ستات الشاي…. بدل ان تعطهن الدولة حقهن من الزكاة , تطاردهن طمعا في مدخولهن الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!!

ستات الشاي…. بدل ان تعطهن الدولة حقهن من الزكاة , تطاردهن طمعا في مدخولهن الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!!

في برنامج ” مهمة خاصة” الذي بثته قناة العربية  مساء الخميس 29 اكتوبر اجري مقدم البرنامج تحقيقا صحفيا مؤثرا مع عدد لا باس به من بائعات الشاي اللائي اجبرتهن قسوة الحياة وظلم الحكام وانصراف المسؤولين عن القيام بواجباتهم لرفع المعاناة عن السواد الاعظم من الناس وصبوا جل اهتماماتهم لرفاهية انفسهم واهليهم من المال العام , فلم تجد هؤلاء النسوة الشريفات من مخرج لهن ولاسرهن الا هذه المهنة المهينة كما وصفنها خاصة بعد ان تعطل ازواجهن وابنائن عن العمل لان العمل في زمن الانقاذ المظلم هذا لا يتسني الا لمن هو شايقي او جعلي او مغفل نافع من باقي القبائل الاخري وهذا طبعا لابد ان يكون مؤتمري وطني اجتاز كل اختبارات الولاء والطاعة واظهر استعداده لفعل أي DIRTY WORK لهؤلاء الذين تحكموا في رقاب العباد واتبعوا معهم سياسة “فرق تسد” وسياسة “جوع كلبك يتبعك”, فجاعت هؤلاء النسوة واسرهن ووجدن انفسهن امام خيارات ,اخفهن وطاة بيع الشاي .. فخرجن.

ويكاد قلب المرء يتفطر حزنا والما وهو يستمع اليهن وهن يروين معاناتهن لاعالة اسرهن وكيف ان بعض زبائنهن من الذين لا ادب لهم ولا حياء يتلفظون بالفاظ قالت احداهن انها طوال حياتها لم تسمع مثلها الا حينما خرجت تبيع الشاي , واطلقت دمعة سخينة وهي تقول ذلك!. لله درك يا ابن الخطاب فلو كنت حيا لما عانت هؤلاء النسوة ولكن هذا زمان  “عُمر ” من نوع اخر.

وقد اجمعت كل اللائي تحدثن في البرنامج من هؤلاء النساء المسكينات بان اكثر ما يقلقهن ويقض مضجعهن ويرعبهن هم رجال المحليات , او كما قلن (ناس الكشات )الذين يطاردوهن ويصادروا معداتهن البسيطة من موقد وشوية كبايات وبراد وكفتيرة هي كل راس مالهن لصناعة الشاي . والادهي والامر بانهن ذكرن ان هؤلاء بعد مصادرة هذه الاشياء يسواموهن علي استردادها بعد دففع مبلغ من المال او حتي بعضهم من عديمي الخلق يساومهن في اعراضهن!

فالتحية والتقدير لهؤلاء اللاتي لا زلن صامدات ابت عليهن انفسهن الابية الا ان يكافحن بالكسب الحلال لكفايتهن واسرهن مؤونة الحياة ومتطلباتها ورايناهن وسط اسرهن وهن يسردن كيف استطعن الوقوف بجانب اخوانهن واخواتهن حتي تخرج البعض منهم من الجامعات , ليضربن اروع المثل في التضحية ونكران الذات في زمن نسي كبار المسؤولين واجباتهم وحصروا اهتماماتهم في ذواتهم الفانية.

والسؤال الكبير , ما الذي يمكن ان تضيفه بضعة جنيهات مما يتم تحصيله من هؤلاء المسكينات الي ميزانية المحليات ؟ اليست هؤلاء النسوة هم من مستحقي الزكاة حسب مصارف الزكاة الذي يعرفه جيدا اهل التوجه الحضاري ؟ ام انهم طووا صفحة التوجه الحضاري صبيحة 30يونيو 1989 بعد وصولهم لغايتهم مستغلين في ذلك الدين الحنيف؟ الا يعلم هؤلاء الجباة الطغاة ان كل ما تملكه احدي هؤلاء النسوة من معدات انتاجهن زائدا دخل يوم كامل لا يساوي وجبة خفيفة لاي من القابعين تحت مكيفات ال SPLIT UNIT بمكاتبهم الفاخرة التي ثمن اثاث مكتب واحد فقط يكفي اعالة مائة من بائعات الشاي واسرهن شهرا كاملا بما فيها مصروف  التعليم والكساء والدواء ؟ لا حول ولا قوة الابالله. الا تشبع هذه الحكومة العصابة ومنسوبيها من مال البترول ,الذي هو خارج  الميزانية العامة , ومن دخل الذهب وصناعة السلاح واخيرا الطائرات!! ام انه اللؤم وقلة الحياء ابت عليهم الا ان يضايقوا فقراء الشعب ليزدادوا فقرا وليزدادوا هم غني وثراءا؟

والغريب ان مقدم البرنامج قابل مسؤولة اتحاد المراة التي اعترفت بان الشرطة وناس الكشة هم من يستغلون بعض هؤلاء النسوة للترويج للمخدرات ولممارسة الرذيلة وابتزازهن ان اردن استرداد ما صادروه من معداتهن!! وكان اسلوبها في الكلام كمن تتحدث عن وباء او داء تود لو انها يمكن ان تقضي عليه بالقضاء علي هؤلاء المسكينات لشعورها بانهن عبئا علي دولة “التوجه الحضاري”, وكانت ترتدي ثوبا لو بيع لكفي ثمنه عشرة من هؤلاء المسكينات واسرهن شهرا كاملا.

اتقوا الله يا هؤلاء في الضعفاء فبسسببهم تنزل الامطار وينمو الزرع ويدر الضرع. ونسال الله ان يمن علي المستضعفين في السودان وفي كل مكان ويُمكّن لهم في الارض ويجعلهم ائمة ويجعلهم الوارثين ويُري فراعين هذا الزمان وهماناتهم منهم ما كانوا يحذرون.

محمد احمد معاذ
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *