بشير بكار – عقل متمرد – وقلب حنين !!

شير بكار – عقل متمرد – وقلب حنين !!
عزائى ان المرحوم بكار قد شهد بشائر الثورة السودانية الثالثة
لن نسمح لانفسنا بان تشغلنا قضايا دعم الثورة السودانية  عن العناية بالمناضلين الشرفاء من امثال المرحوم بشير عيسى بكار —  الذين كرسوا حياتهم كلها – حتى اخر نفس من حياتهم فى سبيل استعادة الديمقراطية  — وتوطين الديمقراطية وجعلها مستدامة كما التنمية  — فقد كان المرحوم بكار من المؤسسين لحركة التجمع الوطنى الديمقراطى فى امريكا من اجل استعادة الديقراطية  — وشاهدنا هو ان العناية بالشهداء والمناضلين الشرفاء الذين قضوا نحبهم وهم يناضلون من اجل الحرية – واستعادة الكرامة للانسان السودانى لهى جزء اصيل من العمل الثورى.
 بشير بكار – عقل متمرد – وقلب حنين:
 المرحوم بشير بكار انسان مسكون بالرغبة فى التغيير – وقد حباه الله الصبر والجلد – فهو لا يعرف الياس ولا الهزيمة – والتزامه للفكرة الجمهورية منذ ريعان شبابه يدل على استعداد فطرى للمساهمة فى التغيير – ونستشف عقليته المتمردة من خلال مدخله على الفكرة الجمهورية الذى كان عبر كتاب ثورى عنوانه (الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين) —  فقد قرا المرحوم بكار هذا الكتاب الصدامى واقتنع بفحواة والتحق على الفور بالجمهوريين حسب رواية د عمر القراى (استاذ جامعة النشاط المفتوحة لكل كليات جامعة الخرطوم) – فاذا كانت الفكرة الجمهورية كلها تمثل حركة فكرية متمردة على الجمود الفكرى منذ منشور (لقد استدار الزمان كهيئته يوم خلق الله ادم دودة بين  الماء والطين  — الى قوله لم تعد الطرق الطرق —  ولا الملل الملل منذ اليوم) – فان كتاب (الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لانسانية القرن العشرين ) والذى قاد الى الصدام مع التيار السلفى كله انذاك – وقاد الى محكمة الردة فى 18 نوفمبر 1968 يمثل نقلة نوعية فى التمرد على الجمود الفكرى الذى كان يسعى الى تجسيد رؤاه المتخلفة فى الدستور الاسلامى خلال حقبة ثورة اكتوبر.
وشاهدنا هو ان انخراط المرحوم بكار فى الفكرة الجمهورية من مدخل هذا الكتاب المتمرد يكشف عن ذهنية بكار المتمردة – وهى الحالة التى لازمته طيلة حياته – وحملته ليكون احد اقطاب التجمع الديمقراطى  — ودفعته  للعمل الوطنى المستمر فى اطار مؤسسات المجتمع المدنى السودانية  الامر الذى وصلة الى قيادة حركة (حق) عن جدارة واستحقاق.
 يتجلى طيب معشر فقيدنا بشير بكار وسمو انسانيته فى انه كان الشخص المناسب لمرافقة (عم طه عبدالعزيز) فى رحلة علاج للقاهرة  ليقوم بممارضته والعناية به وخدمته – للحقيقة مجتمع الجمهوريين يتميز بانه (حنيين) – ولكن بشير بكار مدرسة خاصة من المودة والاخوة الصادقة.
عزائى ان المرحوم بكار قد شهد بشائر الثورة السودانية الثالثة:
يعزينا ان المرحوم بكار قد شهد ارهاصات الثورة السودانية  — وحضر مظاهرات طالبات جامعة الخرطوم (بنات البركس)  التى اشعلت فتيل التورة  — وعليه فقد مات المرحوم بكار وهو اكثر يقينا بان دولة الظلم لن تدوم – واكثر يقينا بان الشعب السودانى لن يستكين لعصابة الانقاذ —  لقد قرت عين بكار برؤية بشائر النصر للشعب السودانى على نظام الانقاذ الاستبدادى الفاشى الدموى.
عزائى مجددا  لكل الاخوان الجمهورين الذين الهمهم المرحوم بشير بكار بفكره الوقاد – وذاقوا على يديه طعم الاخوة والمودة والحنان — وكل القيم الانسانية الفاضلة —  وعزائ للاخت الزميلة زينب الحاج ارملة المرحوم بشير بكار —  ولاولاد المرحوم النابغين – حفظهم الله من كل شر – وعزاء للاستاذ خالد الحاج عبدالمحمود وكل الاسرة – وللاخ حمد بكار والاسرة.
ابوبكر القاضى 
الدوحة
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *