سلام الدوحة…في مهب الريح

سلام الدوحة…في مهب الريح
علي ابوزيد علي
 
اكثر من عام مضي علي توقيع وثيقة الدوحة لسلام دارفور بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور السيسي وتتميز تلك الوثيقة بالشمول والاستجابة والاحاطة لكل موضوعات التفاوض والتي تمثل مطالب اهل دارفور والحركات المسلحة والتي حزت علي مباركة الحكومة وحزبها الحاكم ثمنا للسلام وجاءت الوثيقة مدثرة بمباركة وتاييد المجتمع الدولي والاقليمي ودول اجوار ومن اهم ما تميزت بة وثيقة الدوحة انها ظلت مفتوحة للحركات الراغبة في الانضمام والتوقيع عليها عبر بروتكولات الشراكة مع الدولة
استنادا لتلك الايجابيات التي تميزت بها فقد وجدت تاييدا كبيرا من مختلف قطات المجتمع الدارفوري والذين تم تعريفهم باصحاب المصلحة كم انها استقبلت من اهل السودان بترحاب واسع وامل كبير في تحقيق الامن والسلام وحقن الدماء بين ابناء الوطن ورغم التفلت الزمني البائن في تطبيق الوثيقة وفق الجدول الزمني الموفق وعدم م استباب الامن في المنطقة الا ان التواثق والشراكة البرتكولية بين المؤتمر الوطني الحزب الحاكم وبين حركة التحرير والعدالة الموقعة علي الوثيقة حررت الشراكة شهادة ثقة واطمئنان بين الطرفين هذة الثقة التي جعلت الحركة تستوعب الظروف الاقتصادية والسياسية والامنية التي تمر بالسودان بعد انفصال الجنوب والتوترات التي صاحبت الانفصال وهي مؤداة الي تجاوز الضعف في المحاور الاساسية للاتفاقية واعادة جدولة محاورها والاتجاه من الطرفين لتذليل المعوقات التمولية والامنية التي تقف في وجة سلاسة تطبيق الاتفاقية وبمشاركة اصحاب المصلحة الذين قدموا عدد من المقترحا والقرارات في مؤتمر اهل دارفور الذي انعقد بالفاشر في سبتمبر الماضي
ان الازمة الناشبة بين طرفي الوثيقة نهاية الاسبوع الماضي يوشر الي اتجاة الدوحة الي منزلق فقدان الثقة الثقة التي جعلت الاتفاقية صامدة خلال العام الماضي بامال الاطراف في انها تحقق الامال النعقدة عليها فقد اعلنت الاطراف الحكومية التي تتمثل في قيادات القواتت المسلحة السودانية والاجهزة الامنية المعنية ووالي ولاية شمال دارفور انها احبطت مؤامرة للهجوم علي مدينة الفاشر وانها اشتبكت مع قوات تتبع للجبهة الثورية وكبدتها خسائر في الارواح وبانتصارات القوات علي الاعداء سيرت مدينة الفاشر مسيرات النصر والتاييد ونقلت القنوات الفضائية تاكيدات الوالي عثمان كبر النوايا العدوانية للجموعة المسلحة ومن جانب حركة التحرير والعدالة قامت بعقد مؤتمر صحفي بالخرطوم تحدث فية الدكتور السيسي رئس الحركة والاستاذ ابوقردة الامين العام للحركة ووزير الصحة الاتحادي معلنين عن اعتداء مدبر ضد قوات الحركة في ولاية شمال دارفور من قبل الاجهزة الحكومية الرسمية وجاءت حيثيات المؤتمر الصحفي ان المجموعة التي تمت مباغتتها وقتل افرادها تتكون من ثلاثة عربات ذات الدفع الرباعي وتتبع لقوات حركة التحرير وهي في طواف اداري بعلم الاجهزة والسلطات واستجابت لتوجيهات حرس بوابة كتم بمدخل الفاشر بالتقريش الي جانبها وعدم الدخول للمدينة ومكثت العربة المحملة بالراجمات عدة ايام بجانب الحرس من القوات المسلحة وفي الساعات الاولي من الصباح قامت قوة من داخل المدينة بمهاجمة المجموعة المرتكزة وقتل افرادها والاستيلاء علي سيارتين علي انها غنائم وعبرت قيادات التحرير والعدالة عن بالغ استئها وان هذا السلوك يهدد اتفاقية الدوحة ويحقق اهداف العناصر التي تسعي لافشالها وقد طالبت قيادات التحرير والعدالة اليونميد بالتحقيق العاجل في الحادث
ان احداث البوابة وهي الاولي بين الشركين يؤشر الي مالات سالبة في عملية سلام الدوحة وتمثل ذات البدايات التي صاحبت اتفقية ابوجا بقيادة السيد مني اركو مناوي في احداث مدينة المهندسين بام درمان التي اورثت فقدان الثقة وصنعت التربص بين الطرفين حتي خرج رئس الحركة وفصيلة لمربع الحرب مرة اخري مشكلا اضافة لمعاناة السودان
ان التصريحات المعلنة من الطرفين شريكي الاتفاقية بتمسكهما بالسلام ونفاذ الاتفاقية والسعي لاقناع الحركات الرافضة للدوحة للالتحاق بها هذة التصريحات النوايا تصبح دون جدوي ان لم يسعي الطرفين خاصة الطرف الحكومي عن الابتعاد عن التصرفات الاستفزازية لكل منهما وان تؤخذ نتائج التحقيق بقوة في اتجاة مستقبل الثقة بين الطرفين من خلال احكام التنسيق بين الاجهزة التنفيذية والامنية في دارفور علي مستويات الحكم الاقليمي والولائي فليس من الحكمة والانضباط ان تتقاطع التصريحات والاتهامات في القضايا الامنية الحساسة ما بين رئس السلطة الاقليمىة لدارفور وما بين نائب رئس السلطة والي ولاية شمال دارفور وهما رئسي الحزبين الموقين علي برتكول الشراكة بينهما
ان مسئولية كل الاطراف المعنية بالسلام في دارفور ان تعمل وبتجرد كامل وبدون الممحكات السياسية الحزبية او الاطماع السلطوية الي الحفاظ علي مكتسبات وثيقة الدوحة التي تمثل تعبيد الطريق للسلام الكامل وتحقيق حلم اهل دارفور والسودان في الامن والاستقرار والتنمية
وللة الحمد
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *