لندن: مصطفى سري
دعا شباب الثورة السودانية على موقعهم على الإنترنت السودانيين للخروج اليوم تحت شعار «جمعة لحس الكوع»، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية، وللمطالبة بالتغيير. ويتوقع أن تشهد مدن سودانية عديدة مظاهرات سلمية، فيما شهدت ضاحية حلة كوكو بالعاصمة الخرطوم، مظاهرة أمام كلية البيطرة أمس، فيما خرجت مظاهرات في كسلا بشرق السودان. وتشير تقارير إلى أن رجال الأمن و«الرباطة»، وهو الاسم السوداني الذي يقابل الشبيحة والبلطجية في بلدان عربية أخرى، يجوبون شوارع الخرطوم.
وتدخل المظاهرات الاحتجاجية في السودان أسبوعها الثاني، ودعا نشطاء الثورة السودانية إلى أن تكون المظاهرات سلمية. وطالبوا المواطنين بعدم تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة أو حرق الإطارات أو القيام بأي نوع من أعمال الشغب. كما طالبوهم بعدم الاحتكاك مع رجال الأمن والشرطة. وترجع تسمية «لحس الكوع»، إلى مقولة أطلقها مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع، حينما دعا المعارضين للحس كوعهم أولا إذا أرادوا إسقاط النظام، في إشارة إلى استحالة المهمة.
وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاستعدادات تجري وسط قطاعات واسعة من الشعب السوداني للمشاركة في تظاهرات اليوم. وقال إن الحكومة كانت تعتقد أن خروج الشعب ضدها ضرب من المستحيل. وتابع «لكن بعد أسبوعين من المظاهرات المتواصلة يبدو أن النظام بدأ في لحس كوعه وليس الشعب السوداني»، مشددا على أن تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض يقف إلى جانب المتظاهرين. وقال إن «المجهود والتعبئة قام بهما الشباب.. لكننا ندعمهم.. ونناشد كل السودانيين المشاركة والخروج في كل مكان للتعبير عن تأييدهم لإسقاط هذا النظام».
وكانت مظاهرات الجمعة الأولى الأسبوع الماضي قد خرجت تحت اسم جمعة «الكتاحة»، والكلمة السودانية تعني «الرياح العاتية المصحوبة بالغبار». ونوه عبد السلام بأنه سيكون هناك وجود أمني مكثف في مواقع العاصمة المختلفة «لإرهاب الجماهير»، وقال إن «منازل القيادات السياسية أصبحت مراقبة على مدى 24 ساعة، وأن سيارات الأمن تتجول في الشوارع والأزقة والأحياء». ومن جهة أخرى، نظام المحامون السودانيون وقفة احتجاجية أمام محاكم الخرطوم وأم درمان هي الثانية منذ اندلاع المظاهرات. وقال أحد المحامين، فضل حجب اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوقفة كانت كبيرة، وعبر خلالها المحامون عن تضامنهم مع المتظاهرين في ممارسة حقهم الدستوري بالخروج للتعبير عن آرائهم. وأضاف أن الوقفة التي أنجزها المحامون أمس جعلت المحاكم تسقط الأحكام الجزافية في مواجهة المتهمين الذين شاركوا في مظاهرات الأيام الماضية. وقال إن أول من أمس شهد أحكاما قاسية، ولم يتوافر للمتهمين حقهم القانوني، وتعرضوا لأحكام قاسية وغير عادلة وصلت في بعضها للسجن شهرا وغرامة تصل إلى ألف جنيه سوداني (ما يعادل 400 دولار)، ومعظمهم طلاب. في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في شمال السودان أرنو نقوتلو لودي، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش الشعبي في ولاية النيل الأزرق والتابعة لحركته تمكنت بعد معارك قتالية ضارية استمرت لأكثر من 48 ساعة من تحرير مدينة الكيلي التي وصفها بالاستراتيجية وتقع على بعد نحو 20 ميلا شمال مدينة الكرمك، ولم يرد تصريح من الخرطوم لتأكيد هذه المعلومات.