صناع المشكلة السودانية ماذالوا يتمادون على الخطأ الذى قسم السودان

فى الحوار الذى اجرته صحيفة آخر لحظة مع ابراهيم السنوسى القيادى بحزب المؤتمر الشعبى حول وثيقة الفجر الجديد، وضح بما لا يدعو مجالا للشك أن تنظيمات المركز دون استثناء تشارك المؤتمر الوطنى سلوكياته وممارساتة وسياساتة الاقصائية,كيف لا والمؤتمر الوطنى ما هو الا امتداد للبرنامج الاسلاموى والعروبى الذى ورثته من الانظمة السابقة التى تمثل اليوم دور المعارضة,ففى هذا المقال نحاول تسليط الضوء بشىء من الاختصار حول النقاط الاشد خطورة وان كان ما قاله كله خطر على ابناء السودان راجع الرابط ادناه
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-84323.htm ذكر السنوسى انهم كحزب متفقون مع وثيقة الفجر الجديد فى بعض النقاط ومختلفون فى البعض الاخر هيا بنا لنرى فيما يختلفون.
1- العلمانية :-
الوثيقة اقرت العلمانية ووافقت عليها كل التنظيمات ولكن سرعان ما تراجعت عدد منها بحجة انها ترى ان هذا الامر يجب ان يترك لاطرحات التنظيمات خلال الفترة الانتقالية كما هو واضح من خلال حديث السنوسى,ويفصل بأنهم مع الشريعة ويرفضون علمانية الدولة,حيث يقول ان الذكاة شعيرة من اصول الدين وكذلك لايوافقون على كل المواثيق الدولية اجمالا بما فيها المواثيق التى تتحدث عن حقوق الانسان,هذا هو مربط الفرس فهذا يعنى الابقاء على الدين كعنصر من عناصر الصراع فى السودان والاصرار على اقحامه فى السياسة والمضى قدماَ فى استغلاله لتحقيق اغراض خاصة , وهذا هروب من مخاطبة جزور المشكلة السودانية وهذا يعد صراع مؤجل بين ابناء السودان والذى بدورة يعتبر مهدد لاستقرار السودان, السنوسى وحزبه من قتلة الشعب السودانى بأسم الدين (الحرب التى استنفروا لها الالف السودانيين ,الذين قتلو الالف الجنوبيين بأسم الدين، ومات الالف من الذين استنفرتموهم بأسم الدين وتنصلتم منهم بعد الاختلاف على السلطة,الليك ليك وكن بيقى لبن عشر كحل بو عينيك). وماذال المؤتمر الشعبى يحاول التنصل من تلك الجرائم و الجرائم ضد الانسانية تسقط بالتقادم.
2-ديمقراطية التعليم
يعترض السنوسى وحزبه على ذلك البند ويقول لأننا لا نرضى بديلاً للغة العربية لغة أولى للتعليم في السودان،وهذا يعنى ان السنوسى ومن معه مصرون على ابقاء عدم الاعتراف باللغات السودانية الاصلية أو الاستصغار بها, الامر الذى يشير الى بقاء المشكلة السودانية كما كانت عليها منذ عقود مضت,فمنع اللغات الاخرى فى التعليم يعنى الغاء المتحدثين بها,لكن الموت اهون من الغاء اللغة لانها الاصالة والتاريخ والثقافة والكرامة والكينونة,…الخ، فاذا اراد السنوسى واصحابه المشاركة فى حل المشكلة السودانية عليهم مراجعة اهدافهم والا سيظلوا معارضين الى الابد أو يتجاوزهم الزمن بتلاشيهم .
فاللغة العربية ضمن اللغات فى السودان وليس لها الافضلية دون سائر اللغات السودانية على الرغم من ان الشعب السودانى لم يصفها باللغة الدخيلة , كيف تصبح لغة دخيلة لغة أولى فى بلد يعج بلغات اصلية كثيرة؟!.
كل الذى حدث هو تمكين المستعمر الاوروبى للمستعمر الاسيوى وبقايا المستلبين الذين صدقوا انهم عرب ففرضوا العربية وربطوها بالاسلام وعملوا على اضعاف اللغات الاصلية فى البلاد وتحكموا فى المنهج المدرسى وتم استغلال الدين فيه حيث يحبب للتلاميذ والطلاب اللغة العربية وزرعوا فيهم كراهية اللغات الاخرى بما فيها اللغة الاصلية للدارس ليصبح التلميذ أو الطالب مجرداً من الاعتزاز بلغته ويتوارى خجلاً عندما يسمع لغته يُتحدث بها.
اذا لم يكن كذلك فكيف يستقيم أن لا يستطيع اصحاب كل تلك اللغات أن يكتبوا أو يدرسوا بلغاتهم وهم بارعون فى اللغة العربية وعالمون ببواطنها اكثر من لغاتهم الاصلية ؟!،فكل الذى حدث فى السودان هو أن فرضت اللغة العربية على عامة الشعب السودانى بالقوة على مدى اجيال, ولكن فى نهاية القرن الماضى وبداية هذا القرن بلغ الظلم مداه حتى اضحى لا يطاق, فالكل تيقن أن هذه ليست ارادة اللة ولكنه ظلم الانسان لاخيه الانسان,وهذا مقدور عليه,لذا هذا الوعى بالظلم شكل مصدر قلق وعدم ارتياح بالنسبة لاحزاب المركز لان ازدياد الوعى عند الهامش يعنى تقلص دور المركز فى السيطرة عليه,فالاثنين يتناسبان تناسباَ عكسياً فعند ازدياد الوعى عند الهامش يعنى نقصان سيطرة المركز عليه سواء مستخدما الدين أو العرق أو غيره من ادوات التسلط والقهر ضد الانسان,فمفهوم السيادة عند اهل الهامش ما عاد يكون ذلك المفهوم الذى يعتبر اهل الهامش مسودين واهل المركز سادة عليهم كما كان فى الماضى، هذا هو الذى يولد الصراع لأن احتكاك جسمين من ملمس مختلف بالضرورة يكون الاحتكاك عنيفاَ والصراع الدائر الان فى السودان هو احد مظاهر ذلك الاحتكاك.
فالاحساس بالخطر يزداد يوماً بعد يوم عند تلك التنظيمات التى ايقنت أن اهل الهامش ما عادوا فى ابطهم لان الهوية فى طريقها الى اخذ شكلها ومعناها الحقيقى.
فالاسباب التى افقدت السودان ثلث مساحته وثلث شعبه و40% من مواردة ماذالت قائمة,فالجنوب لم تفصلة دانات الانتنوف ولا متحركات صيف العبور لكن فصلتها الهوية (العربية الاسلامية) والتى من المتوقع ان تفصل اجزاء كثيرة من السودان فى المستقبل القادم طالما احزاب الجلابة (المركز) تشارك المؤتمر الوطنى نفس الهدف,مالفرق بين حديث السنوسى وحديث البشير فيما يتعلق بموضوع الهوية؟ كليهما متفقان على فرض الهوية العربية الاسلامية على الشعب السودانى وهذه هى أم المشكلات فى السودان.
3 حول وحدة اقاليم السودان طوعاً يرى السنوسى وبالضرورة من معه أنهم لا يوافقون على ذلك البند فى تقديرى هذا امر طبيعى ان لا يوافق هؤلا على ذلك البند لان ذلك خصما عليهم وتهديد بزوالهم لذا الابقاء على قسرية وحدة السودان هو الافضل لهم واشباههم من التنظيمات التى تقاتل من اجل الحفاظ على مصالح المركز بأى ثمن ولو ادى ذلك الى انضمامها الى الجبهات التحررية بغرض الحفاظ على مصالح المركز بشتى الطرق، مثل تفكيك تلك الجبهات وتشكيك الجماهير في نواياها وهذا ما حدث ابان التجمع الوطنى الديمقراطى فى العاصمة الاريتيرية اسمرا.
فالترابى والبشير والمهدى والميرغنى متفقون على ملامح الدولة التى يريدونها دولة تستخدم الدين والعرق للسيطرة على الاغلبية فى السودان, دولة تسود فيها اللغة العربية وتلغى اللغات الاصلية, دولة يختلفون فيها حول لمن تؤول ادارتها لتنفيذ مخططاتهم تلك وهذا ليس بخلاف أن يذهب (احمد ويأتى حاج أحمد)أو كلها عند العرب صابون فمكمن الخطر هو اصرار معارضى ادارة البشير من تنظيمات المركز على مواصلة ما يفعلة البشير بالشعب السودانى اليوم والذى ورثه من اسلافه معارضى اليوم حكام الامس من استخدام الدين لاغراض خاصة وفرض اللغة العربية بالقوة فهم يتناوبون المعارضة والحكومة، الامر الذى سيقسم السودان الى دويلات لتقسم بعد ذلك دولة الجلابة وتتلاشى ويتوحد السودان طوعا ان رغبت مكوناته فى المستقبل وعلى اساس عقد اجتماعى جديد.
يجب على كل من اضطلع على ما قاله السنوسى مقارنتة بحديث البشير بعد اعلان نتائج استفاء جنوب السودان,فمهما اجتهدت ان تجد الفرق بين الحديثين لن تستطيع,فهذا هو ديدن احزاب المركز تتناوب الحكومة والمعارضة وسودان الهامش يلهث وراء وحدة زائفة لا تعود له الا بمزيد من الاستغلال والغائه نهائياَ.
على الرغم من ان النقاط المثارة خلال الحوار كل واحد منها تصلح ان يفرد لها مقال الا اننى اختصرتها فى الثلاثة نقاط سالفة الذكر لانها الاكثر خطورة والاقرب الى التعجيل بتفكيك السودان الى دويلات وهى كافية بأن تعصف بوحدة السودان الزائفة.
طالما تلك تمثل مشكلة لابد من علاجها حيث يبدأ العلاج بأعادة قراءة تلك التنظيمات بتأنى حتى لا يحططب الثوار بدابى وهذا مثل (ما تحطب بدابى) احفاد الانترنت وخاصة ابناء المركز لايعرفون معنى هذا المثل لانهم لايعتمدون على حطب الوقود,فالتحطيب هو جمع افرع او سيقان الاشجار بغرض استخدامها لوقود النار للطهى وغيره ويضاف لتك الاغراض غرض اضافى فى غرب السودان وهو استخدامها كاضاءة لقراة القرآن فى الخلاوى التى انتشرت منذ ان خُدِع اهل الهامش من قِبل السادة (سابقاً) المهديين بأن لا يقدموا على تلقى التعليم المدرسى بحجة انها تقود الى الكفر باللة وبالمقابل ابناء السادة يُبعثون الى بريطانيا وفرنسا لدراسة الاقتصاد والسياسة والقانون ليصحى ابناء الهامش ليجدون انفسهم داخل الخلاوى والمساجد يُلقنون من تعاليم الدين ما يتماشى ومصالح السادة وبالمقابل الاخرين يحوزون على موارد البلاد، واستسلم هؤلاء المغلوب على امرهم بأن الله يعطى ما يشاء لمن يريد.لنعرج قليلاً الى الآثار البيئية فقط التى ترتبت على تشجيع الخلاوى فى غرب السودان والتقدير متروك للقارىْ كم من اشجار تقطع يوميا اضرب الناتج فى 360 ثم فى 100 فقط فتوقع كم شجرة قطعت واسقطه على ازالة غطاء نباتى فكم تقدر المساحة التى تصحرت بسبب التعرية، وبالتالى فقدان خصوبة الارض، الذى بدوره يؤدى الى تدنى أو انعدام الانتاج الزراعى، وتأثير ذلك على الاقتصاد المحلى ثم القومى.ومع ذلك كله يقول المثل اذا ذهبت لجمع الحطب عليك التأكد من ان الاخشاب التى تجمعها خالية من الدابى اى عليك ان تتفحصها قبل ربطها بالحبل لتضعها على رأسك، ففى حالة عدم تفحصها احتمال الاحتطاب بالدبيب وارد بنسبة كبيرة وفى منتصف الطريق قد تتعرض على لدغة الدابى واغلب تلك الدبيب تحمل سموم قاتلة والرأس من اهم اجزاء الجسم حساسية فمصيرك الموت أو اقلاه اختلال العقل وهذا ما نخشاه للسودانين، لأن الثعابين كثيرة وتتخفى ولكن بعضها ظاهرة للعيان فالمطلوب توخى الحيطة والحظر لأن السميات حتى اذا اصبحت اليفة فهى يوماً ما سوف تغدر بألانسان.
اخيرأ ما يدعونا الى الشفقة هوان تكونوا على ظهر مركب واحد وتقصدون اتجاهات شتى حتماً لن تصلوا.
عبدالعزيز يحيى (دانفورث)
[email protected]
20/1/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *