شرطة مكافحة الشغب السودانية تمنع تجمعا للمعارضة وتعتقل العشرات في الخرطوم

شرطة مكافحة الشغب السودانية تمنع تجمعا للمعارضة وتعتقل العشرات في الخرطوم

البشير يبحث في مصر وحدة وادي النيل وتفعيل الحريات الأربع بين البلدين
الخرطوم: فايز الشيخ لندن: «الشرق الأوسط»
منعت شرطة مكافحة الشغب أمس مظاهرة للمعارضة المناهضة للحكومة في الخرطوم وأوقفت العشرات وضربت آخرين. وقد انتشر نحو 500 عنصر من شرطة مكافحة الشغب في ساحة أبو جنزير بوسط الخرطوم بعد أن دعا تحالف من أحزاب المعارضة للتظاهر.

ومع وصول المتظاهرين إلى الساحة بدأت الشرطة في ضربهم بالهراوات وأوقفت عشرات منهم، بينهم الأمين العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد. وأفادت مصادر من المعارضة أنه تم توقيف 3 شخصيات آخرين في منازلهم باكرا صباح اليوم، بينهم زعيم حزب البعث محمد ضياء الدين.

ويضم تحالف المعارضة الذي رفض الاثنين الماضي التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير، حزب الأمة والحزب الوحدوي الديمقراطي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الزعيم الإسلامي حسن الترابي المسجون اليوم بعد أن كان العقل المدبر للنظام. كما يضم الحزب الشيوعي وحزب البعث، إضافة إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، وحركة التمرد السابقة التي تترأس اليوم حكومة جنوب السودان شبه المستقلة.

وقال المتحدث باسم هذا التحالف فاروق أبو عيسى أثناء تجمع في الخرطوم: «إن الطريقة الوحيدة للتقدم هي الخروج إلى الشوارع والمطالبة بتغيير النظام». وقال أبو عيسى لـ«رويترز» قبل الاحتجاجات: «الرسالة هي أن شعب السودان سيواصل النضال بالطريقة نفسها التي اتبعها الشعبان المصري والتونسي لإعادة الديمقراطية».

وقد أوقفت الشرطة السودانية الثلاثاء الماضي 40 سيدة كن يشاركن في مظاهرة جرت إثر اتهامات أطلقتها ناشطة في المعارضة، قالت إنها تعرضت للاغتصاب الشهر الماضي من قبل عناصر من أجهزة الأمن بحسب شهود. وأشارت صحيفة «الرأي العام» المؤيدة للحكومة إلى توقيف 29 شخصا فقط بينهم 25 سيدة، مضيفة أنه تم إطلاق سراحهن جميعهن. وكان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير قد حذر في وقت سابق من أن التظاهر سيكون غير قانوني. ونقلت وسائل إعلام حكومية عن نزار محجوب، العضو البارز بالحزب الحاكم، اتهامه لمنظمي الاحتجاجات بمحاولة إشاعة الفوضى في البلاد.

وقالت مريم المهدي، من حزب الأمة المعارض قبيل الاحتجاج، إن هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية، وأن المعارضة في الوقت الراهن تمضي الكثير من الوقت في الحديث إلى الإعلام وعقد الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحافية.

وأضافت مريم، وهي ابنة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، أن هناك فوضى كاملة وفشلا كاملا في السودان وأن الشعب فقير وليس له صوت مسموع والحياة صعبة على غير أعضاء الحزب الحاكم.

إلى ذلك، كشفت مصادر صحافية أن الرئيس عمر البشير بحث في القاهرة وحدة وادي النيل بين مصر والسودان، بعد أن حذر من تقسيم البلدين إلى 8 دويلات. واختتم الرئيس البشير أمس زيارة إلى القاهرة استمرت يوما واحدا التقى خلالها رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي والقيادة الجديدة. وقال وزير الخارجية السودانية علي كرتي «إن العلاقات السودانية – المصرية دخلت مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق»، مشيرا إلى أن «المباحثات تناولت الأمن الغذائي والتعاون السوداني – المصري بشأن اتفاقية مياه النيل وتنسيق المواقف بشأن ليبيا». بينما شدد الرئيس البشير على ضرورة تفعيل «اتفاقية الحريات الأربع التي كانت نتاجا لمبادرة سودانية قام السودان بتنفيذها كاملة خلال المرحلة الماضية. وتشمل الحريات السفر والإقامة والعمل والتملك في القاهرة والخرطوم. إلى ذلك، بعث مبارك الفاضل نائب رئيس حزب الأمة القومي برسالة إلى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي للثورة الليبية جاء فيها «نزف إليكم تأييدنا المطلق لثورة الشعب الليبي البطل المباركة على التسلط والديكتاتورية وحكم الفرد والأسرة مع تعازينا القلبية لكم وللشعب الليبي عبركم في الشهداء الأبرار الذين سقطوا في أنبل المعارك وهم يدكون حصون الظلم والتسلط من أجل الحرية والكرامة. إن إخوتكم في السودان يعيشون نضالكم لحظة بلحظة، وهم يواصلون نضالهم للتخلص من ديكتاتورية عقائدية غاشمة جثمت على صدورهم عقدين من الزمان».
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *