أقلام متحدة
بقلم حسن إبراهيم فضل
[email protected]
المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلن عنها في السودان ,وبغض النظر عن حكم الشارع السوداني عليها ما بين مصدق انها محاولة انقلابية فعلية خطط ودبر لها وبين من يكذبها ويضعها في خانة المناورة السياسية للعسكر ومن يصطفون في صفهم من بعض القوى السياسية التي تورط عدد من منتسبيها في المحاولة حسب اعلان السلطات ,اعتقد ان المحاولة اظهرت مدى هشاشة الشراكة وضعف الشركاء سيما المدنيين في تقديراتهم لسير عملية الانتقال والتي جعلت الخلافات المستترة تطفح الى السطح بصورة مؤسفة ومخيفة وبصورة يتطلب معها مراجعة سريعة وشاملة وتقييم موضوعي لتجربة الانتقال وأداء الفترة الماضية ومعالجة الأخطاء ومواجهتها بشجاعة ولابد من الإسراع في إعادة الأمور الى منصة التأسيس وبعيدا عن الانفعال وردود الفعل والتصريحات التي تزيد صب الزيت على النار اكثر من تهدئتها ومازالت الفرصة مواتية لمعالجة التباينات السياسية واسترداد منصة الثورة واستكمال مهام المرحلة الانتقالية بلا تسويف ،حتى لا ينفرط العقد.
ما اقدم عليه الشق العسكري كنتاج لتصريحات بعض القادة المدنيين من سحب التامين من مقر لجنة إزالة التمكين ومن رئيس اللجنة المناوب يعكس بجلاء ان العسكريين لديهم مصلحة ما في السيولة الأمنية والا لا يمكن لأي جهة امنية مسؤولة ان ترفع التامين والحماية عن مؤسسات يعلم يقينا قادة تلك الأجهزة الأمنية انها مستهدفة وبدرجة عالية عن أي من المؤسسات الأخرى وبالتالي هذا الموقف يتطلب محاسبة وطنية وثورية جادة في اطار الشراكة وفي اطار مواجهة الشركاء بعضهم بعضا تثبيتا وتحميلا للمسؤوليات, ولا بد من التأكيد
على ان عملية لاستقرار والمضي قدما نحو انتقال سلس يمر عبر الالتزام بالاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية والعمل على مشاركة جميع الثوار والقوى التي أنجزت عملية التغيير مشاركة حقيقية في العملية ,ولابد من إعادة النظر في واقع الحرية التغيير وما يعانيه من تشظي مخيف ومهدد بالفعل للفترة الانتقالية خاصة ونحن الان عمليا امام اكثر من حرية تغيير ,هناك الحرية والتغيير مجموعة الكتل الثلاث والتي اعلنت عن إعلانها السياسي في الأيام الماضية وعن الحرية التغيير اللجنة الفنية التي ترتب لعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن تحالف للحرية التغيير يدعي أنصارها انها الاعرض والاشمل باستصحابها لمكونات ولقوى كبيرة من الثوار استبعدت او بعدت عن المشهد نتيجة لاعتراضات عن بعض الممارسات التي تخالف بل وتنتهك شعارات الثورة ,فضلا عن قوى أخرى ناهضت النظام وكانت جزء من الثورة كالحزب الشيوعي الذي خرج عن التحالف بمحض ارادتها وأحزاب أخرى أبعدت بمبررات شبهة انها شاركت النظام المخلوع.
أمام هذا المشهد ال/ازوم اعتقد ان على الشركاء مدنيين وعسكريين عليهم ان يبحثوا عن أسباب تمتين هذه الشراكة وتقويتها بعيدا عن المناكفات التي ستجر البلاد والعباد الى منزلق المجهول ,على قوى الحرية التغيير عليها ان تراجع الإعلان السياسي على مستوى المنضويين تحته بتوسيع دائرة المشاركة والخروج من دعاوي ان الإعلان مسنود من جماع القوى السياسية وانها الاشمل وان تفكر جديدا في إدارة حوار جاد مع الجميع وبالجميع من اجل بناء قاعدة ثورية عريضة تحمي الثورة ومكتسباتها وان يتجه الجميع الى استكمال مؤسسات الفترة الانتقالية من المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية وغيرها من المفوضيات والمؤسسات التي ينتظر الشارع السوداني ان تقام لتنجز كلفات مهمة تعتبر اهم شعارات الثورة في العدالة والسلام ,واي حديث خلاف ذلك والتمترس حول من أراد ان يركب معنا والا فالطوفان هذها سيعيد انتاج الازمات من جديد وسيسهم في توسيع وتشرذم الجبهة الداخلية.
وعلى المكون العسكري ان يعي ان البحث عن المواطن الحقيقي الذي يرددها القائد العام ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح ابرهان والذي قال انهم كمكون لا يتعاملون مع أحزاب صغيرة ولكنهم سيتعاملون من الان مع المواطنين الحقيقين , اعتقد أي مواطن سوداني بالضرورة هو مواطن حقيقي وعلى رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش ان يعلم انه يمثل الوطن وعزته وكرامة مواطنيه واي حديث يخرج عن هذا الصياغ غير مقبول
يجب ان يعلم شركاء الفترة الانتقالية انه لا مناص من الشراكة الا الشراكة وان يتركوا المثالية المفرطة في تقدير المواقف والذي ظهر جليا من خلال الازمة الأخيرة , لا يتصور المدنيين ان الفترة الانتقالية ستمر بسلاسة كما يتصوره البعض الفترة ستكون محاطة بكثير من التحديات ووجود كثيرين ممن تتعارض مصالحهم مع الانتقال والتغيير بشكل أساسي وبالتالي لا بد من النظر بواقعية للامور .
على رئيس مجلس الوزراء ان يسعى بجد وورد عبر وسائل اعلام انه يقود الان مبادرة ومشاورات واسعة لرأب الصدع بين المكونين العسكري والمدني عليه ان يستمر بجد في هذا المنحى وان يعزز حديثة في حفل الإعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير (الكتل الثلاث ) والذي أشار الى غياب قيادات مؤثرة عن المشهد عليه ان يبحث بجد الى ضم تلك القوى وان يبذل كل ما في وسعه الا ينتظر ان تعلن أي قوى عن منصة جديدة وان يسعى الى جمع الكل في منصة واحدة حتى اذا تطلب الامر الغاء الإعلان السياسي الذي وقع الأسبوع قبل الماضي.
بقلم حسن إبراهيم فضل
[email protected]