سلاما:زعيم المناضلين الأستاذ محمد إبراهيم نقد
الخرطوم:حسين سعد
صباح الجمعه 23مارس ضاقت مكاتب صحيفة الميدان بالمحررين والصحفيين الذين تداعوا من( كل فج عميق) للتحضير،والتخطيط لهذا العدد من صحيفة الميدان التي فشلت كافة محاولات الطغاة لاسكاتها واخراسها عن التنوير وتناول قضايا الغلابة والمقهورين والكادحين.
صباحية الجمعه الحزينة التي أعقبت الرحيل الكبير لزعيم المناضلين الاستاذ محمد ابراهيم نقد،ذلك المناضل الجسور الذي مات بطلا وعاش بطلا،رحل( نقد) فقيرا لكنه قدم للشعب السوداني الكثير،وترك للرفاق سيرة عطره بالنضال والجسارة والتضحيات من أجل حقوق الانسان والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية،ودفع لقاء ذلك أثماناً باهظة، من إعتقال، وملاحقة، وإختفاء بعيداً عن الأسرة .
وتقول سيرته النضالية انه شارك بمدرسة حلفا في المظاهرات ضد الاستعمار عام ١٩٤٦ م، التي تزامنت مع الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين. ومن ثمَّ تم قبوله بمدرسة حنتوب الثانوية، والتي شهدت انخراطه في العمل السياسي ضد الاستعمار وشارك في المظاهرات التي كان ينظمها طلاب مدرسة حنتوب المساندة للحركة الوطنية كالمظاهرات المؤيدة لإضراب الجمعية التشريعية.
وفي السنة الثانية من دخوله جامعة الخرطوم بكلية الاداب تم فصله بسبب مشاركته في مظاهرة وإضراب الطلبة ضد الاستعمار في نوفمبر ١٩٥٢ ، وحكم عليه بالسجن لمدة شهر
وسافر في العام ١٩٥٣ إلى أوروبا في بعثة دراسية جامعية من اتحاد الطلاب العالمي، ملتحقاً بكلية الفلسفة والعلوم الاجتماعية بجامعة صوفيا ببلغاريا؛ وشارك خلال الأعوام ٥٣ و ١٩٥٤ في مؤتمرات ومهرجانات طلابية عديدة، كالمهرجان الثالث اتحاد الشباب و الطلاب العالمي ببوخارست ببولندا في يونيو ١٩٥٣ ، ومؤتمرات أخرى بوارسو ببولندا وبالاتحاد السوفيتي في موسكو
وعاد إلى السودان عقب تخرجه في ١٩٥٨ متفرغاً بالحزب الشيوعي السوداني. واختفى الأستاذ نقد لمباشرة مهام العمل السياسي السري بعد الإطاحة بالنظام الديمقراطي في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨. وتم اعتقاله لمدة عام في ١٩٦٠ بسجون كوبر وملكال. وعقب انتصار جماهير الشعب السوداني في ثورة أكتوبر اﻟﻤﺠيدة ١٩٦٤ فاز الاستاذ نقد في الانتخابات التي أجريت في ١٩٦٥ مرشحاً عن الحزب الشيوعي بدوائر الخريجين، ودخل البرلمان غير أنَّه لم يكمل الدورة نسبة لصدور قرار حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان على الرغم من صدور حكم من المحكمة العليا بعدم دستورية حل الحزب الشيوعي، وبعدم قانونية طرد نوابه من البرلمان.
واصل الاستاذ نقد مساهمته في العمل السياسي العام حتى انقلاب مايو ١٩٦٩ وعقب اﻟﻤﺠازر الدموية في يوليو ١٩٧١ عاد الاستاذ نقد للاختفاء ومباشرة مهام النضال السياسي السري حتى الانتفاضة في مارس/ أبريل ١٩٨٥ ، وتم انتخابه في انتخابات ١٩٨٦ نائباً عن دائرة الديوم والعمارات بالجمعية التأسيسية، وظل يباشر مهام العمل النيابي والسياسي حتى انقلاب الجبهة الإسلامية على النظام الديمقراطي في يونيو ١٩٨٩ ، وتم اعتقاله بكوبر حتى ١٩٩١ حيث أطلق سراحه ليتم اعتقاله تحت التحفُّظ المنزلي (الإقامة الجبرية) لحين اختفائه في ١٩٩٣ والذي أمتد حتى العام ٢٠٠٥ . وبعد الظهور العلني للحزب الشيوعي واصل الاستاذ نقد المساهمة في العمل السياسي العام حتى انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني في يناير ٢٠٠٩ حيث تم انتخابه سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي.
وتقلد الأستاذ نقد طوال حياته عدداً كبيراً من المهام الحزبية اﻟﻤﺨتلفة داخل وخارج السودان، وصولاً لانتخابه باللجنة المركزية للحزب الشيوعي في المؤتمر العام الرابع ١٩٦٧ ، وعمل بمديرية الجزيرة وبالعاصمة وبالبرلمان القومي والجمعية التأسيسية وبلجنة العلاقات الخارجية، كما عمل بالجبهة الثقافية ومتعاوناً مع صحيفة (الميدان)،
أيها البطل العظيم نؤكد لك وأنت ترقد هناك ان تضحيات ونضالات حزب الطبقة العاملة ستظل متقدة وبطولات الرفاق ستمضي مسيرتها حتي تشق ليل الطغاة ، وصولا الي فجرالحرية، والتعددية لان التاريخ الثوري لحزب الطبقة العاملة (معلوم وموثق) وبذلت تضحيات عظيمة من أجل الغبش والغلابة والعمال فكان هناك الشهيد(عبد الخالق محجوب وهاشم العطا ومحجوب عثمان والتجاني الطيب والشفيع وقاسم أمين وجوزف قرنق وعلي فضل وقرنق ومحمود محمد طه وحميد)
وفي بيانا لها وصفته الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بانه رجلا من أفذاذ الرجال ومناضلا بدرجة فارس ومواطن سودانى مهيب بذل كل عمره فى الدفاع عن قضايا الحريات والديمقراطيه وظل مقاوماً وقائداً وطنياً غيورا ومثقفاً قومياً يصارع من أجل إعادة الديمقراطية والحريات الاساسية وحقوق الإنسان، والمواطنة المتساوية لكل قطاعات المجتمع دونما تمييز بينهم،وعاش كفاحاً ودفاعاً عن الهامش السوداني.
وفي يناير2009أبان المؤتمرالخامس للحزب الشيوعي قال نقد في
خطابه (تحية اعزاز واجلال لمؤسسي حزبنا وشهدائه
ولأعضاء الحزب الذين صمدوا واستبسلوا في مواجهة حملات التشريد والقمع والتعذيب الوحشي حد الاستشهاد ثم ثابروا على تجميع وتنظيم فروع الحزب وقياداته المركزية)
وأضاف التحية للأسرالتي فتحت لنا قلوبها ودورها فآوتنا طوال سنوات الديكتاتوريات العسكرية المتعاقبة.
تحية لكل فروع الحزب وأصدقائه في الداخل وفي شتي بقاع العالم وأسهامهم المقدر في ابتدار حملات التضامن مع شعبنا وحزبنا
ولم يغفل خطاب (نقد) الحركة السياسية السودانية بأحزابها ونقاباتها واتحاداتها وروابطها التي أمطرها بالتحايا ايضا، وقال التحية للحركة النقابية السودانية التي تجاوزت كل القوانين التي تحرم الأحزاب ولم تحصر دورها في المطالب النقابية بل أسهمت في الحركة الوطنية كتفا لكتف مع الأحزاب السياسية في النضال الوطني وقضايا ما بعد الاستقلال.
وتقدم (زعيم المناضلين )بتحية خاصة للصحفيين الذين أستبسلت أقلامهم دفاعا عن حرية التعبير وشرف الكلمة.
نضالات الثوار والشرفاء وتضحياتهم ظلت راسخة وهنا نشير الي ما قاله الثائر تشي جيفارا لا أعرف متي وأين ساموت لا أعرف حدودا فالعالم باسره وطني ان الطريق مظلم وحالك فاذا لم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق اما ان ينتصرأويموت وكثيرون سقطوا في طريق النصرالطويل الثوار يملاون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله علي أجساد الفقراء لن يكون لدينا ما نحيا من أجله ان لم نكن علي أستعداد ان نموت من اجله اؤمن بان النضال هو الحل الوحيد لاولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم ،الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن أنا لست محررا المحررين لا وجود لهم فالشعوب وحدها هي من تحررنفسها الي ان يقول( أنا لا استطيع ان أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي )
فقسماً يا نقد ستبقي حاضرا فينا وستظل جزوة النضال متقدة ونوقد لها مليون شعله.