بسم الله الرحمن الرحيم
اخى القارئ الكريم هل تعلم ان الموظف السودانى بات يخرج من منزله فى الصباح الباكر قبل قيام الاولاد من النوم ليس حبا وتفانيا في عمله ،كلا ولكن لأنه لا يوجد شاي الصباح فى المنزل ولاتوجد سندويتشات الفطور لتلاميذ المدارس ورياض الاطفال ،يخرج الموظف المغلوب على امره ويترك الاجتهاد فى تلك الامور للزوجة الصبورة والتي فى الغالب ما تقوم بعمل نشا من باقي عجين الامس بدون سكر، تكتفي الزوجة الصبورة بالملح على النشا وتوزعه بالكباية على الاطفال يشرب بعضهم ويرفض بعضهم والام تقول لهم وعيونها غارقه في بحر من دموع الاسف بأنه هذا هو فطوركم اليوم وبابا بعدين سيأتى ومعه كل حاجه ،هذا الوالد الموظف السودانى يخرج واولاده فى هذه الحاله فتراه شارد الذهن جاحظ العينين لايرمش ولا يرى تلك السياره او هذه التى تمر فى الاتجاه المعاكس (فهو ميت لم يقبر)وكثيرا ما نجد ان صاحب العربه يتوقف وان الموظف السودانى هو الذى يصدم العربه وهى متوقفه ،حينها يتحوقل الموظف ويستعيذ بالله من االوضع ومن الحكومه ومن وزير الماليه ويقول اعوذ بالله منهم لقد اعمونا واعيننا مفتحه وجوعونا ونحن نسكن سله غذاء العالم ،افقرونا ونحن من اكبر الدول انتاجا للثروه الحيوانيه والصمغ العربي والفول السودانى يعتذر الموظف لصاحب العربه لانه هو الذى صدم، ويواصل السير لأحد اصدقاءه التجار كى يستجر منه شئ من النقود والمواد ،على مضض يقوم التاجر بإعطائه بعض المواد الا انه يعتذر عن تسليف النقود والسبب في ذلك ان الضرائب والعوايد ودمغه الجريح والخدمة الوطنية وزاد المجاهد والدفاع الشعبي والخريج المنتج وصندوق دعم الطلاب وترعه كنانه والرهد والزكاة وهلمجرا كلهم جاءوا اليوم ، الموظف المسكين لا يجد حتى السلفيه،يعود الى المنزل ولم يتناول وجبه الافطار ليأخذ السرير او التلفزيون ليبيعه في السوق بربع الثمن او بأي حاجه ،هذا الحال في كل ولايات السودان دون استثناء والعجيب قبل ايام سمعت ان احد أصدقائي يرقد في المستشفى فاتصلت عليه قال لي انه اصبح جسد بلا روح ولاعقل وان الحواس عنده تعطلت جميعها ،فبينما هو يسير في الطريق صدم عمود للكهرباء الامر الذى ادى به الى الرقاد بالمستشفى ،هذا هو الحال عند الموظف السودانى فالمسألة دخلت الجيب وحله الملاح وفاتورة العلاج،فالشعب مطالب بالتفكير فى مستقبل البلاد والاولاد وان الركون والخضوع لهذا النظام يعنى المزيد من الإهانة وضياع للوقت والقيم والاخلاق لان هذا النظام بهذه الطريقة ادخل الطبقية البغيضة التي كنا نسمع بها ،كيف لا والوزراء والحاشية يتبارون في بناء القصورفي داخل وخارج البلاد وشراء العربات بالموديلات والتنافس في الزيجات السرية والعلنية ،ولاستفزازنا اكثر يستجلبون العمالة من الخارج ناهيك عن الاختلاسات والرشاوى والمحسوبيه والفواتير الكاذبة وسكرتيرات لا يلبسن الا الشفاف الضيق ،لذلك ايها الأخوة الكرام لابد من مواصله الثوره وبصوره اشد ولتكن هنالك اعتصامات في الميادين وعصيان مدنى لكافه المؤسسات ،اخى الكريم النظام يقصد تماما الحاله الهستيريه التي نعيشها حتى لا نفكر فيه ،فقد اعصب اعيننا بهذا الوضع الاقتصادي الطاحن ووضع امنى مثقل بالجراحات في الهامش وقمع وكبت شديد في المركز لذلك لاخلاص لكم الا الثوره وانتزاع الحقوق ،كان عمر بن الخطاب يقول لقد ولانا الله على الناس لنسد لهم جوعتهم ونقضى عنهم حاجتهم فأن فشلنا تركناهم وشأنهم ،متى يقول عمر البشير مثل ذلك وهل يفكر مجرد تفكير؟
والثوره قادمه قادمه
وانعقيد الشوش الرفعت الرايه
عيسي ابوالليل