طيف الشيطان وسيف السلطان
( ان للشيطان طيفا وان للسلطان سيفا ) , جهر بتلك العبارة الحجاج بن يوسف الثقفي وهو يهدد و يتوعد أهل البصرة بالتنكيل والعذاب وسلب الأرواح اذا ما تمت مخالفته أو حتى ضعف وازع الولاء له ولحكمه .
وهذا ما يجهر به المؤتمر الوطني قولا وبلسان بشيره وتؤيده فيه أفعال زبانيته قمعا وتوقيفا واعتقالا , ولكن كل ذلك لا يثير الاندهاش ولا يقود الى الاستغراب فمنسوبي المؤتمر الوطني
(( في كل يوم يخرجون ببدعة والشعب يرقب افكهم مذهولا
كذب وغدر والخيانة منهج ولركبهم صار الفجور خليلا ))
انما بواطن الداء وبواعث الاندهاش تكمن في زيارة المشير البشير الى قاهرة المعز , أرض ثورة الشباب الذي وقف شامخا رافضا لديكتاتورية الفرد , ساخطا على النظام الشمولي , كارها للتزوير والتلفيق , لاعنا الفساد والمفسدين ومبغضا لمسمى الحزب الوطني بعينه أو أي مسمى مشابه له سواء كان مؤتمرا وطنيا أو غيره من المسميات المجرثمة المريضة التي أصابت دول المنطقة بالتعفن والسرطانات السياسية الخبيثة .
– ان كان السيد المشير البشير يدعو الى وحدة ما فقد كان أولى به أن يعمل على وحدة السودان الذي استولى على حكمه بانقلاب عسكري مشئوم ( والناس نيام ) ثم قام بتمزيقه وفصله شمالا وجنوبا .
– ان كان السيد المشير البشير يدعو الى حريات ما فما أولى به أن يترك حرية الرأي والاختيار للشعب السوداني ليعبر عما بدواخله ويختار بنفسه طريقة حكمه ولا يتصدى له بأجهزة القمع والاعتقال .
– ان كان السيد المشير البشير يقتنع بمبدأ الرأي والرأي الاخر فلما لا يفرج عمن اعتقلهم من أعضاء الحركات وقادة الأحزاب السياسية المعارضة له .
– أما أولى بحجاج السودان أن ينصت ولو لمرة لرأي الدين الذي جعل منه وسيلة للوصول الى غاياته في ميكافيلية نشاذ .
– أما أولى بحجاج السودان أن يستمع ولو لمرة لصوت الضمير الانساني ويدع أطفال وشباب ونساء ورجال وشيوخ السودان ليعيشون حياة كريمة امنة يستعيدون من خلالها أدميتهم كبشر .
– أما أولى بالسيد المشير البشير أن يعتبر ويتعظ ممن هم كانوا بحاله وكيف تقطعت بهم الأسباب وذهبوا الى مزابل التاريخ .
ان حجاج العراق كان أول من أشار على عبدالملك بن مروان بصك العملة الاسلامية كما قضى على العديد من الفتن الداخلية في الدولة الاموية وزاد مساحة الدولة الاسلامية ورغما عن طغيانه كانت له مناقب , فلماذا يا حجاج السودان لم تقلد حجاج العراق سوى في طيف الشيطان وسيف السلطان .
د. محمد الفاضل عبدالله
[email protected]