حسن اسحق
زنقة زنقة وزقاق وزقاق،حان الرحيل وحان الفراق، بن علي هرب ، ياكيزان يومكم اقتراب،هذه اغنية لفنان الراب السوداني ايمان ماو. وكلماتها تعبر عن المأزق الذي فيه نظام المؤتمر الوطني، ان النظام يعيش في ايامه الاخيرة، انه يحتضر في اخر الانفاس، انها سكرات الاحتضار، وحفر قبره بيديه، يجيد الحرب والحشد العسكري، ويفشل في ادارة اقتصاد البلاد، يجيد تجييش القبائل لتحارب بعضها البعض، ويفشل في ايجاد الصلح بينها، يعطيها الرصاص، ويرفض اهداءها الكتب، يغني لهم اغاني الحرب، وطبول الفزع، ويمنع عنهم كلمات السلام والمحبة. ان زيارة امير دولة قطر للسودان، تقول الحكومة انها زيارة لتحسين العلا قة بين الدولتين في الجوانب الاقتصادية والسياسية. انها زيارة لدعم الاقتصاد السوداني الذي اصبح جثة هامدة، بفعل الحرب والتسليح والتجييش، انها الدولة الوحيد التي تشتري السلاح من ايران،وفتح حدودها لدخول السلاح الي قطاع غزة والجماعات الجهادية في مصر، وحدودنا اصبحت معابر للارهاب والجماعات المتطرفة. ان قطر تشعر بالعزلة الخليجية جراء مقاطعتها من السعودية والامارات والبحرين، ورفض الدول الدعم القطري للجماعات الاسلامية، من الاخوان المسلمين وداعش والنصرة وحزب الله، ودعمها ماليا واعلاميا عبر قناة الجزيرة القطرية المتنفس للارهاب الاسلامي في العالم، ورفض قطر دعوات الاخوة الخليجية بلعب دور ايجابي. فقطر التي بدأت تشعر ان حجمها الصغير صار كالفيل، وتظن انها اللاعب الاكبر في المنطقة، وعليها ان ترث من السعودية قوتها في المنطقة. ان الشعور بالعزلة، جعلها تتجه صوب السودان، باعتباره مكب للنفايات السامة، وتفريغ الجماعات المتشددة، وامتلا كها للمال واقتصادها شبه المنتعش، ادرك امير قطر ان حكومة السودان في ظل نظام كهذا، يمكن اغراءه بأي ثمن، مادام يعيش العزلة وقاطعته دول خليجية كالامارات والسعودية، وهي انتكاسة ثانية بعد انقطاع نفط جنوب السودان من التصدير عبر ميناء بورتسودان، وكان يمثل الرافد الوحيد للعملة الصعبة. ان الاهداء القطري حفنة مليار، لانعاش اقتصاده من الموت الاكلينكي، ليس حلا لجذور الازمة المتمثلة في الحرب، والصرف البذخي لمؤسسات لا تنتج، بل تستهلك المال، وتظل الاساسيات من تعليم وصحة هشة تنهار في اي وقت. ان الدعم الدولاري، لن ينتفع منه اي سوداني، سيوزع بينهم، او يشتري به سلاحا.انه الدولا ر الذي يساهم في شراء الطائرات الحربية، والعربات ذات الدفع الرباعي، والغاز المسيل، انها الحقيبة التي تحمل بداخلها موت السودانيين
[email protected]