كشف مصدر مطلع وموثوق حسب صحيفة (حريات) عن فضيحة فساد جديدة بطلها عبد الله البشير – شقيق عمر البشير – للإستيلاء على (100) مليار جنيه من أموال المانحين بصندوق إعمار شرق السودان ، الأسبوع الماضي .
وقال المصدر الموثوق إن تفاصيل عملية الفساد تكمن في قيام مسؤولين وشركاء في الفساد بصندوق إعمار شرق السودان في إصدار قرار بايلولة عطاء لتشييد مائة قرية نموذجية في الشرق لصالح عبد الله البشير بإسم مجموعة (الزوايا) التي يمتلكها عبدالباسط حمزة شريك أسرة البشير في الفساد.
وقال المصدر ان مجموعة (الزوايا) لم تكن ضمن الشركات التي تقدمت للمنافسة علي العطاء الذي شارك فيه عدد كبير من الشركات المحلية والأجنبية.
وأكد المصدر ان مجموعة (الزوايا) فرضت نفسها تحت ضغوط كبيرة مورست من قبل قيادات (عليا) في الدولة لصالح عبدالله البشير .واوضح ان قيمة بناء القري النموذجية ستكلف مالا يقل عن مائة مليار جنيه مدفوعة عبر صندوق الدعم الكويتي وعدد اخر من المانحين الذين يمولون عملية إعادة إعمار الشرق كجزء من الإلتزامات المسبقة تجاه إتفاقية شرق السودان.
وأكد المصدر علم عدد من قيادات شرق السودان المشاركين في حكومة عمر البشير بأمر صفقة الفساد لكنهم لم يستطيعوا أن يحركوا ساكنا لإعادة الأمور الي نصابها.
وحسب كراسة المناقصة التي لم تدخل فيها مجموعة (الزوايا) يتضمن إنشاء القرى عمليات البناء والتشييد والبنيات التحتية من رصف للطرق المؤدية اليها إلى جانب خدمات الامداد الكهربائي والمائي وانشاء المدارس والمستشفيات ، وتحسين مستوي المعيشة عن طريق أيجاد فرص عمل لسكان القرى النموذجية في الزراعة وبعض المشروعات الصغيرة الاخرى .
وسبق وقال عمر البشير خلال اجتماعه مع (الهيئة البرلمانية) لنواب المؤتمر الوطني ، أمس الأول ، : كلَّ من يمتلك وثائق تثبت تورط أي مسؤول سابق أو حالي أن يقدمها ، وسنحاسب كل من يثبت تورطه في (أكل) حق عام) !
كما سبق وحاول البشير بعد ثورات الربيع العربي تحسين صورته باعلان حملة للحرب علي الفساد ، واوردت (حريات) حينها بان مكان اعلان الحملة – مسجد آل البشير بكافوري وقد بني علي الفساد – يؤكد بان الحملة حملة علاقات عامة لذر الرماد في العيون.
ولاحقا حين بدأت تنشر تقارير الفساد بكثافة ، واتضح بان مركز الفساد الرئيسي مرتبط بعمر البشير وأسرته ، بدأ في كفكفة الحديث عن الفساد ، وعين احد كبار المفسدين ( ابو قناية ) من ذوي الصلة بفساد اسرته كرئيس لآلية مكافحة الفساد .
والفساد في الانقاذ فساد مؤسسي وشامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وبكونها ترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد .
ويجد فساد الانقاذ الحماية من رئيس النظام الذى يشكل مع اسرته اهم مراكز الفساد ، كما يتغطى بالشعارات الاسلامية ، ولذا خلاف ارتباطه بالمؤسسات ذات الصبغة الاسلامية كالاوقاف والزكاة والحج والعمرة ، فانه كذلك فاق فساد جميع الانظمة في تاريخ السودان الحديث ، وذلك ما تؤكده تقارير منظمة الشفافية العالمية – السودان رقم (173)من(176) بحسب تقرير 2012 ، كما تؤكده شهادات اسلاميين مختلفين.
وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما أسوأ من الشياطين..! انتهى.
إلى ذلك أفادت مصادر الراكوبة من الخرطوم بأن عبد الله البشير بدأ منذ فترة تشييد قطعة أرض في مطار الخرطوم تعد الأغلى في العاصمة؛ وتلاصق هذه القطعة شركة السهم الذهبي التي تفتح في شارع افريقيا من الناحية الشرقية. ورجحت المصادر بأنها لاحدى شركاته الجديدة.