نشطاء حقوقيون يطالبون المؤتمرين السودانيين بإنصاف ضحايا الانتهاكات عبر إعمال بند للمصالحة والتراضي
اتجهت أنظار السودانيين صوب مدينة «جوبا» عاصمة جنوب السودان، حيث يلتئم اليوم مؤتمر للقوى السياسية السودانية، ومعظمها من التيارات المعارضة، وسط كرنفالات رسمية وشعبية. وأكملت المدينة استعداداتها لاستقبال قيادات أكثر من 30 حزبا وممثليهم.
وقال مسؤولون رفيعون في الحركة الشعبية لتحرير السودان لـ«الشرق الأوسط» إن الترتيبات تمضي كما خطط لها، وبددوا أي احتمالات لتأجيل المؤتمر للمرة الثانية، وتحولت الحركة إلى ساحة معارك إعلامية طاحنة بين مؤيدي المؤتمر وهم: الحركة الشعبية وأحزاب المعارضة من جهة، وبين معارضي المؤتمر وهم: حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير وأحزاب أخرى مشاركة في الحكومة، من الجهة الأخرى.
وأعلن حزب البشير وأحزاب موالية له قدرت بنحو 40 حزبا عرفت باسم «أحزاب حكومة الوحدة الوطنية» مقاطعة المؤتمر، بعد أن اعتبروا المؤتمر منبرا للمعارضة، يهدف إلى محاكمة نظام «حكم الإنقاذ»، حكم الرئيس البشير. وكانت هذه المجموعة أعلنت من جانبها عقد مؤتمر مماثل في المدينة ذاتها بنهاية سبتمبر (أيلول) الجاري، فيما نظر إليه المراقبون بأنه قطع للطريق أمام مؤتمر جوبا المعلن مسبقا، كما قاطع مؤتمر جوبا الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة محمد عثمان الميرغني، غير أنه كلف ممثلا لزعيم الحزب بحضور المؤتمر، فيما لم تتأكد بعد مشاركة الحركات المسلحة في دارفور في المؤتمر.
وقال إن من بين الأحزاب الرئيسية المشاركة حزب الأمة المعارض بزعامة الصادق المهدي، حيث تأكدت مشاركته في المؤتمر، وحزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي «مشارك»، والحزب الشيوعي بزعامة محمد إبراهيم نقد «مشارك». ونوه ماثيو بأن «حزب المؤتمر الوطني الحاكم أعلن مقاطعته للمؤتمر إعلاميا ولكن حتى الآن لم يصلنا منه خطاب مقاطعة رسمية منه للمؤتمر، وترك الناطق باسم الحركة الشعبية الباب مفتوحا لكل القوى حتى المؤتمر الوطني للمشاركة في أي لحظة. واستغرب ماثيو أن «المؤتمر الوطني طلب قبل أسبوعين تأجيل المؤتمر إلى موعده الحالي كفرصة لتحديد أمر مشاركته فيه من عدمها، وقد استجبنا للطلب، ولكنه الآن أعلن مقاطعته من دون أن يبلغنا بها رسميا مثلما طلب التأجيل رسميا». وحول مشاركة الحركات المسلحة في دارفور في المؤتمر قال ماثيو إن الدعوة موجهة لكل الحركات، ولكنه «في هذه اللحظة لا يستطيع أن يعدد الحركات التي أعلنت. في غضون ذلك، قال مالك عقار القيادي في الحركة الشعبية ووالي ولاية «النيل الأزرق» جنوب الخرطوم سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية، ونائبه الدكتور رياك مشار، إن هناك مباحثات تجرى مع الرئيس عمر البشير، رئيس المؤتمر الوطني، حول إقناعه بالمشاركة في مؤتمر جوبا. وأضاف في مؤتمر صحافي في الخرطوم إن المؤتمر الوطني لم يؤكد حتى الآن مشاركته من عدمها، لكن المساعي جارية لإقناعه بالمشاركة مع الأحزاب الأخرى.
وقال عقار إن سلفا كير سيلقي خطابا يتوقع أن يحوي حلا عاجلا لقضية دارفور والإجماع الوطني والتحول الديمقراطي والسلام، بجانب الأزمة الاقتصادية. وأضاف أنه ستكون هنالك خطابات لكل الأحزاب المشاركة تتضمن القضايا التي يرى الحزب أنها مهمة، حسب عقار.
وكشف أن كل حزب سيقدم رؤيته لتكوين لجان تناقش الأجندة، وقال إن اجتماعهم بالقوى السياسية أمس هو جلسة إجرائية تتضمن التوافق العام حول الأجندة والآليات.
وقبيل المؤتمر بساعات رفع 25 ناشطا في مجالات حقوق الإنسان مذكرة للقوى السياسية المشاركة في مؤتمر جوبا، دعتها إلى «إنصاف ضحايا الانتهاكات في مختلف حقب تاريخ السودان الحديث. في مشهد مواز، أعلنت أحزاب حكومة الوحدة الوطنية الـ40 بما فيها المؤتمر الوطني، أمس، مقاطعتها رسميا لمؤتمر جوبا الذي دعت له الحركة الشعبية.. وقال الدكتور مندور المهدي، مسؤول العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني، إن أحزاب الحكومة لن تشارك في المؤتمر لعدم إشراكها في الأوراق التحضيرية للمؤتمر ومخرجاته، إلى جانب تحفظها على عزل المؤتمر لبعض القوى السياسية، وأضاف المهدي أن الوطني لن يكون جامعا حسبما ذكروا بعد مقاطعة أحزاب الحكومة التي قال إنها تمثل 72% من القوى السياسية في الساحة، ومضى إلى القول «نحن نعلم جيدا مفاد الملتقى وأوراقه ووصفه بمحاكمة الإنقاذ».
مصطفى سري + إسماعيل آدم
الشرق الاوسط