طريق الانقاذ والفاشر ما ذنبها

                                                                                    
                                                          على ابوزيد على
           اعاد الله لناعيد الفداء والسلام والامان قد عم ربوع السودان وعام قادم اجمل مما مضى وهذا العام وفى ايام العيد كان الحديث الاكثر تداولا بين ابناء دارفور عامة وولاية شمال دارفور على وجه الخصوص تمتع عدد كبير من ابناء الولاية بقضاء العيد بين الاهل والاسر فى مدن الولاية والولايات الاخرى بعد ان تيسر الوصول اليها فى نهار واحد بالبصات السياحية السريعة بسبب انجاز الطريق الاسطورة طريق الانقاذ الغربى الذى طال انتظاره وهفت اليه القلوب وخلفت فى الصدور غبنا وشعورا بالتهميش لفترة امتدت لاكثر من عشرون عاما بعد ان تحول موضوع الطريق من مسئوولية قومية تجاه اقليم احترق بكل مظالم التاريخ المعاصر لدولة السودان تحولت المسئوولية الى الكيد بين طرفى الحكم المتخاصمين وتبادل الاتهامات عن من بدد مدخرات الفقراء الذين تنازلوا عن حقهم فى سلعة السكر لانجاز الطريق وضاع الحلم بين الجهر والسترة وبين هجرات الغرب الادنى والغرب البعيد عبر الحدود وتنامت الجهوية والشعور بالظلم والاستهداف فى بعض الاحيان لدى الدارفورين ومع وطأة المسافة الوعرة بين الاقليم والمركز والبعد من مركز الخدمات الاساسية فى الصحة والتعليم والسلع وارتفاع تكلفة المنتجات المحلية فى وصولها للاسواق كل هذا وغيرها جعل دارفور الاقليم الاكثر تخلفا بين اقاليم السودان ومهد الطريق للتطرف والتمرد المسلح المصوب نحو المركز واظهر بشاعة دمارالحرب حين تنشب مع متلازمة المرض والفقر والجهل وغياب التنمية والبنى التحتية وارض مقفولة
             الفرحة الطاغية التى اعتلت الوجوه بوصول البصات السياحية من ام درمان والى الفاشر فى نهار يوم واحد وبحساب الزمن ثلاثة عشر ساعة اعادت الى الاذهان ضياع الفرص فى تقصير عمر معاناة الانفلات الامنى بسبب عصابات النهب المسلح التى تنتهز وعورة الطريق وتباعد المسافة والزمن للاستغاثة والمطاردة وضياع فرص  الا نفتاح السلعى للمنتجات الزراعية والحيوانية التى تزخر بها الاقليم وارتفاع تكلفة الوصول الى الاسواق
وضياع فرص التواصل الاجتماعى والسياسى لبناء الوحدة الوطنية التى تعانى الهشاشة والتراجع بعد انفصال الجنوب
      واخيرا تم الاعلان عن الافتتاح الرسمى للطريق فى نوفمبر القادم بعد ان مارس المواطنون الانتقال الفعلى عبرة منذ سبتمبر الماضى وحق لاهل دارفور وغرب كردفان تكريم الوزير الهمام الدكتور احمد بابكر نهار وزير الطرق والجسور السابق
        لم تمضى ايام العيد بغير ما يكدر صفو اهل السودان واهل دارفور فقد جرت الاحداث المؤسفة لطالبات دارفور بمجمع الطالبات بالبركس وهو الاخلاء القسرى الذى مارسته السلطات وصندوق دعم الطلاب تجاه الطالبات اللاتى وفدن من المناطق القصية التى تتقاصر امكانيات اولياء الامور فى توفير قيمة السفر لهن لقضاء العيد بين اسرهن وذويهن وقد تم الاخلاء ثانى ايام العيد فى ظلال ملابسات سياسية وجهوية كما جاء فى بيان هيئة محامى دارفور ومبادرة مجموعة لا للعنف ضد المرأة
      لم تكن عملية طرد الطالبات من دارفور بصورة مهينة هى المرة الاولى فقد تكررت فى سنوات الحرب وعصر النزوح واللجؤ ودونكم احداث طرد الطالبات من داخلية الفتيحاب مربع 13 وقضت الطالبات اكثر من اسبوعين على قارعة الطريق تحت المطر والغرق وايضا حادث داخلية الاربعين بام درمان وداخلية العرضة وغيرها من اماكن السكن الخاص وسكن الصندوق مما يتطلب حلا جذريا من الجهات المسئولة وفى مقدمتها السلطة الاقليمية لدارفور والتى ظلت منذ تكوينها تتهيب التعاطى مع قضايا طلاب دارفور ووأدت عدد من المبادرات التى تهدف لحل مشاكل سكن الطلاب وعلى رأسها لجنة الوزير التليب فى غياب الية او وحدة فى مؤسسات السلطة معنية بشأن التعليم ولجنة نائب رئيس الجمهورية حينذاك الدكتور الحاج من المؤتمر الوطنى ولجنة المجلس الوطنى برئاسة نائب الرئيس حسبو لقد حانت لحظة تحمل السلطة الاقليمية فيما بقى لها من عمر ان تتحمل مسئووليتها تجاه طلاب وطالبات دارفور وبالتنسيق مع المؤسسات القومية الحكومية والشعبية لحل مشاكل طلاب دارفور فى السكن والترحيل والرسوم دون عزل جهوى فى الاسكان وذلك بمرجعية وثيقة الدوحة واتفاقية ابوجا السابقة
       والفاشر فى ما قبل العيد شهدت فعاليات مؤتمرات حزب المؤتمر الوطنى وتقديم مرشح الحزب لمنصب الوالى للدورة القادمة وهو الموضوع الاكثر اثارة فى اوساط مواطنى الولاية والاقليم وشهدت المدينة والعاصمة القومية منافسة حادة بين المؤيدين للوالى الحالى بالبقاء لدورة ثالثة وبين المطالبين بالتجديد ولكل من الطرفين مبرراته واذا استثنينا الولاء الوظيفى وعلاقات القربى للوالى الحالى فان مع جماهير الولاية مع دعوة التغيير رغم ان الاسباب اتخذت مسارات متخلفة من خلال الاستقطاب القبلى وحق القبيلة الاحتفاظ بموقع الوالى فى اطار المحاصصة القبلية فى ولايات الاقليم الاخرى وهو ما اشار اليه او اشارت اليه مجموعة نحن هنا اما المسار الثانى وهو مسار مرشح الفاشر ومرشح شرق دارفور ويقينى ان الفاشر لاتعنى العنصرية الاثنية او الجهوية واستشهد بما تحدث به السيد ابراهيم دريج حاكم دارفور حينئذ وكنت حضورا للقاء تم بينه وبعض من اعيان جنوب دارفور وقذف احدهم فى وجههه بتهمة ان اغلبية اعضاء حكومته من الفاشر فاجاب السيد دريج بسؤال عن حقيقة هجرة العقول والكفاءات من كل اقاليم السودان الى عاصمة البلاد الخرطوم ثم اردف ان الفاشر لاتعرف القبلية لانها حاضرة السلطنة تاريخيا ومهد الوعى والحكمة واستوطنتها كل القبائل
   حديث السيد دريج يجعلنا نتحدث ونكتب فى زمن الردة القبلية ان دارفور فقدت عقلها حين فقدت الفاشر بحكمتها وتمثيلها الجامع فالانتماء للفاشر حالة ثقافية وفكرية وقيمية لا ترتبط بجهة او عنصر ولكن من يفهم ويستوعب
                                                     ولله الحمد
           
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *