نيالا – عماد ابوشيبة
أصيبت عاصمة ولاية جنوب دارفور (نيالا) ليلة أمس الأثنين 20 /8 /2012م بشلل «شبه تام»، بعد ما تعرضت إلى هطول أمطار غزيرة استمرت، بشكل متصل، نحو 10 ساعات. وتسببت الأمطار في انهيار عدد من أبراج الاتصالات المثبتة على قواعد خرسانية واسمنتية قوية وعميقةعندما جرفتها المياه الغزيرة بعيدا .. وسجل المواطنون بلاغات بانهيار عدد من المنازل في الأحياء الطرفية في مدن نيالا. كما انهارت بعض المدارس وغمرت المياه البعض الآخر.. وأدت مياه الأمطار إلى تعطيل الاتصالات وانقطاع التيار الكهربائي داخل عاصمة الولاية وضواحيها ..ولم يتمكن أغلب المواطنين من زيارة آهاليهم في ثاني أيام العيد بسبب غمر المياه للأحياء التي يسكنونها، بسبب سوء التصريف داخل الأحياء، كما توقفت تقريبا حركة المواصلات تمام داخل المدينة ، وبدت شوارع نيالا شبه خالية من السيارات، فيما شوهد سكان في الأحياء بالعشرات وهم يخرجون المياه من داخل منازلهم إلى الشارع، وآخرون يحاولون جاهدين منع المياه من الدخول إلى منازلهم بعد أن غمرتها المياه ولم تجد طريقها إلى التصريف نحو الوديان ومجاري التصريف. وتحدث السكان بسخط عن ما يسمونه فشل السلطات في الولاية في خلق المنافذ الجيدة لتصريف المياه، وطالب بعضهم بمحاسبة المسؤولين عن تخطيط وتعمير المدن، وتحدثوا عن ما يعتبرونه أخطاء كبيرة في تنفيذ بعض المشاريع، مما يؤدي إلى إغلاق الشوارع ومصارف المياه، وبالتالي تهديد منازلهم بالانهيار وشل حركتهم، مع هطول أي أمطار. وصحبت الأمطار زوابع رعدية، ورياح عاتية اجتاحت بعض المواقع، وحسب المسؤولين فإن معدل الأمطار التي شهدتها نيالا ليلة أمس تعد الأعلى من نوعها ..حيث تراوحت ما بين 57 ـ 60 ملم. وقال المسؤولون إنها امتدت في مساحات شاسعة خارج الولاية… جدير بالذكر أن التربة في نيالا تتنوع ما بين تربة رملية وتربة طينية وإن كانت التربة الرملية هي السائدة ولولا ذلك لغرقت المدينة تماماً.. جعلها الله امطار خير وبركة.. وأعان المواطنين على قضاء أيام العيد حبيسين في منازلهم بسبب الانهمار المتواصل للامطار..