د. اليسع عبد القادر
مدخل أول نخصصه لنعرف حجم مؤيدي المظاهرات
أجد نفسي مندهشا حد الحيرة من الذين يقللون من تمدد الثورة السودانية في المجتمع لدرجة وصفي لها في مقالات سابقة انها أضحت “مزاج اجتماعي”، لا يمكن أن يقف مده، بل أجبرت النظام ليغير جلده ولغته ومازال يقدم التنازلات ولكن السقف عند الشعب هو #تسقط_بس، ويحق له ذلك، لأن جراب النظام أضحى خاوياً بعد ان إلتهمته آفة الفساد، ولم يتبقى له من مؤيدين، اللهم إلا المنتفعين فقط، مِن مَن باعوا ضميرهم وأخلاقهم بثمن بخس، ولِنُذكر بحجم الذين يقفون مع المظاهرات ضد النظام تدليلاً وليس حصراً، كل الذين يريدون الترفيه على أنفسهم يلتقون في المظاهرات، والذين يريدون ان يخرجوا من ضيق الحياة وما أكثر أسبابه يخرجون للمظاهرات، والذين يريدون مستقبلا آمناً للوطن ولاجياله السابقة يخرجون للمظاهرات، والذين يعلمون أن أزمات الوطن لن يحلها الذين تسببوا فيها، والذين تمت إعادة تدويرهم (البشير وايلا وممتاز وحسن وأرو وابوقردة وأكد وتابيتا ومن يقف خلفهم)، أيضا يخرجون للمظاهرات، وكل مثقف ومتعلم يعرف لمصلحة من تدار الدولة يقف مع المظاهرات، والذين لا يجدون سبيلاً لاموالهم التي في البنوك يخرجون للمظاهرات، والذين لم يصرفوا مرتباتهم يخرجون للمظاهرات، والذين لا تكفى مرتباتهم يخرجون للمظاهرات (كل الموظفين مع المظاهرات والذين لم يخرجوا يخشون العقاب فقط ولكنهم لا يؤدون النظام)، والذين يعارضون النظام يخرجون للمظاهرات، والعطالى (من الجنسين) الذين لا يجدون عمل ولا حياة مستقرة يخرجون للمظاهرات، والطلاب الذين اغلقت جماعتهم، اغلقت لأنهم يخرجون للمظاهرات، وطلاب الشهادة كلنا لاحظنا إنهم بعد آخر جلسة خرجوا للمظاهرات، والذين يعبرون البحار مجبرين بحثاً عن الرزق يحثون أهلهم وذويهم على المظاهرات، وقطعا لن يؤيد النظام أهل دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وضحايا المشاريع التي خصصت لكبار النظام وشركائهم ( ضحايا سد مروى وستيت وسكر النيل الأبيض والتعدين والبترول في كردفان والشمالية الخ)، والذين تم فصلهم تعفسيا يقفون مع المظاهرات، والذين تمت تصفية موسساتهم يقفون مع المظاهرات كمثال (سودانير والنقل البحري والنهري والسكة حديد وشركة الاقطان والمصانع التي أضحت خرابات)، والذين دمرت مشاريعهم الزراعية في الجزيرة وامتداد المناقل ومشاريع النيل الأبيض للاعاشة يقفون مع المظاهرات، وكثيرون لم اذكرهم واذكر جهاتهم فليعزروني لأن المقام ليس للحصر.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا تبقى للنظام من مؤيدين؟ في تقديري اقل من ٢٪، واتمنى ان يلتقط هذه الحقيقة الأستاذ حسين خوجلي وتلاميذه إن كانوا صادقين مع أنفسهم، ففي الوقت بعض متسع للإعتذار للشعب وباب التوبة الوطنية لم يقفل بعد.
مدخل ثاني نخصصه للملتفين على الحقيقة
ابتداءاً اسأل هل الإلتفاف اللجوج، ومحاولة القفز للأمام هروباً من الواقع وحقائقه الماثلة ستغيره؟
بل الواجب ان يجري الحادبين عن موطأ قدم في المستقبل بحثاً عن الأسباب والدوافع التي جعلت شعبنا صامداً ومواجهاً لكل التحديات، إذ الكل يتابع الأحداث في بلادنا، حيث القتل و البطش والاعتقال والسحل من مليشيات وأمن النظام، هذا مع خزلان الخارج الذي يرى في النظام القائم ضعف يستدعي التسمك به، فرغم كل ذلك وأشد منه، مازال شعبنا العظيم موجوداً في الشارع بذات الكبرياء والعزيمة التي لا تلين، وحتما ستنتصر إرادته، لأن إرادة الشعوب من قدر الله النافذ، ولكن الطغاة لا يتعظون من لدن فرعون الأول وكبار كهنته وصغار سدنته إلى زماننا هذا، فمصيرهم واحد وهو الهلاك وفقاً للسنن الكونية لأن الله يمهل ولا يهمل،
ومن هنا نرسل رسالة تحدي، نطالب فيها النظام بأن يسمح للرافضين له بالتصديق لهم بمظاهرة في زمان ومكان محدد، على أن يكون الأمر مشهود إعلاميا، كما يحدث من كل حكومات الدنيا مع شعوبها، وحينها سيعرف النظام وترلاته حجم الرفض الحقيقي لهم، بعيداً عن تطاول ابواغه الإعلامية الخائفة من فقدان الكوميشنات الإعلانية، وظروف مسح الجوخ التي تُعطى لهم تحت الطرابيز محازاة للحزاء أو تحته، نظير تطبيلهم ونفاقهم وتدليسهم للمسئولين، وتغبيشهم للوعي بكل خسة ونزالة، لأنهم يعلمون أن النطام العاكفون حوله ما هو إلا صنم خاوي أشبه بعجل السامري يحدث صوتاً ولكنه بلا روح، وربما يقبل الكل السقوط الأخلاقي والخطاب الهتافي المبتزل من الإعلاميين عديمي الموهبة، ولكن أن يأتي ذلك من إعلامي بوزن وقامة الأستاذ حسين خوجلي، فهذا يعني أن تأثير المظاهرات قد تجاوز اللحم الحي، وبلغت منه روح النظام الحلقوم، وعليه الاساءات للشعب وتهديده، إن لم تستفزه للمواجهة لن تدفعه للتراجع، والكل يعرف ان نار النظام قد أنطفأت وان الإسلاميين الذين يناديهم استعطافا استاذ حسين خوجلي، قد نصح صادقيهم مرات ومرات، ولم يسمع لهم أحد، وقد ابتعدوا ولن يعودوا لجب الغي مرة أخرى، وكلنا يتابع كم من صادق اعتذر عن التكليف بالوزارات، ولم يتبقى للنظام إلا الرماد، والنفخ على الرماد لن يجعله نارا.
مدخل أخير نخصصه لمن له قلب وألقى السمع وهو شهيد
الأستاذ حسين خوجلي وتلاميذه، ان كانوا يرون بعين اليمامة، عليهم ان يبحثوا عن مخارج كما يفعل الكثيرين من عقلاء الإسلاميين الذين ادركوا ان مجرد وجود البشير ونظامه في قمة السلطة أضحى أزمة تهدد بقاء السودان كدولة، وقطعاً مستقبل الإسلام السياسي، عليه الوقت الآن لإعمال العقل والأوبة لحضن الوطن الكبير الفاسح الذي يسع الجميع، لأن تقديم الفتات الآني على حساب الوطن وشعبه، لن يفعله إلا وضيع النفس خسيس الفعل منزوع الرحمة قاسي القلب.
وعليه راجعوا مواقفكم قبل أن تُراجعوا، وحاسبوا ذواتكم قبل أن تُحاسبوا، فوقت المراجعة والمحاسبة باسم الشعب قد اقترب، ولحظة الحقيقة التي يتم فيها نعي النظام قد تهيأت، ولا يغفل عنها إلا الذي قلبه غافل وعينه عمياء واذنه صماء، وها نُنِذركم، وادركوا انه لا عُذر لمن أُنِذر.
ونواصل،،،
د. اليسع عبدالقادر