صرخة الاطفال في نيالا
أشعة الشمس الحارقة تكوي جباههم ،
الظمأ و الجوع يؤرقان أحشائهم ،
صرخوا ، صرخوا و صرخوا …
طلبوا النجدة ،
فاتتهم كلاب الجزار المسعورة وهشمت رؤوسهم ،
هكذا يصمت الجزار أصوات الاطفال و اصوات الابطال.
يسبح بيده اليمنى ، يعذب و يقتل بيده اليسري ،
يتسحر و يفطر بدم الشهداء.
قلبه من حديد ،
لا يعرف الرحمة و لا الشفقة
و لكنه يخشي الموت لانه
جبان!! رعديد!!.
أنين الشهداء في أذنيه ليل نهار
ثلاثة ملايين في حرب الجنوب ،
نصف مليون في دار فور
ألاف المعذبين في بيوت الاشباح .
جماجمهم معلقة في جدران القصر ،
في كل ليلة تتلاطم كالأمواج و
تندفع نحو سرير المشير الرقاص ،
يطيح علي الارض كالمصروع
و يصيح المزعور كالكلب المسعور
حتي مطلع الفجر و تتوالي الليالي…
جئتم علي ظهر دبابة لانقاذ ام السودان المريضة ،
و لكنكم كالذئاب
المتنكرة في جلد الغنم ،
منافقون بلا حياء و لا اخلاق.
إغتصبتموها ، قتلتم و هجرتم ابناءها ،
سرقتم مالها و جواهرها و
تركتموها بلا شرف تنوح وتبكي ما ضيها ،
تحكمتم علي خيرات الوطن انتم وزويكم
والطفيليين الذين يقتاتون
من فضلاتكم كالدجاج حولكم.
تدعون الاسلام و انتم اباطرة الروم.
وا حسرتاه!! كل الدول تنظر إليها با ستحقار
وأبناؤها المهاجرون مرغمون
تها فتوا علي الجنسيات الاجنبية.
و احفادها يتكلمون الانجليزية،
الالمانية، الفرنسية، الاسبانية…
و لكن لا يجيدون العربية السودانية.
يا طغاة إستيقظوا !!
أنتم محا طون بحزام الثورات ،
لكل خنزير يومه
و الشعب منتصر!!
لا محالة ، عا جلا ام اجلا .
(1)
لكل خنزير يومه، يوم سان مارتين. هذا مثل شعبي إسباني. يعني أن
كل طاغية مهما كبر جبروته سيأتي اليوم الذي ينتزع منه الحكم.
بشارة احمد جمعة
مهندس، كاتب ومناضل من اجل الديمقراطية