حسن اسحق
ان زمن الاندهاش ولي، انها فترة توقع كل الاشياء من افضلها الي اسوأها، وليس غريبا ان يقتحم طلاب المؤتمر الوطني جامعة الخرطوم، واجيز لهم استخدام السيخ والملتوف، فهذا فعل معقول وغير مستنكر لهم، لان الجامعة في العاصمة، واذا كان هذا الاعتصام الطلابي في جامعة في دارفور و كردفان، لكان الوضع مختلف الان، ستقرر السلطات بامر من القوات النظامية بمافيها قوات الدعم باعتقالهم جميعا، كما اعتقلتهم في المعسكرات والكراكير. لطلاب الاسلاميين الوطنيين طلاب المؤتمر الوطني، الدولة تخصص لهم كل المسهلات وادوات الانتقام والقمع ضد الزملاء، يحرقون الداخلية، لا لشئ الا اصرار الطلاب علي تجفيف مصادر الارهاب المتمثل في جامع الجامعة، صار مخزنا للسلاح، فهم دائما يتعبدون من اجل المظاهر ارضاء للناس، لا لربهم المزعوم. ان طلاب المؤتمر الوطني يشبهون جماعة بوكو حرام التي تنشط في بورنو شمال شرق نيجيريا، قامت الجماعة بخطف بفتيات يجلسن للامتحان في تشيبوك في ابريل الماضي، وظهر ابو بكر شيكو زعيم تنظيم بوكو حرام في تسجيل فيديو، يهدد فيه ببيع الفتيات، وجماعة بوكو حرام تنتمي الي تنظيم القاعدة الارهابي، وليس هناك اختلاف بين تنظيم بوكو حرام وطلاب المؤتمر الوطني، التنظيم ذو خلفية اسلامية تنتهج العنف وسيلة، فتنظيم بوكو وطلاب الحزب رسالتهم انتقامية للجميع، فجماعة بوكو تمارس الاسترقاق علي مرأي ومسمع العالم علي اصراره علي بيع الفتيات، هذا التوجه نحو الاسترقاق يزيد علي عزلة الجماعة التي تهاجم المدارس ومراكز الشرطة وبقية مراكز القوي النظامية، وانها عودة لتجارة الرقيق في القرن الحادي والعشرين، وعودة العنف تحت عبأة شرعية النظام، لا محاسبة تطالهم، وابسط حاجة انهم طلاب النظام، وعدم التزامهم بالحوار رغم دعوة حزبهم للاحزاب المعارضة للجلوس، ان النظام وبوكو حرام وطلابه كلها تدور في فلك العنف، وماخطف الطالبات، ومعسكرات النزوح، نوع جديد من استرقاق الانسانية وحرمان البشر من حياتهم الطبيعية، لايستطيع الفرد في معسكر نزوح او لجوء ان يقرر مايقوم به بارادة حرة، وكذلك الشخص الذي يتم اختطافه عبر جماعات ارهابية دينية او عصابات تجارت البشر، حصر ارادته بين افراد لا يؤمنون بحق الانسان في التمتع بحريته، مادام طلاب النظام في الجامعات ينتجهون اسلوب الارهاب، وبوكو تمارس الاختطاف وتهدد ببيعهن، في مخالفة صريحة لمواثيق حقوق الانسان في العالم. فبوكو في دولة نيجيريا في غرب افريقيا والنظام في شرق افريقيا يماثل بوكو.
[email protected]