صدق الرئيس البشير و لم يكذب الدكتور الترابي .. تباً للغرابي الفحل
بقلم / الصادق ضرار
[email protected]
الرئيس البشير عبر عن نفسه المريضة وتربيته المهزوزة بصدق عندما أطلق العنان للسانه صادحاً : الغرباوية تتشرف ان ركبها الجعلي وهو قول مُعتاد ان صدر من العوام والصعاليك . هذه العبارات التافهة ومكنوناتها العنصرية ضاربة الجذور في كل المجتمعات البشرية شرقاً وغرباً .. الزول ده ودَر ( ضاع ) فحل .. هي الإجابة المنطقية البسيطة بحسب فهم السكان في غرب السودان للابن الذي يتزوج من البندر (الخرطوم) وبالضرورة الزوجة من خارج منظومة الأقرباء والأهل حيث ينسى أقرباءه . كنت اعتقد ذلك كغيري واعرف ولد سالم جارنا الذي ودر فحل فيمازح الجيران والده بالسؤال عن أخبار ابنه قائلين : الفحل أخباره شنو ؟ ! .. إلى هنا تبدو الأمور عادية وقد تغيرت المعادلة لي عندما اكتشفت ان الحب الذي ينشأ بسبب الصداقة والزمالة في الدراسة والعمل هو الدافع الحقيقي لذلك النوع من الزواج وليس لفحولة الغرابي كما في المخيلة الغرباوية لأبناء تلك الناحية من السودان .
لم يكذب الترابي في حديثه المنسوب للرئيس البشير , بل صمت مؤسسة الرئاسة بمستشاريها الكُثر وإعلام الدولة والقضاء المسيس في التصدي للترابي يوضح بجلاء صدق حديث الترابي ومصدره .
الغريب في الأمر هو صمت أهل غرب السودان في الذود عن العرض والشرف الذي هتكه رئيس الدولة فعلاً وقولاً بعد مضي أسبوع بالكمال من كشف الترابي لذلك الغثاء , حيث توقعت ان تتقدم منظمات المجتمع المدني والحركات المسلحة منها والسياسية والتجمعات الثقافية .. توقعت ان تتقدم تلك الجهات بمذكرة لرئاسة الجمهورية تطالبها بنفي او تفسير وتوضيح ما صدر عن الدكتور الترابي .. توقعت ان تعلق حركة العدل والمساواة والحركات الأخرى منبر الدوحة حتى تجد تفسيراً لما صدر .. بل ذهبت بعيداً واعتقدت ان السيد / مني اركو مناوي كبير مساعد الرئيس البشير سيعقد مؤتمراً صحفياً من مقر إقامته بجوار قصر الرئيس يطالب فيه رئيسه بتوضيح ما يجري … توقعت واعتقدت كل ذلك وكثير من ردود الأفعال .. توقعت ان تتقدم ميارم المؤتمر الوطني وصاحبات قدح السلطان بالفاشر ونيالا والجنينة لرئاسة الحزب لاستبيان حقيقة الأمر بعد ان سكت الرجال عن العرض والشرف .. غير ان الهوان الذي ضرب جسد غرب السودان بلغ حد السكوت عن شرف وعرض النساء ومن يهن يسهل الهوان عليه .
السكوت يعني القبول بالأمر والارتضاء له … لا يمكن الاكتفاء بوصف الرئيس بالسفيه بل يجب المطالبة بتقديمه للمحاكمة وان الجهة المنوط بتلك المطالبة هي تجمعات أبناء الغرب السياسة والعسكرية والمدنية وكذلك من مسؤولية الشخصيات التي ارتضت غمار العمل العام مع الإشارة الى ان المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق هيئة محامي دارفور .