سباق تسلح في السودان
القوات الأممية تواجه صعوبة بتأمين أسلحتها الخاصة (رويترز)
حذرت دراسة حديثة في جنيف من سباق تسلح بين القوات المسلحة في شمال وجنوب السودان, بما يهدد بإعادة البلاد إلى الحرب الأهلية.
وقال إريك بيرمان المدير الإداري لمركز “مسح الأسلحة الصغيرة” ومقره جنيف إنه مع استمرار العنف في جنوب السودان وإقليم دارفور وتزايد التوترات بين الحكومتين الشمالية والجنوبية فإن التدفق المستمر للأسلحة “يجب أن يكون مبعث قلق كبير لدى المجتمع الدولي”.
وقالت الدراسة إن الصين وإيران لا تزالان المصدر الرئيسي للأسلحة التي تزيد الاضطرابات في البلاد.
وأشارت إلى أن الجيش الجنوبي وهو الجيش الشعبي لتحرير السودان قام على مدى العامين المنصرمين بتكديس أسلحة خفيفة وثقيلة معظمها من أوكرانيا.
وقالت إن 33 دبابة من طراز تي 72 من العهد السوفياتي وأنظمة إطلاق صاروخية متعددة من طراز بي إم 21 ضبطت على متن سفينة شحن أوكرانية خطفها قراصنة صوماليون لمدة أربعة أشهر في سبتمبر/أيلول 2008 كانت في طريقها إلى جنوب السودان عبر كينيا، ونفت الحكومة الكينية ذلك وقالت إن الدبابات كانت لجيشها.
وفي هذا السياق قال مركز مسح الأسلحة الصغيرة إن صورا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية أكدت فيما بعد وجود دبابات في حجم تي 72 في جنوب السودان خلال عام 2009.
وفي يوليو/تموز نشرت نشرة جينز الدفاعية الأسبوعية صورا التقطت عبر الأقمار الاصطناعية قالت إنها توضح مجمعا للجيش الشعبي لتحرير السودان شمالي شرقي العاصمة الجنوبية جوبا يضم على ما يبدو دبابات تي72 لكنها قالت إنه لا يمكن التأكد من أنها كانت من السفينة.
وقالت نشرة جينز إن الجيش الكيني وعد بأن يثبت للصحفيين أن الدبابات لا تزال لديه لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن.
يشار إلى أن بنود اتفاقية عام 2005 تسمح لكل من الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية الشمالية بالتزود بالأسلحة بموافقة مجلس الدفاع المشترك بين الشمال والجنوب.
وطبقا للدراسة فإن ما يزيد من حالة عدم الاستقرار أن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في منطقة دارفور غربي البلاد تفتقر إلى القدرة على مراقبة وتأمين أسلحتها الخاصة.
يشار إلى أن الشمال والجنوب خاضا حربا أهلية على مدى نحو عشرين عاما انتهت بإبرام اتفاق سلام في عام 2005، لكن العلاقات لا تزال متوترة ويواجه الاتفاق اختبارات مهمة قريبا تتمثل في الانتخابات العامة التي ستجرى العام القادم ثم استفتاء على استقلال الجنوب في 2011.
المصدر: الجزيرة/رويترز