباع السكان على أبسط أساسيات الرعاية الطبية نضطر للتسابق مع الزمن للوصول إلى المرضى”.

وأضاف قائلاً: “نعتقد أن عدد المصابين بداء الكالازار الذين يتمكنون من الوصول إلى المستشفيات لا يشكلون إلا نسبة قليلة جداً من المرضى … وفي غياب العلاج، قد ينتهي الأمر بالمصابين إلى المرض خلال بضع أسابيع إذا كان نظامهم المناعي ضعيفاً”.

ويشمل العلاج حقنة يومية لمدة شهر مما يضطر المرضى للبقاء بالقرب من المرافق الصحية الأمر الذي يتسبب في ضغط هائل على الأشخاص الذين يرعونهم. وقال علق كيديندا: “لقد أصبح البقاء أمراً صعباً للغاية بالنسبة لمن هم بحاجة للعلاج المنقذ للأرواح وذلك في ظل كل العوائق التي تعترض الناس بما فيها انعدام البنية التحتية وقلة الطرقات وغياب المرافق الصحية والموظفين الذي يشل العمل والتزايد الراهن لمستويات العنف”.

ويتسبب المرض في شل جهاز المناعة مما يترك المصابين عرضة للعدوى بأمراض مثل الملاريا وذات الرئة. وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة والإسهال والتقيؤ والرعاف وتورم الطحال واليرقان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *